انطلاق مهرجان مسرح الطفل في المحافظات السورية عروض مسرحية وغنائية وبناء ثقافي ممتع ومفيد للطفل
قدّمت فرقة جلنار بالتعاون مع فرقة شمس أكاديمي عرضاً فنياً راقصاً للمخرج علي حمدان على مسرح الحمراء في دمشق ضمن مهرجان مسرح الطفل الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة تزامناً مع العطلة المدرسية الانتصافية.
واعتمد العرض على إثارة الذاكرة الحية عند الأطفال عن طريق شخصيات عالم ديزني بمزيج من الإبهار البصري والسمعي، بهدف الاستفادة من دور المسرح بالتأثير في الطفل وتحريك مخيّلته.
وأكد المخرج محمد السالم مدير مسرح الحمراء في دمشق في تصريح للإعلام أن فكرة مهرجان مسرح الطفل تقوم على استقطاب الأطفال للتعرف على المسرح، ليكون فسحة لتفريغ الطاقة الإبداعية لديهم ضمن عالم منظم وموجه لبناء ثقافة ممتعة ومفيدة.
وأشار السالم إلى أن جميع الأعمال التي ستقدّم ضمن المهرجان منتقاة من قبل لجنة مختصة في المديرية لاختيار العروض، بدءاً من قراءة النص المسرحي ومتابعة التحضير لها، وصولاً لتقديمها بالشكل الأمثل ليكون مسرحاً تفاعلياً يوجه رسائل تربوية للأطفال وللأسرة تحمل معاني الإنسانية.
وأوضح علي حمدان مدير فرقة جلنار ومخرج العرض أن عرض اليوم جاء بالتعاون مع فرقة شمس أكاديمي التي تهتمّ بشؤون الأطفال وثقافتهم ومواهبهم وتقديمها بأساليب راقية وممتعة لخلق فسحة جمالية ثقافية وفنية تجمع الأهل والطفل لقضاء وقت ممتع ومفيد.
من جانبها أشارت زويا جمعة مدربة فرقة شمس أكاديمي إلى أن الهدف الأساسي من المشاركة في المهرجان زرع روح المحبة والتعاون بين الأطفال.
ويتضمّن المهرجان الذي يستمرّ حتى الـ 19 من الشهر الحالي عروضاً مسرحية وفنية منوعة بمشاركة فرق مسرحية تابعة للمسرح القومي ومسرح الطفل، وأخرى من مسرح العرائس ستقدّم ما يقارب 32 عملاً في المحافظات.
فرقة “هابي ماجيك” في حماة
افتتح عرض “كرنفال الطفولة” لفرقة “هابي ماجيك” المسرحية فعاليات مهرجان مسرح الطفل في حماة، وذلك على خشبة المركز الثقافي في المدينة.
وتضمن العرض برنامجاً منوعاً تثقيفياً وترفيهياً وتفاعلياً هادفاً.
ولفت سعيد طوقتلي مخرج العرض ومدير الفرقة في تصريح للإعلام إلى أهمية المهرجان الذي يستقطب في كل عام عدداً كبيراً من الأطفال وذويهم، الأمر الذي يشكل حافزاً للفرق المسرحية المشاركة ضمن فعاليات المهرجان من خلال عروض تحمل المتعة والفائدة وترسخ أسس المسرح في مخيلة الطفل عبر النص والفكرة.
الممثلون رضوان غنطاوي وميري درويش وعلاء الدين حميشو الذين شاركوا في العرض، من خلال تقمص الشخصيات الكرتونية وفقرات كوميدية وتقديم مسابقات للأطفال أكدوا أهمية المسرح في تقديم رسائل للصغار، بهدف تعزيز قيم الخير والعادات الحميدة في نفوسهم.
بدوره، أشار مدير المسرح القومي بحماة سامي طه إلى أن مهرجان مسرح الطفل تحول إلى تظاهرة جميلة تعم مختلف مسارح المحافظات، والتي شكلت حالة من التواصل مع الأطفال خلال فترة العطلة الانتصافية.
“أورنينا” في طرطوس
كما افتتحت فرقة (أورنينا) فعاليات مهرجان مسرح الطفل بحفل غنائي منوّع حمل عنوان “فرح الطفولة”، وذلك على خشبة المسرح القومي في طرطوس.
وقدّمت الفرقة خلال الحفل أغاني تراثية وفيروزيات مع أغانٍ خاصة بالفرقة.
وقالت غادة عيسى مديرة المسرح القومي في طرطوس عن المهرجان الذي يستمرّ لغاية الـ 19 من الشهر الحالي: إنه يقام بمناسبة العطلة الانتصافية من كل عام، وتقدم خلاله أنشطة فنية غنائية ومسرحية راقصة بهدف تشجيع الأطفال لعرض مواهبهم، وتحفيزهم على استثمار أوقات الفراغ لديهم.
وبينت أن المهرجان يشكل فرصة للفرق المشاركة من محافظة طرطوس لتقديم أعمالهم، ناهيك عن دعم المواهب الجديدة في مجال الكتابة والغناء والتمثيل المسرحي، مشيرة إلى دور الأهالي ودعمهم لأبنائهم ما يعزز الثقة بالنفس لديهم للمشاركة والدخول في المجالات الفنية التي تتوافق مع ميولهم ورغباتهم.
بدورها أوضحت المدربة دعاء غريب المشرفة على الحفل أن 50 طفلاً ويافعاً موهوبين بالغناء والعزف قدّموا باقة من أغاني تراثنا الجميل مع بعض أغاني السيدة فيروز، إضافة إلى أغان خاصة للفرقة كأغنيتي “حبة قمح” و”أمي” من تأليف وألحان الفنان مهدي إبراهيم مدير الفرقة.
عرضان مسرحيّان في اللاذقية
قُدم في الاطار نفسه العرض المسرحي «حكايا الاصدقاء» على مسرح دار الاسد للثقافة في اللاذقية، حيث يستمر المهرجان حتى الخميس المقبل ويتضمن عرضين، هما «حكايا الأصدقاء» إخراج نضال عديرة، و»حكاية آدم» إخراج وسام أبو حسين.
ويُسهم المهرجان، وفق عديرة في خلق جمهور مسرحيّ وولوج الطفل باكراً عالم المسرح والتماهي مع شخصياته، من خلال تقديم عروض تحمل المتعة والفائدة وقدرة إيصال العبرة بطريقة سلسة محببة وقريبة من الطفل.
ونوّه بالتوقيت الذي يأتي فيه المهرجان بعد انتهاء امتحانات الأطفال وبداية العطلة الانتصافية، لافتاً إلى أن المسرح فسحة جمالية ثقافية وفنية تهيئ مكاناً مناسباً للطفل والأهل، يقضون معاً فيه وقتاً ممتعاً ومفيداً.
وقال عديرة، حول العرض، إن العمل يتضمن حكايتين تحملان عبرة مهمة عن ضرورة الإصغاء إلى نصائح وتعليمات الأهل، وعدم الوثوق بالغرباء، تقدّم للطفل من خلال اللعب وقدرة الممثل على الاقتراب من مستوى إدراك الطفل، ليحقق المرجو من الحكاية بعيداً عن المباشرة والوعظ.
الطفلة جويل صقور 11 عاماً من أبطال العمل، وجدت في المهرجان فرصة للظهور على المسرح، وتقديم أعمال فيها الكثير من اللعب والمتعة والتواصل المباشر مع الأطفال، والاستمتاع بتفاعلهم مع الشخصيات التي تؤديها.
الممثل المسرحي يزن عمرو اعتبر أن عروض الأطفال تحتاج إلى أعمال واضحة تقدم مقولتها بقالب من اللعب وبعيداً عن المباشرة، وتكون قادرة على زرع الابتسامة ونشر الفرح بين الأطفال.
ومن الجمهور الطفلتان ياسمين عبدو 10 أعوام ووسام حمده 11 عاماً اللتان يجذبهما المسرح، ويشكل شغفا بالنسبة لهما سواء كان تمثيلاً أو حضوراً، أوضحتا أن العرض اليوم بالنسبة لهما جميل ومحبب، وخلق تفاعلاً بين الشخصيات والحضور.
كما بدأت عروض مسرحية “مغامرات بطيخة ونملة” على مسرح دار الثقافة في مدينة درعا ضمن فعاليات مهرجان مسرح الطفل.
شارك في العرض فنانون شباب وموسيقيون من محافظة درعا، وقال عنه مخرجه الفنان فراس المقبل: إنه يحكي عن شخص غريب يدخل إلى قرية صغيرة ويحاول السيطرة عليها وعلى سكانها ومواردها، والاستيلاء على بئر ماء ليبيع الماء للسكان مقابل المال، بالتعاون مع أحد سكان القرية، ولكن السكان بفضل تعاضدهم وتعاونهم يفشلون هذه المخططات، ويعيدون الحياة إلى ما كانت عليه.
ولفت مخرج العرض إلى أن الرسالة الأساسية منه هو عدم السماح للغرباء برسم مصيرنا والتحكم بحياتنا.
يشار إلى أن هذا العرض المسرحي عبارة عن توليفة من عدة نصوص مسرحية، وهو من إعداد يوسف أبو حمد الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان المسرح المركزي الثالث لمنظمة طلائع البعث.