مقالات وآراء

العام الدّراسي ووعود التّربيّة

انتظار عواضة*
أسبوع جديد مضى لأساتذة التّعليم الرّسمي والإضراب ما زال مستمرّاً في ظلّ تحرّكاتٍ أمام المناطق التّربويّة على أملٍ أن يتحرّك ضمير المسؤولين أو يرفّ جفنهم في محاولةٍ لإنقاذ القطاع التّربوي الذي يئنّ تحت مطرقة الانهيار.
آخر الطروحات من الرّوابط اعتبرها الكثير من الأساتذة الأحرار والمنتفضين بأنّها الطّريق الممهّدة للتّعاقد الوظيفيّ من خلال قسمة نصاب الأستاذ إلى 10 حصص كدوامٍ وظيفيٍّ و10 حصص تعاقد إضافة إلى اقتراح مكتب تأمين صحيّ وذلك يعني إنهاء تعاونية موظفي الدّولة رأفة بالدولة وهديّة للسياسيّين وبالتالي إلغاء أسس الرّعاية الاجتماعيّة التي كافح الأساتذة من أجلها خلال مسيرتهم التّعليمية لضمان حقوقهم.
تتوجّه الأنظار إلى الأسبوع المقبل، لا سيما بعد إعلان المدارس الخاصّة تحرّكها والبدء بالإضراب في أول شباط.
وكان وزير التربية القاضي عباس الحلبي قد أعلن موافقة الدول المانحة على الإفراج عن أموال سابقة كانت قد وصلت وتوزيعها بشروط تضمن بها عودة الأساتذة إلى التعليم، وخاصة المسائي (المدارس التي تعلم التلاميذ السوريين)، ما قيمته 90$ من تاريخ العودة حتى انتهاء العام الدراسي، ومقطوعية عن الأشهر السّابقة ما يعادل 100$، وطبعاً هذا الطرح أثار حفيظة الأساتذة من جديد لإنّه إخراج جديد لطرحٍ سابقٍ وهو 5$ مقابل الإنتاج اليوميّ، فأحد الأساتذة يعبّر عن ذلك بقوله: “إهانة جديدة لكن بثوب وإخراجٍ جديدين، فالدّولة هي المسؤولة عنّا من خلال إعطائنا حقوقنا الطّبيعيّة وتصحيح الرّواتب التي ما زالت على دولار 1500 ليرة بينما كلّ شيء أصبح على دولار ما فوق الستين ألف ليرة والقفزات العالية للدولار متواصلة، وبدل النقل 95 ألفاً وأصبحنا عاجزين عن الوصول إلى وظيفتنا التي أحببنا وإلى تلاميذنا الذين أصبحوا يدركون جيّداً هذه المعاناة ويقفون في صفّنا”.
إذن… معركة وجودٍ للأساتذة من خلال المطالبة بحقوقٍ تضمن العيش الكريم مع أسبوعٍ جديدٍ من إعلان روابط التّعليم الرّسميّ استمرار الإضراب وكذلك هذا ما أعلنته لجان المتعاقدين، وتجمعهم صرخة غضبٍ فهم الذين سعوا إلى الوظيفة لحفظ كرامتهم والعيش الكريم أصبحوا اليوم يتقاضون الفتات مع وعود دولٍ مانحةٍ تضع الشروط عليهم بغياب وزارة تسمع صوتهم فلا من يسمع ولا من يجيب…!
فهل تستطيع الحكومة أن تلتئم بجلسةٍ تربويّةٍ طارئةٍ كما وعدت في ظلّ هذه الظّروف القاسية والأيّام الحالكة كي تعيد التّلاميذ إلى مقاعد دراستهم وتخرج بحلٍّ للأساتذة الذين باتوا مع عائلاتهم في مهبّ الرّيح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*باحثة تربوية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى