محميات الخليج لم تعد أولوية للسياسة الأميركية استمرار الحوار يجنب لبنان التداعيات السلبية لأحداث المنطقة
لا يزال العدوان السعودي – العربي على اليمن يستحوذ على اهتمام وسائل الإعلام العالمية في ظل المتغيرات والمعطيات الجديدة التي بدأت بالظهور تدريجياً والناتجة من إنجاز التفاهم النووي بين إيران والمجموعة الدولية، ففي حين بدأت دول إقليمية كتركيا بزيارة إيران لتفعيل علاقاتها معها تستمر دول أخرى كالسعودية بسياسة الهروب إلى الأمام من خلال استمرار عدوانها على اليمن والعمل على توريط دول أخرى.
وفي هذا السياق حذر النائب في البرلمان الإيراني محمد صالح جوكار من أن العدوان السعودي على اليمن حرب غير قانونية تضر بأمن واستقرار المنطقة وتجعل من هذا البلد معقلاً للجماعات الارهابية.
وأكد نائب رئيس مجلس وحدة المسلمين في باكستان السيد شفقت الشيرازي أن موقف الأحزاب المعارضة الموحَّد في باكستان ضد العدوان على اليمن جنّب البلاد أن تكون ورقةً بيد «آل سعود».
الحرب على اليمن لا تختلف كثيراً عن الحرب على سورية، فالمشروع واحد والدول المتآمرة نفسها والخيار المستهدف هو خيار المقاومة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وفي هذا السياق اعتبر رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل أن المشروع الحقيقي للحلف المعادي للمقاومة هو تسليم «جبهة النصرة» حيزاً في الجغرافيا العسكرية المتحركة في المنطقة وتعطيل هذا المشروع هو الأولوية لحلف المقاومة ما استدعى عملية مزارع شبعا التي كانت على حافة حرب.
وأكد الباحث الاستراتيجي السوري عيسى الضاهر أن منتدى موسكو التشاوري يأتي في وقت قوة بالنسبة الى دمشق كونها تدرك أن القوى المشغلة للمعارضات الخارجية بدأت خياراتها تنحسر في الملف السوري بعد الاتفاق المبدئي بين إيران والدول الست، متوقعاً أن تكون مدة الأشهر الثلاثة التي تسبق توقيع الاتفاق النهائي بين إيران والمجموعة الدولية هي مرحلة مخاض للأزمة السورية.
بينما يشن التحالف العربي عدوانه على اليمن ويستمر بسياسة التعامي عن الاعتداءات «الإسرائيلية» المستمرة على الفلسطينيين والمقدسات، هذا ما ألقت عليه الضوء بعض وسائل الاعلام العالمية، فوصف الباحث في شؤون القدس الدكتور جمال عمرو ما تقوم به الجماعات الیهودیة المتطرفة داخل المسجد الأقصی بأنه تطرف دیني منقطع النظیر.
بقي المشهد الداخلي في لبنان بحالة ترقب وحذر ويتأرجح بين التشاؤم والتفاؤل، من جهة ينتظر نسمات الاتفاق النووي ومن جهة أخرى يحاول اتقاء رياح «عاصفة الحزم» عبر تحصين الساحة الداخلية من خلال الاستمرار بالحوارات القائمة.
هذا الوضع الداخلي كان مدار بحث ونقاش لدى الإعلام المحلي، فأكد النائب سمير الجسر ان الحوار بين «المستقبل» وحزب الله مُستمر بهدفين داخليين، تنفيس الاحتقان المذهبي وإيجاد حلّ لأزمة رئاسة الجمهورية، مشيراً الى حاجة وطنية لحلّهما.
ودعا النائب عبدالمجيد صالح إلى العمل لتجنب التداعيات السلبية لأحداث المنطقة من خلال إبقاء الحوار قائماً رغم الصعوبات والتنازع الإعلامي والسياسي الساخن، معتبراً أن التعقيدات الإقليمية والدولية تحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي.