«القومي» شارك «فتح» في لبنان باحتفالات الذكرى الـ 58 لانطلاقتها والكلمات أكدت استمرار الثورة والنضال والبوصلة الدائمة هي فلسطين
إحياءً للذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقتها، أقامت حركة «فتح» في ملعب صيدا البلدي احتفالاً حاشداً شارك فيه وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي والعميد مسؤول الملف الفلسطيني وهيب وهبي إلى جانب سفير فلسطين لدى لبنان د. أشرف دبور، وأمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبناني فتحي أبو العردات، والنائبان أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، والنائبة السابقة بهية الحريري، وقيادة حركة «فتح» في لبنان وممثلو الأحزاب اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وحشود غفيرة.
البداية كانت مع تقديم للمناسبة، تلاه إضاءة الشعلة الثامنة والخمسين للثورة.
كما انطلق استعراض مهيب لقطاعات فتح المتمثلة بمكاتب: العمال، المعلمين، الأطباء، المهندسين، الطلاب، الحقوقيين، الأدباء والكتاب والشعراء، الفنانين التعبيريين والتشكيليين، التمريض وفنّيي المهن الطبية، ذوي الحاجات الخاصة، المرأة، شبيبة «فتح»، مؤسسة الأشبال والفتوة، الشباب والرياضة، جمعية قدامى لاعبين غزة، جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومستشفى الشهيد محمود الهمشري، إلى جانب حَمَلَة صُوَر الشهداء.
وبعدها كانت كلمةٌ باسم منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان، فأكد أنّ حركة «فتح» قد استحقت الدور القيادي بفعل ما قدّمته في مجال الفكر السياسي والنضال الميداني».
وقال: «نتوجه بالتحية إلى شعبنا في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، وفي القدس، وفي المناطق المحتلة عام 1948، وفي مخيمات اللجوء، وفي كلّ مكان. فنحن شعب واحد موحد مهما عصفت بنا أعاصير السياسة، نحن شعب واحد ننتمي إلى وطن واحد. كانت تسمّى فلسطين وما زالت تسمّى فلسطين، وستبقى تسمى فلسطين».
وأكد أنّ مواجهة التحديات الآتية من لدن الحركة الصهيونية المدعومة من الإمبريالية الأميركية، تتركز في إشعال الأرض بنيران الثورة والمقاومة تحت أقدام الاحتلال، وتحقيق الوحدة، والتمسك بقرارات المجلس الوطني حول إنهاء العلاقات مع الاحتلال.
وختم قائلاً: «في ذكرى الانطلاقة فإنّنا نرفع الصوت عالياً ونردّد معاً، وكلنا بصوت واحد العهد هو العهد أن نبقى أوفياء لفلسطين، والقسَمُ هو القسَم لنواصل المسير على طريق التحرير».
كلمة فلسطين ألقاها أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات رحّب فيها بالحضور، ووجه التحية إلى الشهداء الأكرم منّا جميعاً صانعي عزتنا، وخص بالتحية شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات ورفاقه من أبطال الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأكّد أنّ الشهداء العظام هم خامة واحدة، موجهاً التحية كذلك إلى شهداء الحركة الوطنية والمقاومة الوطنية وشهداء المقاومة الإسلامية.
أضاف أبو العردات: «(عهدنا ثورةٌ حتى النصر) اخترناه شعاراً من أجل الاستمرار بالثورة والنضال حتى نعودَ إلى أرضنا الفلسطينية وهؤلاء الأشبال الذين ساروا أمامنا والزهرات هم الذين قال عنهم الشهيد «أبو عمار»: (سيرفع شبلٌ أو زهرةٌ من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس). لماذا قال الأشبال والزهرات؟ لأنه كان يعلم أنها الثورة التي قالوا عنها ثورة المستحيل، ها قد أصبحت نتناقلها من جيلٍ إلى جيل يحمل الراية ويسلمها من جيلٍ إلى جيل وكما قال الرئيس محمود عبّاس: (نريد أن نسلم الراية وهي مرفوعة وليست منكّسة)».
وتابع: «اليوم من خلال إحيائنا لهذه المناسبة العظيمة، ذكرى الانطلاقة الرائدة، انطلاقة حركة «فتح» في غزة والضفة وفي سورية وفي كلّ بقاع الأرض داخل الوطن وخارجه نريد أن نقول إنّ الثورة مستمرة، وإنّ بوصلتنا دائماً ستكون فلسطين. لن نضيّعَ البوصلة ولم نُضيّعْها سابقاً، وستبقى دماء الشهداء تنير لنا درب الحرية والعودة. نعم الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست شعاراً، وليس عيباً أن يكون هناك عدة فصائل فلسطينية فكل حركات التحرر التي سبقتنا لنيل استمرارنا. لكن العيب أن يبقى هذا الانقسام البغيض ما بين شطرَي الوطن، وأن نبقى غير موحّدين رغم الجهود الجبّارة التي بذلتها الشقيقة مصر والإخوة الأحباء في الجزائر، لذلك نقول اليوم إنّ هؤلاء الشهداء الذين يقاتلون والذين يُحتضنون من قِبَلنا ومن قِبَل كل الفصائل هؤلاء الأبطال الذين يعلمون درساً كيف تكون الوحدة».
هذا وتخلّل المهرجان قصيدة شعرية وطنية من وحي المناسبة ألقاها الشاعر عمر زيداني.
ايقاد الشعلة في مخيم شاتيلا
كذلك أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني» فتح» قيادة منطقة بيروت- الشعبة الرئيسية، الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقتها بإضاءة الشعلة في ساحة قاعة الشعب في مخيّم شاتيلا.
شارك في إضاءة الشعلة ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي إلى جانب مسؤولي حركة فتح وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل الثورة والمؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، واللجان الشعبية، ووجهاء وفاعليات مخيم شاتيلا.
وألقى عضو قيادة حركة «فتح» في بيروت خالد عبادي كلمة اعتبر فيها أنّ انطلاقة حركة «فتح» لم تكن فكرة عابرة ولا نزوة نضال بل رسّخت فكرة التحرير الوطني بكل أشكاله لتنقل الشعب الفلسطيني من لاجئ يقف على أبواب هيئة الأمم المتحدة إلى ثائر وفدائي أسمع العالم صوت رصاصه.
وكانت كلمة للأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الدكتور أحمد مرعي، فشدّد على أنّ إرادة الشعب الفلسطيني أبهرت العالم في تمسُّكه بالقضية الفلسطينية ونصرتها وحمايتها، على الرغم من التحديات الكبرى التي واجهت القضية الفلسطينية، مؤكداً أن اتفاقيات التطبيع ستسقط كما سقطت غيرها من الاتفاقيات لأنها لا تُعبّر عما يؤمن به الشعب الفلسطيني الذي سيبقى يناضل حتى تحرير أرضه.
مسيرة برج البراجنة
أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني»فتح» قيادة منطقة بيروت – الشعبة الجنوبية في مخيم برج البراجنة الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة الحركة بمسيرةٍ حاشدة، انطلقت من أمام مسجد الفرقان بعد إضاءة الشعلة وإلقاء الكلمات، وانتهت عند مأوى شهداء المخيم.
شارك في المناسبة ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي إلى جانب مسؤولي فتح وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل الثورة الفلسطينية، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومختار برج البراجنة، ومسؤول الطلاب المركزي، وممثلي اللجان الشعبية والمؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، والفرق الكشفية والموسيقية، ووجهاء وفاعليات وأهالي مخيم برج البراجنة.
بدأ حفل إضاءة الشعلة بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة «فتح»، ثم كانت كلمة لأمين سر الحركة وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش أكد خلالها أنّ «فتح» كانت ولا تزال رائدة العمل العسكري والسياسي ومهندسة المقاومة الشعبية والانتفاضات. داعياً فصائل الثورة الفلسطينية إلى الوحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ثم كانت كلمة لممثل حزب الله عطا الله حمود، وجه فيها التحية إلى الشعب الفلسطيني المقاوِم وإلى حركة «فتح» في ذكرى الانطلاقة.
وقد انطلقت المسيرة بإقامة عرض للأطر المشاركة من كشافة وفرق موسيقية وأشبال وزهرات تابعة للمكتب الكشفي الحركي في بيروت، وعدد من رجال الفتح باللباس العسكري، إلى مأوى شهداء المخيّم.
مسيرة فتح في مخيم مار الياس
وفي المناسبة ذاتها نظّمت قيادة منطقة بيروت في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام مقر الشعبة الغربية، وجابت شوارع مخيّم مار إلياس وانتهت عند المدخل الجنوبي للمخيم.
شارك في المناسبة ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وقادة الفصائل الفلسطينية، وأعضاء من قيادة حركة «فتح» – إقليم لبنان، وأمين سر الحركة وأعضاء قيادة منطقة بيروت وقيادة مخيّم مارالياس والمؤسسات والجمعيات والهيئات والروابط اللبنانية والفلسطينية وأهالي المخيم.
بدأ حفل إضاءة الشعلة بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة «فتح».
وتحدث في المناسبة عضو قيادة الحركة في بيروت ناصر الأسعد فشدّد على أنّ تاريخ «فتح» النضالي لا يقتصر على الانطلاقة التي هي المحطة الأولى التي تلتها محطات راسخة واضحة محفورة على جبين التاريخ والأزمات، وروتها بدماء الشهداء وعذابات الأسرى وأنين الجرحى، مستذكِراً معركة الكرامة التي أعادت الثقة إلى الشارع العربي.
وكانت كلمة لأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين «المرابطون» العميد مصطفى حمدان فرأى حمدان أنَّ ذكرى انطلاقة حركة «فتح»، كانت وستبقى الذكرى الأعز على قلوب المرابطين لأن هذه الحركة العملاقة هي مفجِّرة الثورة الفلسطينية ومطلقتها من تحت خيام النكبة، ومحولّتها إلى مقاومة شعبية ووطنية صانت الشعب الفلسطيني ووضعته في قلب الخريطة الدولية.
واحتفال في بعلبك بمشاركة «القومي»
أحيت قيادة البقاع في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» ذكرى الإنطلاقة في مخيّم الجليل ـ بعلبك بفعالية تخللها إيقاد الشعلة.
شارك في الفعالية مدير مديرية بعلبك في الحزب السوري القومي الإجتماعي فادي ياغي على رأس وفد، إلى جانب أمين سر الحركة وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في البقاع المهندس فراس الحاج، وأعضاء المنطقة، وممثلين عن القوى والأحزاب الوطنية واللبنانية والفصائل الفلسطينية، ورجال دين، وفعاليات المنطقة، وحشد كبير من أبناء المخيّم.
ألقى كلمة التعريف طارق صالح، ثم ألقى الحاج كلمة حركة فتح فأكد قائلاً: لا نزال على عهدنا للشهداء بأن نسير على طريقهم حتى النصر أو الشهادة. لقد تعلّمنا في مدرسة الفتح أن نجعل المستحيل ممكناً، وأن نذود عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا مهما كانت الظروف ومهما اشتدّت الصعوبات ومهما كانت التضحيات. تعلّمنا أن نصون عهد الشهداء وألا ننسى أسرانا وعذاباتهم، ألا نتخلى عن شعبنا البطل الذي وصفه الشهيد القائد أبو عمار بأنه أعظم من قيادته. تعلّمنا أن نكون ثائرين بوجه غطرسة الإحتلال وأن نحاربه بكل الوسائل المتاحة بإرادة صلبة وعزم لا يلين».
وفي الختام أوقدت شعلة الإنطلاقة الثامنة والخمسين بمشاركة ممثلي الأحزاب والقوى والفصائل وحشدٍ من أهالي المخيم.