أخيرة

دردشة

أعجوبة سعاده

 

‭}‬ يكتبها الياس عشي
يدخل الحزب السوري القومي الاجتماعي عقده العاشر، محافظاً على حويته، مصرّاً على التغيير، ناشراً عقيدته ومبادئه وفلسفته، محتفظاً بثقافته المميّزة، وملامحه القومية، وراسماً للأجيال القادمة خطة نظامية ومعاكسة للإيديولوجيا اليهودية.
وخلال هذه التسعين من سنواته تعرّض الحزب السوري القومي الاجتماعي لكثير من العواصف، فلم يحنِ قامته، ولم يغيّر من مبادئه، ولم يساوم على قضية تساوي وجوده، ولم يقبل بأنصاف حلول. حتى عندما جرُؤوا واغتالوا المؤسّس الزعيم أنطون سعاده صار كلّ قوميّ «زوبعة» تحمل في أطرافها الأربعة دينامية الاستمرار حتى تحقيق النصر.
وخلال تسعين من السنوات حقق سعاده ما لم يستطع أحد أن يحققه … لقد أسّس حزباً يجمع المسيحي إلى المحمدي في حلقة واحدة، وعقيدة واحدة، وفلسفة واحدة، واستشهاد واحد.
في كتابه «قبل أن أنسى» للكاتب المؤرّخ أنيس فريحة نقرأ:
«… وتمرّ الأيام، وينجح أنطون في تأسيس حزب. وكان يتمنّى أن أكون في عداده. وأذكر قولي له مرة: «لن تنجح يا أنطوان في تأسيس حزب كهذا واسمك أنطون! على الأقلّ غيّر اسمك هذا من اسم قديس إلى اسم زعيم محارب.
ضحك، وقال: «ستجمعنا الأيام».
إلى هنا ينتهي كلام المؤرّخ أنيس فريحة.
بعد عشر سنوات من هذا الحوار (1947) عاد سعاده من مغتربه القسري إلى لبنان، فاستُقبل في مطار بيروت استقبالاً قلّ نظيره.
صدّقوني… لقد اجترح «أنطون» أعجوبة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى