احذروا عبوات المياه المعدة للشرب…!
} عمر عبد القادر غندور*
أعلن محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي أنه بنتيجة الفحوصات المخبرية التي أجريت على عيّنات المياه المأخوذة خلال الحملة التي أطلقت للتثبيت من سلامة مياه الشرب، تبيّن وجود تلوّث جرثومي وبكتيريا في عدد من العينات (جريدة الأخبار).
وعُلم انّ القاضي المكاوي أصدر قرارات عدة توزعت بين الختم بالشمع الأحمر وعددها ٦٨ تُسمّى شركة ولها جينيريك كاذب، ووقف العمل لـ ١٨ من الشركات التي توزع التلوّث والبكتيريا و ٢٦ أخرى توزع البكتيريا بشكل أقلّ!
سبق وقلنا في بيانات سابقة انّ الأزمة لا بل الأزمات المتناسلة في بلدنا المبتلي بنظامه ليس بسبب الطبقة السياسية القابضة، وليس بالفساد الذي يطال الماء والهواء، ولا بالتجار الجشعين الذين لا يخافون الله وبعضهم يبيع ربطة الخبز المرقوق وعدد أرغفتها أربعة بأربعين ألف ليرة! والى الكثير من محطات البنزين التي تتلاعب في العدادات وتبيع صفيحة البنزين بأقلّ من ١٩ ليتر، الى مافيات الدواء وبعضه منتهي الصلاحية، الى الدولار المحلق الى عليين، وكان ينقص اللبنانيين ان تبيعهم مافيات مياه الشرب عبوات تحمل جزيئات من البكتيريا والتلوث!
يقول رئيس مصلحة الأبحاث الزراعية السيد ميشال افرام انّ لبنان تخطى حافة الخطر الى تجاوز الخط الأحمر ووصل الى نقطة اللاعودة، وانّ مياه لبنان ملوثة بمعظمها بنسب متفاوتة وملوثة جرثومياً وكيمائياً بالمعادن والزئبق الى حدود ١٠٠%.
ويقول الخبراء انّ نسبة المخاطر من تلوث المياه ترتفع في المدن والأحياء المكتظة بسبب كثرة شبكات الصرف الصحي العشوائية وانّ ٩٠% مصابة بالتلوث، ومصلحة مياه الدولة لا تملك القدرة على إدارة هذا القطاع بكلّ تفاصيله الفنية والعلمية والاقتصادية والإدارية، والتلوث يضرب معظم مياه الانهار والينابيع والآبار الجوفية، وانعدام أعمال الصيانة ومرافقها وعدم ربطها بمراكز المعالجة وانعدام معالجة مياه الصرف الصحي المبتذلة قبل طرحها على الشواطئ ومجاري المياه والأنهار والآبار…
وقد سبق لنا في استعراض أزماتنا وقلنا انّ أزماتنا هي أخلاقية تحكمها الأنانية والطمع والجشع وعدم الخشية من الله حتى قال سبحانه في مثل حالتنا في سورة الانعام «وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ»
وفي الحديث المروي عن سيدنا محمد قال: لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليسلطن الله عليكم شراركم، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لكم.
وطبيعي ان يُصيبنا ما نحن فيه بغياب التراحم والودّ والتعاون على البرّ والتقوى. وجاء المأثور من الدعوات «اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا»…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي