مقالات وآراء

مي صايغ والقلق الجميل

‭}‬ معن بشور
ما ان وصلني خبر وفاة الشاعرة والمناضلة العروبية، ابنة غزة الفلسطينية، في المستشفى في عمّان حتى قفزت الى ذهني أيام الأحلام الجميلة، النضالية والشعرية والثقافية والنقاشية التي كانت تجمعنا مع مي صايغ في منزلنا القديم في محلة أبي شاكر في الطريق الجديدة في بيروت، حيث كان حضورها شبه يومي قبل الغزو الصهيوني عام 1982 لبحث شؤون المرأة الفلسطينية حيث كان يجمعها مع زوجتي الدكتور نجلا نصير عضوية الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.
في تلك الأيام لم يكن صعباً أن تلمح في عيني مي ذلك القلق الجميل على مستقبل الثورة والقضية وعلى الطريق إلى تحرير فلسطين، وهو قلق رافقها منذ ان كانت طالبة في المرحلة الثانوية حين اختارت البعد الأممي عبر الحزب الشيوعي، ثم البعد القومي عبر حزب البعث، ثم البعد الوطني الفلسطيني عبر حركة فتح لتصل الى ضرورة تكامل كلّ الأبعاد في مسيرة التحرير..
كانت أم وائل، رغم القلق الدفين في داخلها، هادئة في سلوكها، ودودة في علاقاتها، صلبة في قناعاتها، ثابتة في مبادئها، أمينة لعروبتها، تقدمية في تطلعاتها، متمسكة بكلّ حبة تراب من أرضها، متدفقة في عطائها، صافية في مواقفها، نقية في عاطفتها…
وحين وضعت على صفحتي في الفايسبوك نداء الدعوة إلى شفائها، أذهلني العدد الهائل من المتجاوبين من كلّ أنحاء الوطن العربي بما يؤكد ما لـ مي صايغ من مكانة لدى أبناء الشعب الفلسطيني، والأمة العربية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى