نضالات ظافر الخطيب تثمر في انتصارات ومعادلات المقاومة وتبقى مهمة التخلص من النظام الطائفي والهيمنة الأميركية
حسن حردان
في مثل هذا اليوم من عام 1976 استشهد القائد الثوري ظافر أنور الخطيب مؤسس رابطة الشغيلة، استشهد وهو يناضل منذ نعومة أظافره من أجل إسقاط النظام الطائفي، الذي زرعه المستعمر الفرنسي ليبقي لبنان في حالة من التجاذب الطائفي والمذهبي وعدم الاستقرار وساحة لتدخل قوى الاستعمار الغربي للتآمر ضدّ الأنظمة التقدمية في المنطقة، وتحقيق أحلام وأطماع الكيان الصهيوني..
كما استشهد ظافر الخطيب وهو يقاوم، مع رفاقه، الاحتلال الصهيوني داعياً لتحصين الجنوب في مواجهة اعتداءاته، والكفاح لتحرير فلسطين المحتلة، قضية العرب المركزية…
ولهذا فإنّ القائد ظافر الخطيب كان دائماً في مقدمة المناضلين ضدّ النظام الطائفي لتحقيق التغيير والوحدة الوطنية، وفي مجابهة الخطر الصهيوني الذي يتهدّد لبنان والأمة العربية جمعاء…
ويمكن القول انّ تطلعات الشهيد ظافر الخطيب في نهضة مقاومة حقيقية تحرّر الأرض وتردع العدوانية الصهيونية وأطماعها في لبنان، قد تحققت وأينعت وأثمرت في نشوء المقاومة الجديدة بقيادة حزب الله، وفي الانتصارات التي حققتها على العدو الصهيوني بتحرير الأرض عام 2000، وإلحاق الهزيمة الاستراتيجية بالجيش الصهيوني عام 2006، وفي الانتصار على أدوات العدو من قوى الإرهاب في سورية والجردو اللبنانية، وفي فرض معادلات القوة والردع في مجابهة العدو وإجباره على الرضوخ لشروط لبنان في ترسيم حدوده البحرية، وشلّ قدرته على شنّ اعتداءاته ضدّ لبنان…
كما أنّ تطلعات الشهيد ظافر الخطيب أثمرت في فلسطين المحتلة نهوضاً للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية، مقاومة يقودها الجيل الجديد من شباب فلسطين يملكون الجرأة والشجاعة على مهاجمة قوات الاحتلال والمستوطنين الصهاينة، والتصدّي لاعتداءاتهم، كما أثمرت تطلعات الشهيد ظافر في تنامي قوة المقاومة في قطاع غزة، التي نجحت في فرض توازن الردع والرعب في الصراع مع جيش الاحتلال وكشفت عجزه وفشله في محاولاته المتكررة للقضاء على المقاومة.
هذه المقاومة… لم يعد هناك خوف من أن يشنّ العدو اعتداءات أو حرباً على لبنان، ولا خوف على قضية فلسطين من التصفية، بل انّ كيان الاحتلال أصبح هو من يشعر بالخوف والقلق على مستقبل وجوده ويعاني من مأزق تكتيكي واستراتيجي وتآكل قوته الردعية، نتيجة هزائمه المتكررة أمام المقاومة، وتجذر وتنامي قوتها ونجاحها في فرض معادلات القوة والردع في مواجهة القوة الصهيونية.
غير انّ حلم ظافر في إسقاط النظام الطائفي، لا يزال يصطدم بوجود قوى سياسية طائفية تمسك بمفاصل النظام الطائفي والقرار الاقتصادي والمالي والقضائي، وتستند إلى دعم القوى الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة التي تتدخل سفيرتها.. التي تشن كلّ أشكال الحرب الناعمة غير المباشرة وتمعن في تشدّد الخناق على لبنان، اقتصادياً ومالياً وخدماتياً، بالتعاون مع القوى الطائفية التابعة لها، بهدف محاولة إخضاع اللبنانيين وتأليبهم ضدّ مقاومتهم مقاومتهم وإضعافها شعبياً وصولاً الى محاولة النيل منها وإخضاع لبنان بالكامل للهيمنة الأميركية وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء عندما كانت تسود المقولة البائدة، “قوة لبنان في ضعفه”، وذلك خدمة لكيان العدو الصهيوني الذي يحلم ليل نهار للتخلص من المقاومة الني تقلقه وتبرهن كلّ يوم على مدى على أنه “أوهن من بيت العنكبوت”..
انطلاقاً مما تقدّم يمكن القول انّ تعزيز انتصارات المقاومة وحمايتها إنما يستدعي من كلّ القوى الوطنية توحيد جهودها للتخلص من النظام الطائفي والتحرر من الهيمنة الأميركية وبناء الدولة الوطنية المستقلة التي تحقق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، وترسي أسس المواطنية والانتماء الوطني ومبدأ تكافؤ الفرص.. وهو ما يحلم به أغلبية اللبنانيين الذين يعانون هذه الأيام من ويلات النظام الطائفي والحصار الامريكي وتدخلات واشنطن السافرة في شؤونهم الداخلية…