أخيرة

دبوس

الجسم الدولي المريض

تماماً كمثل كلّ المؤسسات الدولية الممسوكة بالقوة المالية من قبل قوى الهيمنة والصهيونية العالمية، تتنادى محكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرة لاعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل عشرين عاماً بالضبط تشابكت أيدي جورج دبليو بوش وتوني بلير، وعقدا عقداً شيطانياً على رؤوس الأشهاد لتدمير بلد عربي مما ترتب عليه حينذاك قتل أكثر من مليون عراقي، لم يرمش لمحكمة الجنايات الدولية جفن، وأدارت قفاها لما يحدث من جرائم ضدّ الإنسانية على مساحة العراق، وطفقت تستمتع الى دبيب النمل في كّل مكان، لكنها لم تسمع صرخات وآهات وزفرات الموت من صدور مليون من أطفال ونساء وشيوخ العراق!
أين هذه المحكمة المهزلة إزاء جريمة الاستيطان، والتي يشارك فيها أكثر من مليون «إسرائيلي»، يصنّفون حسب القانون الدولي، مجرمي حرب، ويصنف فعلهم، جريمة حرب؟ أين كانت هذه المحكمة حينما قام قناص «إسرائيلي»، وبإشراف ضابط من الموساد، يمتلك معلومات غاية في الدقة عن ماهية المقنوص، بإطلاق رصاصة قاتلة الى رأس الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مما أدّى إلى استشهادها على الفور!
الأرجح انّ هذه المحكمة تصيبها حالات من العمى والصمم المؤقت عادة إذا ما كانت الضحية لا تنتمي لسوء حظها الى ثنائي التوحش والشر المطلق، اليهود والانغلوساكسون، يبدو أنّ الإنسانية تجد نفسها اليوم أمام معضل جديد، يستدعي التفكير جدياً بإعادة النظر في جدوى الانخراط في ممارسة عالمية مرتهنة ومصادر قرارها تماماً من قبل قوى الهيمنة والتوحّش.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى