أخيرة

دبوس

 

رمضاء صدام ونار أميركا

عقدان من الزمان منذ أن قامت إمبراطورية الهيمنة، بقيادة السكّير جورج دبليو بوش وتابعه رئيس وزراء الإمبراطورية الآفلة توني بلير باحتلال العراق، بعد توجيه ضربات وقصف بالغ العنف، أطلق عليها آنذاك «الصدمة والرعب Shock and Awe»…
استمرت العملية منذ بدء الضربات، وحتى دخول بغداد، شهراً وأسبوعاً وأربعة أيام، أسقط نظام صدام حسين، وتولّى الوحش إدارة البلاد، حلّ الجيش، أوجد داعش، شرّع الفساد والإفساد، وبث الطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء الشعب العراقي، تحطّم الدينار العراقي، الذي كان واحداً من أقوى العملات في المنطقة، وغدا عراق الخير والخيرات شعبه جائع ومصيره في مهب الريح…
أخفقت المعارضة لنظام صدام في تحرّي الطرق المثلى لإطاحته، لقد أوقعها ذلك المأرب الشديد الإلحاح للتخلص من الطاغية بأيّ ثمن وبأيّ طريقة إلى الوقوع في أفخاخ ما هو أدهى وأمرّ من صدام، لقد هربت قوى المعارضة من رمضاء صدام، لتقع في نار أميركا، درس وعبرة لمن يعتبر، بأنّ أمننا القومي وسؤددنا وخلاصنا لا يضمنه إلّا نحن، وأنّ الترياق الحقيقي لمشاكلنا الداخلية، ومعضلة الإرهاب والفساد اللواتي أصبحن من ضمن صميم الأمن القومي، ينبثق من جهدنا وعملنا وتوخّينا التوحّد والتكاتف سواء على مستوى الشعب الواحد، او شعوب المنطقة مجتمعة، وانّ الديدن دائماً هو المقاومة بلا هوادة، سواء أكان العدو هو الطغيان الداخلي او العدو الخارجي، وعلينا ان نحافظ على البصيرة الثاقبة التي تدرك من هم الأعداء، وحجم كلّ عدو، والخطر الماحق المترتب على وجوده،
فـ بالتجربة وبالحسّ المباشر تعلّمنا خلال العقدين او الثلاثة عقود الفائتة انّ الفساد والإرهاب لا يقلّ ضراوة وخطورةً عن الطغيان الداخلي او العدو الخارجي، ولدينا في العراق ولبنان المثال الصارخ الذي يعزز هذا المفهوم.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى