ثقافة وفنون

«ندوة حرمون الثقافية» تطلق في «ندوة خطة تنموية للهلال الخصيب» توليد نواة تفكير تنموية متخصصة ترفد القرار السياسي بخطط نهوض

عقدت ندوة حرمون الثقافية ندوة مساء الجمعة 20 الحالي، بعنوان «نحو خطة تنموية للهلال الخصيب»، عبر غوغل ميت.
حضرتها نخبة من المفكرين والخبراء منهم: الدكتور ميخائيل عوض من لبنان، الخبير التنموي أكرم شحود العفيف من سورية، المهندس أكرم أحمد الحسن من سورية، الخبير الاقتصادي دريد الشاكر العنزي من العراق، الدكتورة عهود وائل العنزي من السعودية، الدكتور كمال ماكري من المغرب، الدكتورة إيمان السعدي، الكاتبة بهيرة الحلبي من بريطانيا، وناشطون وممثلو جمعيات.
قدمت الندوة الدكتورة عهود العنزي وعرّفت بالمحاضرين العفيف والحسن والمناقشين العنزي وعوض.
وقالت في كلمة الافتتاح:
«انطلقَ حرمون منصة إعلامية عربية منذ كانون الأول 2009 وما زال مستمراً متخطياً كل الصعوبات، حتى لحظتنا الراهنة مناضلاً بالثقافة والفكر والإعلام لأجل ان يسود السلامُ قلوبَنا ونفوسَنا فيسود في بلادنا بالوحدة والوئام ووضعِ مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.
ندوتُنا اليوم، في سياق برنامج ندوة حرمون كل أسبوعين بدلاً من كل شهر، لتكونَ ندوة ثقافية فكرية كعادتها، واخترنا لها مساء يوم الجمعة لكونه فرصة أسبوعية وراحة من أعمال الأسبوع، فتشكلّ مساحةَ عصفٍ فكري وذهني ونظر وتشاور في أوضاعنا وأحوالنا المشرقية والعربية بين أهلِ الفكر والثقافة والإعلام.
أما موضوعُ الندوة اليوم، فهو حساسٌ وشائكٌ ومهمٌ جداً لكلّ عربيّ مخلصٍ لوطنه، وسيحتاجُ لسلسلةٍ من الندواتِ المتخصصة، انطلاقتُها اليومَ معكم وبكم.
وإذا استقرّ الهلالُ الخصيبُ استقرّ العربُ واعتزوا، وإذا تفكك وتنازع تفكّكوا وتشتتْ قلوبُهم وذهبت ريحُهم. فهو قلبُ العروبة النابض وهو درعُ العالم العربي وسيفُه وترسُه، وقديماً قال إبنُ خلدون في مقدمته الشهيرة «أهلُ الشام والعراق أكملُ الناسِ عقولاً وجسوماً».
فاستقرارُ وتنميةُ الهلال الخصيب، هذه البيئةُ الطبيعيةُ العربيةُ الواقعةُ بين جبال زاغروس شرقاً وجبال طوروس شمالا والصحراء العربية جنوباً والبحر الأبيض المتوسط غرباً ينبغي أن يكونا قرّة عين كلّ عربي، وهدفاً قومياً لا حيادَ عنه ولا تفريطَ فيه.
واستقرار وتنمية الهلال الخصيب لا يضيران ازدهارَ الجزيرةِ العربية الحبيبة ولا وادي النيل الغالية، ولا المغربِ الكبير العزيز، بل هما صنوٌ لكل منها ورديفٌ في السراء والضراء في جبهة واحدة لتحقيق التقدّمِ والنماءِ الشاملين ووضع حدّ للتدخلاتِ الاجنبيةِ وحمايةِ السيادة القومية.
يعرض الزميلانِ المهندس وسيم احمد الحسن والأستاذ أكرم العفيف مبادرتين هامتين، فيهما قيمة هامة أن أهلَنا في الشام والعراق يفكّرون ويُنتجون ويُعطون رغم الحرب ورغم الحصار عليهم الذي ندعو لرفعه عنهم بلا تردّد.
ويناقشُ الزميلين الحسن والعفيف مناقشانِ أساسيانِ هما الدكتور دريد الشاكر العنزي من العراق والمفكرُ المستقبليّ الدكتورُ ميخائيل عوض من لبنان، قبل الانتقالِ إلى حوار مع الحضور الكريم يديرُه مديرُ مركز حرمون للأبحاث ومديرُ ندوة حرمون الثقافية الإعلامي الكاتب هاني الحلبي».
الحسن
وتسلم الكلام المهندس الحسن عارضاً لمبادرته بعنوان محور طرطوس بغداد متحدثاً ومعلقاً على عرض بوير بونت عن كوريدور التنمية الذي اقترحه ينطلق عابراً بيروت إلى طرطوس فحمص فالي دير الزور وبغداد وينحدر جنوباً الى البصرة. وتحدث عن خطة الحلقات البيضاء كجزء من استراتيجية تنمية الهلال الخصيب على امتداد دوله وغزارة موارده وتنوع تضاريسه وعبقرية مكانه.
العفيف
ثم تكلم الخبير التنموي اكرم العفيف مؤسس مبادرة المشاريع الأسرية السورية التنموية والمجموعات المتفرّعة عنها في سورية، محافظة حماة منطقة الغاب، عارضاً للأزمات التي
تواجهها القطاعات الإنتاجية في سورية، وبخاصة الزراعة، مشكلات موسم التفاح مثلاً، حيث كانت الأزمة وارتفاع تكاليف الموسم فتزيد عن أرباحه ما عرّض التفاح لخطر قلع الأشجار، ما أوجب البحث عن حلول للكساد والهدر والخسائر، فتم البحث بمنتجات من التفاح كدبس التفاح ومربى التفاح وعسل التفاح فضلاً عن كومبوت التفاح وخلّ التفاح والتفاح المجفف، ما أنقذ الموسم من القلع، وقياساً على هذا تمّ تعميم حلول تنموية مستدامة، في مواسم رعاية الغابات لتأمين حطب التدفئة، وكبس جفت الزيتون بديلا عنه، كذلك تصنيع آلات محلية غزيرة الإنتاج يمكن المواطن استرداد ثمنها خلال يومين وتأجيرها.
ثم تحدّث عن الاقتصاد الدائري، كدورة البقر مع المزارع الريفي حتى الروث يصبح مادة سمادية أساسية لا تتأثر بسوق ولا بسعر استيراد.
وتطرّق إلى اقتصاد الوفرة، بدلاً من اقتصاد القلة، والخوف من كساد الموسم، ما دامت القدرة متوفرة على اجتراح الحلول وابتكار منتجات بتنمية مستدامة.
مناقشة
تناول المناقشان الدكتور عوض والخبير العنزي مضمون المحاضرتين بإيجاز وتحليل موضوعي، وأبديا إعجابهما بمضمون المحاضرتين، وأشارا إلى الترابط بين الاقتصاد والتنمية والسياسة والحاجة إلى قرار سياسي منسجم بين دول الهلال الخصيب، وهذه الخطط لا فرصة تحقق لها قبل توفر عنصر السيادة القومية على الأرض وتكاملها منعاً للضغوط والتدخلات الأجنبية، التي تستهدفها فضلاً عن مشكلة الاحتلال الصهيوني لفلسطين التي تضع معظم فلسطين وجوارها امام واقع تنموي خاص.
الحلبي
وبعد المناقشَين عوض والعنزي تناول مدير مركز حرمون للأبحاث ومدير ندوة حرمون الثقافية هاني الحلبي الكلام شاكراً المحاضرين والمناقشين متحدثاً عن القدرات النفسية لإنسان بلاد الشام والرافدين وتوفر البيئة الممتازة للتنمية إذا تمّ علاج مشكلات الهوية والقرار السياسي والتشبيك الشامل بين الكيانات السياسية في خطة تنموية واحدة. وأية خطة شاملة لن تنجح ما لم يتمّ تحرير الأرض ووصل ما يسمّى الحدود التي رفعتها سايكس بيكو جدراناً تغلق الفضاء بين الشعب الواحد وحالياً يتوضع الاحتلال العسكري الأميركي لـ»يؤبّد الحدود» وينهب الحقول والأهراء والنفوط…
وأعلن الحلبي عن مبادرة إنسانية عربية دولية لفكّ الحصار على الشعب اللبناني والسوري.
مداخلات وأسئلة
ثم أعطيت الفرصة للمحاضرين للتعقيب على المناقشة، وانتقل الكلام إلى الحضور الذين تقدّموا بأسئلة ومداخلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى