أخيرة

دبوس

كالمستجير
من الرمضاء بالنار

 

أين مجتمعك الدولي يا دعبس؟ وأين هي أميركا التي يجب عليها أن تتدخل لتمارس دورها المفترض؟ غوتيريش حينما تحدث البارحة، لا فضّ فوه، طالب كلّ الأطراف بالتوقف عن ممارسة العنف، ووضع القاتل والضحية في نفس الكفة، فالقاتل والمقتول من وجهة نظر هذا المرتزق، طرفان يمارسان العنف، وحريّ بهما التوقف عن ذلك…!
هذا هو رأس المجتمع الدولي الذي يعوّل عليه دعبس في وقف العدوان والتوحش الصهيوني، أما أميركا، فهي في أفضل الأحوال، وفي ذروة الانتصار لدعبس وسلطته، ستطالب بضبط النفس، والعودة الى مائدة المفاوضات، بينما يقوم مادورو بالدعوة الى إنشاء تحالف في القارة اللاتينية الثائرة مع كلّ قوى التحرر في العالم، وفي الرأس منها روسيا والصين والدول المبتلاة بسبب الغطرسة الأميركية والغرب المارق…
وبينما تستعدّ إيران لإرسال مجموعة من فرقاطاتها ومدمراتها إلى مضيق بنما، في تحرك يحمل في طياته توجهاً من قوى الممانعة في العالم لتحطيم الهيمنة الأميركية عملياً، وتحدّيها في مناطق نفوذها الأقرب، وفي وقت تتوالى فيه الضربات لمجمل الناتو في الدونباس، مما يؤشر الى الإصرار الروسي على الانتصار البائن وبدون لبس على كلّ قوى الغرب مجتمعة…
في هذا الوقت الذي تتقدّم فيه القوى الصاعدة وتشكل نقيضاً وازناً فاعلاً منتصراً ضدّ قوى الهيمنة بقيادة أميركا، وتقدّم الدليل تلو الدليل لأولئك الذين عوّلوا على إلههم الأميركي بأنّ رهانهم وتعويلهم كان خاسراً وخائباً، وأنّ الضامن الوحيد هو تحلّلهم من هذه التبعية، لأنّ المتبوع منهزم وغير قادر على الاستمرار في حمايتهم…
في هذا الوقت، تخرج علينا سلطة أوسلو وهي، وفي مشهد كوميدي، لا تزال ترى في أميركا الرديف والمخلص والمنقذ، وترى في مجتمع أميركا الدولي كيان يمسك في يديه البلسم الشافي والحلّ الوافي لمعاناة شعبنا في الأراضي المحتلة!
سيطول انتظارك كثيراً يا دعبس، وسينبحّ صوتك وأصوات أزلامك في المقاطعة، ولن تحصدوا سوى الريح ورجع الصدى.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى