إرهاصات مقلقة…
} العميد طلال اللادقي*
صدّق او لا تصدّق… نشرت صحيفة «إسرائيل هيوم» مقالاً لمحرر الشؤون العسكرية تحدث فيه عن خشية «إسرائيلية» غربية من وصول إيران في غضون أسابيع قليلة الى كمية كافية من اليورانيوم المخصّب لصنع قنبلة نووية. وقال: على «إسرائيل» ان تعقد صفقة نووية مع إيران تحلّ مكان الصفقة السابقة التي انهارت مع الولايات المتحدة.
لكن إيران صرحّت على لسان كبار مسؤوليها أنها لا تريد صنع مثل هذا السلاح، وهي قادرة على ان تتموضع كدولة على عتبة نووية ولكنها لا تريد ذلك.
بينما «إسرائيل» تمتلك ترسانة نووية ولا أحد في العالم يقول لها «ما أحلى الكحل في عينك»! وهي تمتلك 200 رأس نووي ولا تبالي بقرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى إشراف الوكالة الدولية للطاقة على المواقع النووية «الإسرائيلية».
وبالأمس قالت الولايات المتحدة أنها في صدد تزويد أوكرانيا ببضع مئات من البنادق الهجومية الإيرانية كانت قد صادرتها من مراكب كانت تنقل السلاح من إيران الى الجماعة الحوثية حسب قولها !
بدورها قرّرت المحكمة الدولية إدانة الرئيس الروسي وطالبت بمحاكمته بسبب الحرب على أوكرانيا!
ولأنّ الدول لا تكتفي بالبيانات، دخلت الفرقاطة كروشنكوف، الروسية المجهّزة بصواريخ تسيركون الأسرع من الصوت وتساوي حوالي تسعة أضعاف سرعة الصوت نحو 2.65 كيلومتر في الثانية، دخلت ميناء تشابهار الإيراني بعد مشاركتها في المناورات الصينية الروسية الإيرانية في بحر العرب.
وبدورها سلّمت موسكو إيران نماذج عن الأسلحة الغربية التي غنمتها في أوكرانيا.
مثل هذه التطورات الساخنة والمتلاحقة يُضاف اليها تهديد «إسرائيل» بقصف المنشآت النووية الإيرانية والمناورات البحرية في بحر العرب لروسيا والصين وإيران الذي كان ملعباً للبحرية الأميركية الى جانب الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية الى الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني والتي باتت تهدّد الأمن القومي والحياتي للدول الأوروبية، والخشية من سقوط الخطوط الحمراء بين حلف الناتو وروسيا، كلّ ذلك ينبئ بربيع حارّ جداً وكأننا أمام استحقاق كوني بعد سنتين على حرب كورونا التي تسبّبت في أكبر أزمة اقتصادية في العالم وخاصة في اقتصاديات الدول الصاعدة والمحرومة والناشئة، ما أسهم في الزيادات الهائلة في مستويات الدين الخاص في الاقتصاد العالمي، بالإضافة الى ملايين الضحايا في العالم….
*عميد ركن متقاعد،
نائب رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي