دردشة صباحية
تحية إلى حماة الديار
يكتبها الياس عشّي
اليومَ… في هذا الزمن الصعب والرديء، يستعيد الاستعمار القديم حلمه في امبراطوريات متشابكة المصالح، والمظالم، والغايات؛ ويضيع الإنسان العربي في أزقّة ضيقة مسدودة الأفق، وتموت مشاتل الورد على الشرفات، ويتساوى شروق الشمس مع غروبها.
في هذا الزمن أكتب لكم يا حماة الديار، يا من تقفون غير آبهين بحرٍّ لافح، ولا ببرد قارس، تحرسون سورية وأبناءها، كي تبقى سورية بلدًا آمنًا، موحّدًا، حرًّا، مستقلًا.
أكتب عن رفقائكم أخوةِ السلاح، الشهداءِ، الذين حلموا بحديقة ياسَمين يوارون بها، وسورٍ من الورد يحرسهم، وكلمة رثاء تقال فيهم، ودمعةٍ تُذرَف عليهم.
في هذا الوقت، وقد انسحبتم، أيها الجنود السوريون، من لبنان قبل ثمانية عشر عاماً، تعود بي الذاكرة إلى قرىً محاصرةٍ فككتم إسارها، وإلى «عين دارة» في معركة مع اليهود لم ترفع فيها راية بيضاء، وإلى المقاومة الوطنية اللبنانية تجبر «إسرائيل»، بأجساد متفجّرة حيناً وبمواجهات حيناً آخر، على الخروج مهرولة من لبنان، هذه المقاومة التي لولاكم، يا جنود سورية، لما وجدت سقفاً يحميها، ولا أرضاً تتحرك فوقها.
بهذه الكلمات، وأنا لا أملك إلّاها، أحييكم يا جيشَ الشام، وأتوّج تضحياتكم، عبر كلّ السنوات، لنبقى أحراراً في أمّة حرّة.