السعودية تدمّر ومصر تدعم… ماذا بعد؟
نيبال هنيدي
دمار وجرائم حرب واستهداف للمدنيين وأشلاء قتلى وتدمير للبنى التحتية و مناطق غارقة في الظلام واستعدادات عسكرية على حدودها، كان هذا نصيب اليمن من «غزوة سلمان»، والمجتمع الدولي يقف متفرّجاً كما تفرج في الصيف الماضي على غزة.
وفيما قصفت بوارج حربية للتحالف السعودي تجمعات للجيش اليمني، واستهدفت الغارات السعودية ميناء الصليف بالحديدة ومناطق في غرب صنعاء وأبين ولحج وصعدة، تتواصل المعارك في مدينة عدن بين الجيش اليمني والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
تركيز الغارات على المنشآت الخدمية والمدنية والجسور والمطارات، زاد من تلاحم الشعب اليمني.
وفي المقابل أكد المتحدث باسم قوات التحالف، العميد أحمد بن حسن عسيري، أن العمليات «مستمرة في عمليات الإسقاط لدعم ما أسماه اللجان الشعبية في عدن عسكرياً، لمواجهة الحوثيين».
ولفت عسيري إلى أن العمليات الجوية «ما زالت مستمرة حتى تحقق أهدافها»، فهل يحمل هذا التصريح دلالات على تورط بري للسعودية في اليمن وخصوصاً بعد فشل القصف المكثف جواً وبحراً وبراً في تحقيق نتائج استراتيجية، وفي ظل التقدم الميداني للجيش اليمني وأنصار الله، والذين أكدوا وعلى لسان الناطق الرسمي محمد عبدالسلام، أن هناك جهات تسعى إلى «إثارة المخاوف حول باب المندب» لدفع المصريين إلى مساندة العملية العسكرية التي تقودها السعودية ودول التحالف ضد الجماعة، مؤكداً الاستعداد لـ«إزالة المخاوف» لدى القاهرة حول المضيق الحيوي، ولكن يبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكد سابقا أن مصر تريد حلاً سياسياً للأزمة اليمنية، ليس كذلك.
فمشهد السيسي وسط قيادات الجيش، بعد اجتماع استمر قرابة 6 ساعات، جعل مراقبين يتوقعون تدخلاً برياً وشيكاً للجيش المصري في اليمن، كما بدأ مقربون من دوائر الحكم في التمهيد لإخبار وسائل الإعلام المصرية بذلك، وهو ما يخشاه كثير من المصريين، بخاصة من خلفية التجربة المصرية وتدخلها العسكري في اليمن في ستينات القرن الماضي والذي ذهب بأرواح عدد كبير من الجنود وتسبب أيضاً بنكسة 1967. وقد بلغ عدد المشاركين في تلك الحرب ما بين 55 و70 ألفاً.
في حين بدأ البرلمان الباكستاني مناقشة طلب سعودي للمساعدة العسكرية في اليمن، وهو طلب بحسب خبراء، يضع حلفاء السعودية «المخلصين» بقيادة رئيس الوزراء نواز شريف في مواجهة الرأي العام الباكستاني الذي ملّ الحرب.
وأفادت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، أن القوات البرية السعودية تواصل استعدادها على الحدود السعودية ـ اليمنية، وأنها منتشرة لتغطية مساحات كبيرة من البقاع البرية على الحدود السعودية – اليمنية، في انتظار التوجيهات بالتدخل عند الحاجة إلى ذلك.
ولكن ما حال ارتدادات عدوان آل سعود داخل السعودية؟ وهل سيسير نظامها في الطريق ذاتها في هذا الداخل؟
قوات الأمن السعودية بدأت حملة مداهمات في بلدة العوامية بمحافظة القطيف شرق البلاد، واعتقل الأمن عدداً من شبان البلدة، فيما قتل شرطي سعودي وأصيب 3 آخرون وتحدث معارضون سعوديون عن شنّ قوات الأمن عملية عسكرية وسط إطلاق نار كثيف، مؤكدين التزامهم بالحراك السلمي ورفضهم مواجهة قوات الأمن أو الاشتباك معها بالأسلحة.
حرب الأرض تقابلها حرب في مجلس الأمن حيث رفضت دول غربية وعربية مشروع القرار الروسي الداعي إلى هدنة إنسانية في اليمن لإغاثة المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية، فيما عولت على المقايضة بالورقة الخليجية بعد مشروع قرار خليجي يدين أنصار الله ويدعوهم إلى التخلي عن السلاح.
وفي المقابل، قال سفير السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إنه تتعين مناقشة كيفية تسليم المساعدات الإنسانية في اليمن وكشف عن مشروع قرار حول الوضع الإنساني في اليمن تتفاوض بشأنه دول الخليج العربية والأردن مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
يتدهور الوضع الأمني و السياسي في اليمن، فهل سيتطيع هذا البلد الخروج من النفق المظلم والحفاظ على سيادته للحيلولة دون تفتيت وتدمير اليمن، أم أن السعودية و حلفاءها وعلى رأسهم مصر سيستمرون في تأجيج الأوضاع، خصوصاً بعد ترحيبهم بدعوة أوباما إلى «كامب ديفيد» للتنسيق والتشاور، متجاهلين كل ما يتعلق بحلول سياسية؟!
والسؤال الأهم ماذا ينتظر اليمن من مجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة بعد ميله للمبادرة الخليجية، صاماً آذانه عن صرخات اليمنيين؟