أخيرة

دبوس

التناقض المطلق

 

الاختلاف والتعارض داخل نطاق الشعوب والمجتمعات هو أمر طبيعي، بل ويراه بعض فلاسفة الأنثروبولوجيا شيء صحي يدفع بالشعوب من خلال التجاذب والتنافس نحو التقدّم وتغيير الذات إيجابياً، كما يحدث في الكثير من المجتمعات الغربية، حيث تدفع الأحزاب بعضها بعضاً نحو مزيد من الخدمات، ومزيد من تقديم الامتيازات للشعوب

يختلف على الطرائق والوسائل وليس على جوهر فلسفة الإدراك الواعي بأنّ الحركة دائماً يجب ان تكون في منطقة الإيجاب لمجمل المجتمع، وإنْ اختلفت الطرق لتحقيق ذلك. اختلاف في الوسائل، وإجماع على المنفعة، تصمت الأفواه في حالة الخطر، ويلعلع ضجيج قعقعة السلاح في مواجهة العدو المتفق عليه بالإجماع، حتى يُصار الى دحره

أما أن يختلف على تحديد من هو العدو ومن هو الصديق، فيدعى إلى التزام الحياد مع عدو ارتكب ما يربو على الثلاثين مجزرة بحقّ شعبنا في لبنان فقط، عدو لا يزال يحتلّ أرضنا، عدو يتربص بنا كلّ متربّص، ينتظر أيّ وهن يستشعره من طرفنا لينقض علينا، وأما ان يطلق أحد نواب البرلمان توصيف العدو على سورية، كلما نطق اسمها، ولا يطلق هذا التوصيف على العدو الذي يحتلّ أرضنا، وأما ان يجري نعت المقاومة بالإرهاب، وهي التي سكبت ما سكبت من الدماء الطاهرة دفاعاً عن الوطن إزاء الاعتداءات المتواصلة، وأما ان يطالب البعض بنزع سلاح المقاومة، التي هي في الوطن بمقام جهاز المناعة في الجسد الإنساني، إذا أطيح بها، فالموت الزؤام

اما اذا حدث هذا فإننا بإزاء تناقض كلي وليس اختلافاً أو تعارضاً، بل تناقض كلي مطلق لا يترتب عليه سوى موت الشعوب، ونهاية الأوطان

سميح التايه

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى