الشام في الروح رغم كلّ الجروح
} د. كلود عطية
دماء السوريين من الشام الى فلسطين.. تروي أرض أمة عابرة للزمن وعمرها آلاف السنين.. الآن ندرك تماماً أنّ رائحة الموت في كل مكان.. كما رائحة الخيانة والغدر والقتل والحرب والحصار.. ولكن هذا الشعب لا يعرف الهزيمة ولا ينشد إلا ألحان العز والشرف والكرامة والانتصار.. فرائحة الياسمين ما زالت معلّقة في أنفاس كل سوري تنشق هواء الشام.. فلا تقوى هزات العالم على أمة عصيّة على الانكسار وشعب يموت جوعاً وعطشاً ولا يعلن الاستسلام…
كم هي عظيمة هذه البلاد وهي تحوّل أطماع العالم في أرضها ومواردها الى رماد…
الشام ثقافة حياة، كما بيروت التي لا تموت.. فرغم كل الجراح.. تبقى سورية للسوريين ولو اجتمع عليها العالم بأسره.. هذه حقيقة الصراع وكل الكلام الآخر في الحرب والسلم والسياسة والعلاقات المحلية والإقليمية والدولية هو مجرد خداع ومزيد من الأطماع.
ما أجملك يا شام وأنت واقفة شامخة صامدة في وجه الرياح.. ستهدأ عاصفة الكره يوماً.. وستعودين كما كنت قلب الأمة النابض بالقوة والعلم والثقافة والتاريخ..
جريحة بلادي تنزف من روحي وجسدي.. أموت من أجل أن تنهض، فهي عشقي الأبدي..
لا تتكسّر أجنحة السوريين وإنْ حفر العالم في صدورهم كلّ هذه المآسي.. فالنسور تأبى السقوط خوفاً وتردّداً وانهياراً.. كما لا تسقط برصاصات الغدر.. فهي تحلق في فضاء الشام متعالية على طعناتها ومواجهة لكلّ الحروب المفتعلة على أرضها.
ما أجمل الحنين للقاء جديد.. قبل الحرب كنا في قلب الشام.. وبعد الحرب الشام في قلوبنا وفي أرواحنا التي لا بدّ لها أن تلغي كلّ الحدود الوهمية.. ونلتقي..