الوطن

مجلس الوزراء بعد بلبلة الساعة:العودة إلى التوقيت الصيفي ليل الأربعاء ـ الخميس

بعد البلبلة التي أحدثها قرار تأجيل التوقيت الصيفي إلى 21 نيسان المقبل، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد جلسة مجلس الوزراء أمس في السرايا، العودة إلى التوقيف الصيفي بدءاً من منتصف ليل الأربعاء الخميس المقبلين ويبقى القرار رقم 5 تاريخ 20- 8 – 1998 باعتماد توقيت صيفي وشتوي من دون أيّ تعديل في الوقت الحاضر.
وأكّد أنّه لم يكن يوماً من هواة التحدّي والمناكفة والتعدّي على مقامات ومرجعيّات دينية أو زمنيّة والتطاول عليها، مضيفاً «منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون وأنا أجاهد مع الوزراء والجيش والقوى الأمنيّة للحفاظ على هيكل الدولة الذي إذا ما انهار يصعب إعادة تكوينه».
وتابع «لم أكن يوماً إلاّ صاحب رغبة وإرادة في الحفاظ على البلاد ومحاولة إخراجها من العتمة والعوَز والعزلة، للأسباب الآنفة كان قراري بالدعوة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء في الفترة الزمنيّة الماضية وكلّ القرارات التي اتُخذت جاءت بدورها لتأمين سير المرافق العامّة وللتخفيف عن الناس قدر الإمكان».
وأشار إلى أنّ قراره باستمرار العمل بالتوقيت الشتوي حتى نهاية شهر رمضان، تشاور بشأنه مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وسبقته اجتماعات كثيفة على مدى أشهر بمشاركة وزراء ومعنيين، موضحاً أنّ «الهدف منه كان إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن، من دون أن يُسبِّب ذلك أيّ ضرر لأيّ مكوّن لبناني آخر علماً بأنّ هذا القرار اتُّخذ مراراً في السابق».
ودعا «الجميع إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد وتأليف حكومة جديدة من دون إبطاء»، لافتاً «إنّ كرة النار أصبحت جمرة حارقة، فإمّا نتحملها جميعاً وإمّا نتوقف عن رمي التهم والألفاظ المشينة بحق بعضنا بعضاً».
وختم «ليتحمّل الجميع مسؤولياتهم في الخروج مما يُعانيه اللبنانيون، فالمسؤوليّة مشتركة ولا يُمكن ومن غير العدل أن تُلقى على عاتق شخص أو مؤسّسة ويقف الآخرون متفرّجين أو مزايدين».
وأبدى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، خلال اتصال هاتفي أجراه مع ميقاتي «ارتياحه للقرار الذي صدر عن جلسة مجلس الوزراء في شأن العودة إلى التوقيت الصيفي»، معتبراً أنّ «لبنان يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة إلى المزيد من القرارات الحكيمة التي توحِّد اللبنانيين وتُبعد كلّ أشكال الانقسام بينهم».
وشدّدا على «ضرورة تجاوز أيّ اختلاف في وجهات النظر بروح وطنيّة جامعة، بعيدا من كلّ معيار طائفي أو فئوي» وجدّدا تأكيد «عدم إعطاء موضوع التوقيت الصيفي أيّ بُعد طائفي أو فئوي».
كما توافقا على أنّ «المدخل الأساسي لانتظام عمل المؤسّسات الدستوريّة هو انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة» ودعَوا «كلّ القوى المعنيّة بهذا الاستحقاق إلى مضاعفة جهودها لإتمامه في أسرع ما يُمكن».
واجتمع ميقاتي مع السفيرة الفرنسيّة في لبنان آن غريو التي أعلنت أنّه جرى البحث «في الأوضاع الراهنة في البلد مع الرئيس ميقاتي مثلما نقوم به بانتظام مع رئيس المجلس النيابي ومع كلّ الأطراف السياسية. واتفقنا، أنّ هناك حاجة ملحّة للحوار ولحسن سير المؤسّسات ولانتحاب رئيسٍ للجمهوريّة ولتشكيل حكومة جديدة».
واعتبرت أنّ «تدهور الأوضاع المعيشيّة للبنانيين، تدعونا لأن نكون قادرين على الاستجابة لكلّ احتياجاتهم، واتفقنا على أنّ الأحوال باتت طارئة وملحّة ويجب استعادة زمام المبادرة على أسُس تستند إلى الحوار البنّاء».
إلى ذلك، اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، أنّه «لا ينبغي لقضيّة الساعة أن تظلّ قضيّة الساعة. إنها غمامة صيف وقد انجلت، وهي تدفعنا إلى البقاء حريصين على الوحدة الوطنيّة وملتزمين بالعيش الواحد الذي يُحتِّم علينا الاحتكام إلى ما يجمع ونبذ كل ما يُفرِّق».
أضاف في بيان «وسواء أَفُهِم القرار بشأنها على حقيقته الطبيعيّة أم لا، فإنّ الغبار الذي أثاره لم يحجب الرؤية الصواب التي تدلّنا جميعاً على أنّه ليس لأحد منّا سوى الآخر. فلنتحدّ كلّنا ولنعرف أنّ عقارب الساعة الطائفيّة سامّة قاتلة، وقى الله لبنان من شرّها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى