بين الإشاعة والتنمّر… طلاب مدارس يدفعون ثمن التفلّت الأخلاقي
} رنا ترّو درزي
بين الإشاعة والتنمّر طلاب مدارس يدفعون ثمن التفلّت الأخلاقي وتراجع القيم والتربية والمبادئ الدينية والمجتمعية… هو التنمّر الذي اقتحم حياة المراهقين الذين تعلموا في عالمهم الواقعي المرتبط بتربيتهم الأسرية أو في عالمهم الافتراضي الانترنتي كيفية تدمير الآخر بإطلاق الإشاعات الكاذبة التي تمسّ بالشرف والكرامة الانسانية.. فكيف تسمح إحدى المدارس بتفشي فايروس الإشاعات بين طلابها والمسّ بشرف تلميذات لا تتعدّى أعمارهن الـ ١٢ سنة؟ والأمر نفسه يطال شباب مراهقين لا تتجاوز أعمارهم الـ ١٤ سنة؟ وهي الأعمار نفسها لمطلقي الإشاعات في المدرسة نفسها وفي الصف ذاته…!
هذا الذي يحدث في بعض المدارس والثانويات اللبنانية من اختراع قصص وتحويلها الى أفلام وهمية لا يشاهدها ويقتنع بها إلا مرضى النفوس والأخلاق.. ولمَ لا وأهمّ أفلام التنمّر المؤثرة تدور أحداثها ضمن أفلام المدرسة الثانوية والمراهقين…؟
حيث تركز قصص الأفلام التي اختارت الإشاعة موضوعاً لها.. حول مشاهد التنمّر والسخرية والمشاكل التي يخلقها في نفسية الشخص المتضرّر، وتتميّز بعض أفلام التنمّر العالمية بنوع التنمّر الذي يجعلنا نضحك، في حين أنّ البعض الآخر يصوّر الأحداث المأساوية في الحياة الواقعية لشخص كان ضحية لجريمة شرف عنيفة بدأت بالتنمّر.
وهنا كان لا بدّ لادارات المدارس والثانويات اللبنانية ان تتشبّه بفيلم كاري الذي يُعدّ من أقوى أفلام التنمر المؤثرة، التي تقاوم هذه الظاهرة وتعطي جرأة وطاقة لمحاربتها.. كما كان على المدارس أن تنتبه الى ما يدور في أروقة صفوفها من تصرفات مخلة بالأخلاق والآداب، وان تضع حداً للتنمّر أو التسلُّط باعتباره شكلاً من أشكال الإساءة والإيذاء والسُّلوك العدوانيّ المُتكرّر. وان تُدرك ايضاً انّ هناك أشكالاً عديدة للتنمّر تختلف درجة تأثيرها عن الأخرى، منها جسدية مثل التحرّش والاعتداء، نفسية مثل السخرية والاستهزاء بسبب تصرف أو أيّ شيء آخر. وبالتالي عليها أن تدرّب وتدرّس المُراهق (ة) على كيفية مواجهة التنمّر والتسلّط؛ حتى لا تؤثر هذه الظاهرة على حالته النفسيّة التي قد تُوصل البعض إلى الانتحار.
كما عليها ان تمنع انتشار الشائعة بين الطلاب؛ وذلك لأنّ الشائعات بطبيعتها تحتوي على تفاصيل تثير عواطف المراهقين وتغيّر من حالتهم المزاجية، مما يؤدّي إلى تسبّبها بالكثير من الآثار السلبية الفورية وطويلة الأمد.
كما تتسبّب بظهور الأمراض النفسية، بالإضافة إلى توليد مشاعر الحقد والكراهية. وينتج عن الشائعات الرغبة في التسبّب بإيذاء النفس والعزلة عن الباقي والاكتئاب، مما قد يؤدّي إلى ميول المراهقين من الطلبة إلى استخدام العنف مع الآخرين؛ بسبب انعدام الثقة.
في النتيجة يمكن اختصار آثار الشائعات على الشكل التالي:
«تفكك المجتمع وانعدام الشعور بالانتماء، خاصة أنّ انتشار الشائعات يمسّ بالبنيان الاجتماعي، مما يؤدّي إلى تدمير القيم والتكامل بين الأفراد في حال استمرار انتشار الشائعة دون نفيها من مصدر رسمي.
تؤثر الشائعات بشكل سلبي على الأخلاق المجتمعية مثل؛ الصدق، والأمانة، والتعاون، والتكافل، والإيثار، والشعور بالمواطنة، كما تؤدّي إلى تدني المعنويات وإثارة الشكّ، وشعور المواطنين بالخطر والقلق من أيّ معلومة قد تنتشر في المجتمع حتى لو كانت لا تشكل تهديداً حقيقياً على أيّ شخص.
انعدام الشعور بالأمن؛ وذلك لأنّ الشائعة تترك الأفراد يعيشون في دائرة لا تنتهي من الخوف، وتؤثر على مناحي حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وذلك في حالة عدم وجود الوعي اللازم للتأكد من المعلومات قبل تصديقها.
تؤدّي الشائعات في الكثير من الحالات إلى التفكك الأسري، والتي تعتبر مشكلة اجتماعية تؤدّي إلى تفكك العلاقات بين العائلات، والتأثير على الصحة النفسية وقيم الأطفال وجميع الأفراد داخل الأسرة».
يبقى أن نشير إلى أنه بين التنمّر والإشاعة قصة حقيقية انتهت فيها حياة أطفال ومراهقين وشباب علها تكون عبرة لعشاق الفوضى الأخلاقية…