أولى

الزلزال القومي والإنساني يكسر الحصار أهم الدعم شراء الليرات السورية

 

– منذ اللحظات الأولى للزلزال الذي ضرب الفالق السوري مصيباً المدن والبلدات والقرى على طرفي الحدود في سورية وتركيا بكارثة إنسانية، انطلق زلزال آخر، عندما انفجرت الطاقة الكامنة للمشاعر المكبوتة والأفكار المقموعة، التي كان محورها اليقين بأن سورية تحت ظلم كبير وأن دولتها تواجه حرباً كبرى، وأن مشروع شيطنة سورية وبث الكراهية والحقد ضدّ شعبها وجيشها وقيادتها ورئيسها جزء من مشروع إضعاف شعوب المنطقة ومقاومتها للهيمنة الغربية والعدوانية الإسرائيلية، وفبركة “ثورات” هنا، وحركات “سيادية” هناك، وشعارات ديمقراطية هنالك، والهدف واحد ألا تقوم في المنطقة قوة تقاوم تحت عنوان الاستقلال الحقيقيّ عن الغرب، والتمسك بفلسطين.
– كما الطبقات التكتونية في الجيولوجيا تتلامس وتتصادم وتحتكّ ثم تعجز عن المضي بسلاسة فتحبس الطاقة التي تتفجّر معها الزلازل، كانت طبقات تكتونية للأفكار والمشاعر، بين حب سورية وكراهيتها، الإيمان بأهمية قوة موقعها ومحاولة تدميرها، التضامن معها والتنكّر لها، ولم يكن واضحاً أي وجهة هي التي تحوز الموجة الشعبية القادمة، حتى وقع الزلزال المدمّر ووقعت الكارثة، فانطلق تسونامي شعبي قومي وعالمي بعنوان إنساني، ووقف بوجهه منافقون وكارهون وحاقدون، لكن التسونامي كان جارفاً أقوى من أن تقف بوجهه محاولات الصدّ والردّ والمنع. فالحكايات كثيرة عن نساء بعن المصاغ في فلسطين، وعن شباب هرعوا بما تيسّر نحو سورية في شمال لبنان، وعن أردنيين قاموا بالبدء بشراء الليرات السورية تعبيراً عن الحب والتضامن، وليبيين تنادوا يجمعون ما تيسّر ويجهزون أول طائرة حب نحو سورية، ولحقت الحكومات. ثم كانت المواقف التي فرضت على واشنطن أن تنحني أمام الرياح وتنتظر ستة شهور للنظر في ما ستفعل.
– كثيرة هي الحاجيات السورية في مرحلة النهوض من تحت الرماد، وليس مطلوباً وضع لائحة بما يمكن وما يجب فعله، تكفي الدعوة لجمع ما تيسّر مالاً او مواد عينية، والاتصال بأقرب سفارة سورية لتنسيق إرسالهما، او تنظيم رحلة الى سورية لمن تيسّر له ذلك، لكن كسر الحصار أبعد وأهم ويحتاج لما هو مستمر ومتواصل، وبالتدقيق في جوهر ما أراده الأميركي من قانون قيصر والحرب المالية، يبدو بوضوح أن المطلوب كان حرمان سورية من تحويلات أبنائها المغتربين كي تنهار عملتها الوطنية فتصاب الدولة بالعجز ويُصاب المواطنون بالفقر، وجوهر ما تحتاجه سورية هو جهد متواصل لا يتوقف، محوره دعم الليرة السورية التي يتحقق بتحسين سعر صرفها تحسن طبيعي في ظروف عيش السوريين، وفي قدرة الدولة السورية، ولهذا طريق بسيط، هو أن يبدأ محبّو سورية والذين يتضامنون معها بشراء منتظم لكمية شهرية يلتزم بها كل فرد من الليرات السورية، ويحفظوا هذه الليرات السورية ليوم يزورون فيه سورية أو يزورها قريب أو صديق، يتسوّقون بها أو يشترون بقيمتها عقاراً.
– ما فعله الشباب الأردنيّون يستحقّ التعميم والتصميم والاستمرارية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى