أخيرة

آخر الكلام

الاستقرار في العقل الأميركي
يكتبها الياس عشّي

 

لنقف بخشوع أمام هول الكارثة ـ الزلزال، ولنتوقفْ عن الثرثرة، والمزايدات، والأحقاد… والتسييس. اقرأوا المشاهد بعين العقل، واخرجوا من المراهقة أيها التجار.
اقرأوا بشفافية… ادخلوا إلى المطبخ الأميركي وتعرّفوا على صنّاع القرار في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى رأسهم هنري كيسنجر الذي يقول إنّ على الولايات المتحدة الأميركية أن تختار بين الديمقراطية والاستقرار في كثير من أنحاء العالم.
يقول تشومسكي الكاتب اليهودي الأكثر عداوة للكيان الصهيوني، في ردّه على كيسنجر:
“يجب أن نتذكّر بأنّ الاستقرار كلمة مشفّرة باردة. الاستقرار لا يعني الاستقرار، وإنما الانصياع لهيمنة الولايات المتحدة. لهذا دعونا نعود إلى كيسنجر ثانية الذي كان العامل الرئيس (إضافة إلى غيره) في تقويض نظام الحكم الديمقراطي في تشيلي”، وأضاف: “يجب على الولايات المتحدة أن تقلقل استقرار تشيلي لكي توطّد الاستقرار”. كيسنجر لا يقصد بالاستقرار أن تكون الأشياء هادئة، وإنما أن تكون تحت السيطرة”.
ويبدو أنّ نظرية كيسنجر بقيت العلامة الفارقة في سياسة الولايات المتحدة الأميركية، رغم مرور خمسة عقود على العصر الكيسنجري، وما احتلال العراق، واغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وما جرى في مصر وليبيا واليمن، وما يجرى في لبنان منذ ثلاث سنوات، وفي سورية منذ اثني عشر عاماً، بحجّة القضاء على داعش، ليس كلّ ذلك سوى دليل على أنّ السياسة الأميركية تسعى إلى تقويض الحكومات البرلمانية وغير البرلمانية ليكون البديلُ ذيكتاتوريةً منصاعة كما عبّر تشومسكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى