دبوس
حقوق المرأة
لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة قرّرت إلغاء عضوية إيران فيها على خلفية موت مهسا أميني، واعتبرت انّ إيران لا تستحق ان تكون عضواً فيها بسبب الممارسات من قبل الدولة الإيرانية والتي تنتهك حقوق المرأة، ورغم انّ وفاة مهسا أميني، وبالتوثيق القاطع ليست بسبب الممارسة الفظة ضدّ المرأة، ولكن بسبب مرضها، ووفاتها الطبيعية كما ثبت من شريط الفيديو الذي وثّق ذلك، إلّا انّ هذه اللجنة تماماً كمثل بقية الأجسام الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة تمارس دوراً مقززاً متخاذلاً منكشفاً في ارتزاقه، ينفذ مشيئة قوى الهيمنة بدون تحفظات وحتى بدون حياء، لم ترَ لجنة حقوق المرأة ولم تسمع عن سلمى الشهاب الناشطة السعودية والتي حكمت 34 سنة سجن لمجرد تغريدة، لم تسمع اللجنة المذكورة أعلاه عن لجين الهذلول، ولا عن ريم سليمان، ولا عشرات السجينات اللواتي يقضين عقوبات طويلة بدون أيّ مسوّغ قانوني، لم تسمع هذه اللجنة المنافقة بآمال علي وزكية البربوري وهاجر منصور وفاطمة علي وغيرهن بالعشرات واللواتي يقبعن في سجون مملكة البحرين لأتفه الأسباب، ولمجرد انتقاد على استحياء لهذا النظام الأوليغارشي الفاشي…
لم تسمع هذه اللجنة بالصحافية الفلسطينية اللامعة شيرين أبو عاقلة، والتي قنصت قنصاً مع سبق الإصرار والترصّد، وكذلك لم تسمع هذه اللجنة البائسة بالناشطة الفلسطينية نجلاء محمود الحاج، والتي قصف بيتها في خان يونس فقتلت على الفور مع سبعة من أفراد عائلتها، أعطت هذه اللجنة أذناً من طين وأخرى من عجين لمقتل الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة على يد جنود الإحتلال «الإسرائيلي»…
عشرات ومئات من حالات انتهاك الوجود النسائي برمته في ممالك وإمارات التتبيع وفي كيان الإحلال، لا تكلّف هذه اللجنة نفسها عناء مجرد التحقيق والاستقصاء، ويبدو أننا سنستمر في تحمّل كلّ هذا الكمّ من الجور والظلم طالما بقي العالم مرتهناً لقوىً كما الأعور الدجّال، لا ترى إلّا بعين واحدة ما تريد ان تراه، كما تصمّ أذنيها عن سماع كلّ آهات المعذبين والمعذبات في الأرض.
سميح التايه