دبوس
بدايات الظهور
سنطحنكم بين فكّي عيبال وجرزيم، الجبلين اللذين تقبع بينهما نيابوليس، المدينة الجديدة، والتي أصبحت تعرف بـ نابلس بعد ذلك، وعاشت 4500 سنة، وحتى الآن صامدة صابرة عصية على الجبابرة…
كان غيرك أشطر يا بن غفير المعتوه! صعّد، وانشر الهول كيفما تشاء، فلن تلقى جباناً وأحداً، وستذوق طعم الهزيمة والإذلال على أيدي أسود نابلس المنفردة، تستطيع في بهيم الليل، وبما تملك من تكنولوجيا القتل، وأدوات الفتك التي تأتيك من كلّ حدب وصوب، وبما لا يقارن بما بين أيدي ليوث نابلس مما تيسّر من السلاح، تستطيع أن تقذف النار وتهدم البيوت، وتمطر المدينة بكلّ أنواع القذائف والذخائر، ولكن فتيةً هناك في الغرف البعيدة، وفي الأزقة المظلمة، يجلسون في هدوء وفي صمت يخططون، ويتحيّنون الفرص لكي يدبّوا الرعب والهلع في نفوس جنودكم ومستوطنيكم…
لن يمرّ طويل وقت حتى نأخذ الأمر بأيدينا، ستنتصر نابلس، بعد أن تمزق أشلاء جنودكم الجبناء، ومستوطنيكم المأفونين، في كلّ مداخل ومخارج المدن والقرى في ضفة العز والعنفوان، وستكتب نهاية قصتكم البلهاء على أعتاب نابلس وجنين وطولكرم والخليل، وستبصقكم الضفة الى مجاري النفايات البشرية حيث تنتمون، وحيث تكون نهايتكم، وسيلعنكم البشر والشجر والحجر، وسيجوس أبطال فلسطين وحزب الله والحشد الشعبي والحرس الثوري وصناديد اليمن خلال الديار، وسيأكلون الكنافة النابلسية والفلافل والحمص في مطاعم ودكاكين نابلس وطولكرم وجنين، ثم يحمدون ربهم على نصره المؤزّر، ثم يكبّرون، ثم يعرجون جميعاً الى قدس الأقداس، فتقرع الأجراس، ويعلو صوت الآذان من المآذن في الأقصى ومساجد الضفة وكنائسها، ثم ينادي المنادي بأنّ الأرض بدأت تُملأ قسطاً وعدلاً، بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً.
سميح التايه