قمة الصين والعرب
ما هي آلية ضمان التنفيذ في بيان قمة الرياض بين العرب والصين؟ ما صدر عن قمة الرياض في ما يتعلق بقضيتنا فلسطين هو شيء جيد، المطالبة بإنهاء الاحتلال، ومن ثم تطبيق حلّ الدولتين، وقيام دولة فلسطين القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
نحن لا نتوقع أكثر من ذلك من مؤتمر كهذا، ولكن، أين في متن البيان لكلّ هذه الدول الوازنة ما يضمن آلية للتنفيذ، وفي حالة الاستنكاف من قبل دولة الإحلال، كأن ينص على سلّة من العقوبات المتدرّجة، والجداول الزمنية لتنفيذ هذه المطالب، وإلّا فنحن بإزاء بيان آخر يُضاف الى مليون بيان لا يساوي الورق والحبر الذي كتب به.
هل هناك على سبيل التمثيل لا الحصر، أجندة زمنية لتطبيق ذلك؟ وهل هناك في حالة عدم التطبيق عقوبات تتضمّن في ما تتضمّن مثلاً إلغاء حالة التطبيع من قبل دول التطبيع؟ ومن ثم إلغاء كلّ الإتفاقيات التي أبرمت بين دول التطبيع وكيان الإحلال؟ وهلمّ جرا…
إذا لم يتضمّن بيان كهذا جدولاً زمنياً مبرماً للتنفيذ، وآلية ملزمة لممارسة العقاب في حالة عدم التنفيذ، فما الذي يفرّق ساعتئذ بين الصين وأميركا، وبين هذه الدول المشاركة فى القمة والإتحاد الاوروبي؟
لا أعوّل كثيراً على أية ترتبات آلية لفرض ما تفتّق عنه البيان، ولكن تصعيد المقاومة في الداخل والانتقال بالصراع الى مستويات جديدة مرتفعة كفيل بإلزام الجميع عنوة بالسعي الحثيث نحو إلزام العدو بالتنفيذ.
في نهاية المطاف نحن معشر المقاومة، الحلّ بالنسبة لنا هو فلسطين من النهر الى البحر، ليس هذا فحسب، يجب ان يُصار الى إنشاء كيانات تنفيذية فاعلة لملاحقة كلّ أولئك الذين تسبّبوا بهذه الكارثة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية، واستخلاص التعويضات المناسبة للمتضرّرين، والتي لا أظنّ انّ الناتج القومي الإجمالي لأوروبا وأميركا بالإضافة الى كلّ أموال الصهاينة في العالم المنقولة وغير المنقولة تكفي للتعويض. لقد لاحق اليهود النازيين الذين شاركوا في ما حدث لهم في أوروبا، لاحقوهم في جميع أنحاء العالم، وحريّ بنا ان نتجهّز لذلك، حتى يتمّ تدفيعهم الثمن على داير ملّيم…
أخيراً وليس آخراً أعتبر شخصياً إعلان وزير خارجية السعودية بعد مؤتمر الرياض بأنّ إيران هي جزء من المنطقة، وأنّ من الطبيعي إقامة علاقات صداقة معها هو بمثابة إعلان غير مباشر عن فشل المخطط الإجرامي لضرب إيران من الداخل بمشاركة أميركا والغرب و»إسرائيل» ومملكة الخير…!
سميح التايه