دبوس
وداعاً للتطبيع
لقد كنت مخطئاً، وإنني أطلب الصفح والغفران من شعبنا في بلاد الحرمين، لوهلة ذهبنا شططاً، وخلطنا الحابل بالنابل، وأجمَلنا الغث والسمين في إناء واحد، ليخرج علينا شاب البارحة في المونديال من بلاد الحرمين الشريفين، ليس كمن قبله، وليس كمن بعده، جلّ من أطاح بمهزلة التطبيع كان لهم أحياناً تردّد، وفي أحيان أخرى إيماءة هنا او تلميحة هناك في رفض هذا الكيان البائد، إلّا هذا الأسد من بلاد الحرمين، لقد صال وجال، وأعلى وأنزل، وألزم الضبع الصهيوني صمتاً مطبقاً، وألقمه حجراً فاحتبس عليه النطق…
قال له في ما قال، كيف أتيت إلى هنا؟ هذا بلد عربي، فلسطين لنا وكيانكم إلى زوال، أسقط في يد الإعلامي الصهيوني، وتمنى ان ينتهي الموقف عند هذا، أو ان تبتلعه الأرض فيخرج من حرج الموقف.
اللافت الآخر في الموضوع هو كمية التشويه والضلال الذي اعترى عقول هؤلاء الصهاينة، فبعد كلّ هذا القتل وسرقة الأرض وتدنيس مقدساتنا والمجازر والمذابح ضدّ النساء والأطفال والشيوخ، وعلى مدى عقود طويلة، يتوقعون ان يستقبلهم الناس بالترحاب والتهليل ويتعاملون معهم بطريقة عادية، أتمنى من الله ان ينسحب ضلالهم على نظرتهم الى كلّ الأمور، وبالذات العسكرية، لأنّ نهايتهم حينئذٍ ستكون أقرب بكثير مما نتوقع…
كنت أتمنى من أحد هؤلاء الشباب الأشاوس أن يقول للصهاينة، انظروا أيها الأوغاد كيف نتعامل نحن معكم وكيف تتعاملون أنتم مع صحافيينا في الأرض المحتلة، ماذا فعلَت لكم شيرين أبو عاقلة؟ حتى تقوموا باغتيالها، وغيرها كثير من الصحافيين الفلسطينيين، ثم تتوقعون منا أن نتعامل معكم بالحسنى، نحن لا نقتل من لا يرفع سلاحاً في وجهنا، ولكن احذروا فلربما يتغيّر هذا الشيء الآن.
سميح التايه