سنبقى نقاوم…
صبحي سماحة
نحتفل في 16 تشرين الثاني هذا العام بالعيد التسعين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتأسيس الحزب شكل جواباً عمليا من المؤسس أنطون سعاده على سؤال طرحه، «ما الذي جلب على امتي هذا الويل»؟
وسعاده عيّن لنا قضيّة واضحة جلية، ووضع مبادئ محييَة وأرسى معادلة أنّ كلّ احتلال واستعمار يقابله مقاومة وجهاد. وبهذه العقيدة والمبادئ صار القوميون جيشاً عزيز النفس، طاهر الروح، حسن الأخلاق، عالماً بحقوقه وواجباته، منظّماً، مقاوماً، طامحاً لتحقيق الغاية المنشودة، منخرطاً في الصراع منذ الانتداب حتى اليوم.
انّ المبادئ ما كانت لترسخ في عقول شبابنا وأطفالنا، لو لم يكن هناك أبطال يعشقون الحياة ورخصت أرواحهم فداءً للأرض، فكان أعظم شهدائها أنطون سعاده.
الزعيم المعلّم، نقل لأعضاء حزبه طيلة مسيرته، كلّ مفاهيم المسيرة القومية وما ينطوي تحت عنوانها العريض من حبّ وصمود وإباء ومقاومة وعزّة، فكانت جميعها تحت عنوان واحد بخط عريض نُقش بالأحمر القاني، ألا وهو: «الحياة». لكي تبقى حياتنا «وقفة عزّ فقط».
حين يكون هناك رفقاء، جلّ إيمانهم ينطوي على وقفة العز هذه ومضمونها، وحين يكون هناك آباء و أبناء، مؤمنين بحق أنّ مسيرتهم العقائدية قائمة على فكرة الموت طريقاً للحياة، وتكون هناك أرض مصمّمة أن ترتوي من دماء أبنائها لتحيا، لن يستطيع أن يأتي أخرقَين من ذاك الزمان، مثل سايكس وبيكو، لينحتا في عقول هؤلاء الآباء والأبناء، فكرة أنهم مجبرون بحكم الفطرة أن يلتزموا بحدود وهمية رسماها لهم لغايات قذرة.
من هنا نقول، إنّ حياة العز ما كانت لتكون، ولكن طالما أننا موجودون هنا، في هذا الهلال الخصيب، وفي كلّ ميدان وساح، ستبقى حدودنا التي آمن بها سعاده هي الحدود الحقيقية، لا الحدود التي رسمها يوماً الفرنسي والبريطاني، ولا التي آمن بها من خانه عقله وإيمانه في ذاك الزمان وما زال يرضع أولاده من ثديَي هذه الخطيئة والخيانة.
نحن أبناء النهضة نقول ما زلنا هنا، ما زلنا نتنفس، وما زلنا نقاوم، وما دمنا على هذه الحال، فعلينا إذاً أن ندعم إيماننا ونمضي قدماً، ونقتنع بأننا لم ولن نتوانى لحظة عن الدفاع عن أرضنا وعقيدة حزبنا المقدسة.
أما حزبنا وسلاحنا مع قلمنا لن يكتسيهم الإرهاق ولا التّعب، ومصمّمون على متابعة الصراع وسنبقى نقاوم…