عام 2022.. إنتاجات فكرية تغني الثقافة السورية والعربية
شهد عام 2022 إصدارات ثقافية متنوعة ومسابقات وجوائز تصدرت نشاطات الهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الكتاب العرب، ليصبح هذا العام تحضيراً للمزيد من الإنجازات التي تغني الحياة الثقافية السورية خصوصاً، والعربية عموماً.
عشرات الكتب في مختلف صنوف الثقافة والأدب والفكر والمعرفة رأت النور خلال هذا العام، ومنها كتاب الأوديسة السورية الذي يرصد انعكاسات تحولات الحرب الإرهابية على سورية في نتاجات الأدب لكتاب سوريين منذ بداية الحرب حتى عام 2021.
وشكل كتاب «الاقتصاد المقاوم» الذي أعدّته مجموعة باحثين سوريين وفلسطينيين بحثاً منهجياً وشاملاً لأسس الاقتصاد المقاوم، وذلك تجسيداً لضرورة دعم المقاومة والنصر على العدو، وكيفية بناء المجتمع المقاوم ودعم قواه.
ووثق كتاب البرلمانيات السوريات للدكتورة نورا أريسيان تاريخ مشاركة المرأة السورية في بدايات الحياة البرلمانية في سورية، وإبراز إسهاماتها في المؤسسة التشريعية في المجالات البرلمانية والسياسية والتربوية وغيرها.
أهمية دمشق الثقافية والفكرية على مر العصور تضمنها كتاب (المكتبة السميساطية) الذي أعدّته الباحثة رانيا حداد، وأشرف عليه الناقد إياد مرشد.
وفي كتاب (سوراقيون) قصائد عراقية في حب سورية، وثق فيه الشاعر العراقي عبد الرضا الحميد قصائد عدد من الشعراء العراقيين الذين اجتمعوا على حب دمشق وسورية.
وقدمت نائب رئيس الجمهورية الدكتورة نجاح العطار هذا العام كتابين هما «أوراق شخصية في بريطانيا والوطن»، وهو كتاب توثيقي جديد مكتوب بطريقة مبتكرة، جمع ما بين الجانبين الشخصي والجمعي، ولخصت فيه بعضاً من تجربتها الطويلة وخبراتها المتراكمة عبر عقود عديدة من العمل في المجالات الثقافية والسياسية والتدريسية والحياتية..
وكتابها «الرئيس الأسد مسيرة من البطولة والتضحيات»، تحدثت فيه الدكتورة العطار عن مرحلة مهمة من تاريخ سورية سياسياً وثقافياً، وتناولت عبر محاور عدة الطموح والخطاب الفكري، وسيرة المقاومة والصمود والانفتاح والحوار والتواصل الإنساني.
كما قدمت مديرية شؤون الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب قائمة طويلة زاخرة بأصناف الكتب للأطفال واليافعين، جاءت بتوليفة متنوّعة اختلفت في مضمونها وأسلوبها، لكنها اشتركت بتقديم محتوى غني متنوع يجمع بين المتعة والفائدة للأطفال، بإصدارها العديد من الكتب الأدبية التي تنوّعت بين الشعر والقصة والأدب المترجم والمسابقات والجوائز الأدبية والفكرية منها:
ـ مسابقة فلسطين العالمية للإبداع في مجالات القصة وشعر الأطفال والرواية، ومذكرات السفر والذكريات.
ـ مسابقة الشعر السنوية، ومسابقة أدبية للشباب محورها القدس.
ـ تكريم الفائزين بجوائز الهيئة العامة السورية للكتاب، والفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية وغيرها.
واستضافت سورية هذا العام العديد من الندوات لأهم الأحداث العربية والعالمية بمشاركة شخصيات سورية وعربية وعالمية، منها اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بمشاركة وفود من 12 دولة عربية، إضافة إلى سورية تحت عنوان (أدباء من أجل العروبة)، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، حيث فازت سورية بمنصب نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
وأقام اتحاد الكتاب العرب خلال هذا العام لقاءات تفاعلية ثقافية مع طلبة الجامعات في عدة محافظات، فضلاً عن المسابقات الشبابيّة التي أسهم الاتحاد في تحكيم النصوص المشاركة فيها، وإطلاق الفريق الثقافي الشبابي السوري، وتنظيم عمل الشباب المثقف وتنمية مواهبهم، وإقامة ورشات لتطوير كتابة النصوص الإبداعية لشبابنا، فضلا عن طباعة عمل مشترك للأدباء الشباب، وطباعة بعض الأعمال لكتاب كبار راحلين أو ما زالوا على قيد الحياة، وتوزيعها بشكل مجاني أو شبه مجاني، انطلاقاً من دور المؤسسات الثقافية الحكومية أو شبه الحكومية التوعوي والنهضوي في إعمار الإنسان وبناء ثقافته.
واحتضنت المراكز الثقافية في دمشق وباقي المحافظات العديد من الأنشطة والفعاليات الأدبية والفكرية، وكان لها الأثر في تعزيز الثقافة في مختلف مجالاتها المتنوعة، أهمها خان شيخون التي احتضنت أول نشاط ثقافي لها بعد خلاصها من الإرهاب.
وبالتوازي مع هذه النشاطات غيّب الموت عددا من الأدباء والمفكرين السوريين الذين أغنوا المكتبة السورية والعربية بأهم المؤلفات، منهم العلامة الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية السابق بدمشق بعد مسيرة علمية وبحثية غنية، والأديب وليد إخلاصي، والأديب والمؤرخ عدنان قيطاز، والكاتب الصحافي قمر الزمان علوش، والأديب محمد قرانيا، والكاتبة هدى يونان، والشاعر عادل محمود.