قالت له

قالت له: أخطأت يوم طلبت منك ا خلاص، كن كما تشاء وأظهِر حقيقتك. فما عادت تعنيني هذه المسميات.

قال لها: هل نظرت داخل قلبي؟ ، لم تفعلي. ن الخيانة ما مسّته أبداً. فلِم الظلم في ا تهامات؟

قالت له: كيف أطلب وفاءً لقلب في زمن يخون فيه الرجال ا وطان؟ رجال يطلبون العون بملء الفم لذبح ا طفال وسبي النساء. ثم يفاخرون بمجالسة ألدّ ا عداء. أقف مذهولة…. أين حقوق ا نسان وشرعة ا من والأديان؟ وأفرش أمامي ذاكرتي وأبدأ: الوطن أمّ وا نتماء له كبرياء. ا خلاص يولد بيننا نحن ا شقاء. ا رض عزّ نورثها للأحفاد عن ا جداد.

وأُكمل: المحبة… التضحية… الشرف، فأرتعش كسمكة أُخرجت من الماء وتتحرّك بجنون في كل ا تجهات باحثة عن شهقتها الأخيرة. فيعبق المكان برائحة العدم الموحشة وتتبدّد كلّ المعاني لتصبح هباء. عندئذٍ، يولد شكّ مؤلم حتى النخاع يهدم تاريخاً بنيت عليه وجودي ويسلبني حاضراً أريد أن أعيشه. لذا قررت ألّا أطلب المستحيل في زمن الخراب. فمن أنا طلب ا خلاص في عصر الخيانات؟

قال لها: ما أصعب الحبّ الذي يأتي في زمن الدماء. ما أصعب الحبّ والوطن تنهشه الذئاب.

رانية فؤاد الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى