عيد مار مارون
– تزامن عيد مار مارون هذه السنة مع تعرّض حلب لكارثة الزلزال بمثل ما تتعرّض القدس وبيت لحم لكارثة الاحتلال والقتل اليومي، فيلتقي القديس مار مارون ويسوع الناصري في المظلومية والقهر، ويخيّم الحزن على الأرض التي حملت رسالة يسوع ومسيرة مار مارون.
– نهضة روح المقاومة بين مسيحيي سورية والعراق وفلسطين ولبنان هي التعبير الحي عن الوفاء لنداء يسوع والولاء لدعوة مار مارون، وهي روح حاضرة في ساحات المواقف والمواجهات والمبادرات بصورة تصيب الغرب الذي تعامل مع مسيحيي المشرق بصفتهم مجرد جالية غربية لقرون وعقود بالذهول، ويبذل مع الذين اعتادوا على منهج التبعية ونكران الهوية جهوداً مضنية لإعادة المسيحيين الى العلبة.
– يبقى لبنان الحاضرة المسيحية الأهم في بلاد العرب عموماً والمشرق خصوصاً، ولذلك عندما يدور الصراع على هوية لبنان الثقافية وموقعه من الصراع الدائر في المنطقة، يكون الصراع المحوري حول موقع المسيحيين من هذا الصراع، ولهذا تعامل الغرب مع التفاهم الذي جمع حزب الله والتيار الوطني الحر بصفته مولوداً غريباً يجب وأده حيا. ولهذا تمّت معاملة التيار الوطني الحر وعهد العماد ميشال عون بلغة الحظر والقهر والعقوبات، والقرار متخذ منذ أن العماد عون زار مزار القديس مار مارون في موقع براد في حلب رغم التحذيرات الغربية، تعبيراً عن إيمانه بالهوية المشرقية المسيحية المقاومة.
– عندما جاء الزلزال الذي استهدف حلب، وبدأ حجم الكارثة بالظهور، كانت العين على لبنان، خصوصاً على المسيحيين في لبنان، وكيفية تفاعلهم مع ثقافة العداء لسورية كرمز لخيار المقاومة، بعد تحريض ممتدّ على مدى سنوات استهدف المقاومة وثقافتها وقواها، وخصوصاً التحريض الذي رافق انفجار المرفأ، وأراد تحويله الى مدخل لاسترداد المسيحيين الى الحضن الغربي، وكان الذهول لما ظهر من حجم انتفاضة شعبية وجدت تعبيراتها في مئات وآلاف المبادرات التي خرجت من الأحياء والقرى، لجمع التبرّعات والمساهمات من قعر الفقر والمعاناة، لتقول إن الوجهة الى مار مارون أقوى من قانون قيصر.
التعليق السياسي