تعزّز نظريّة «بيت العنكبوت» في الوعي «(الإسرائيلي»
} شوقي عواضة
«إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت»، هي العبارة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله عام 2000 في مدينة بنت جبيل لا تزال تتردّد أصداؤها داخل الكيان الصّهيوني حتى اليوم لتتحوّل إلى هاجس اجتاح الوعي (الإسرائيلي) وقادته السّياسيّين والعسكريّين وتحوّل إلى حقيقةٍ راسخةٍ لدى مجتمع الكيان بأسره.
تلك الحقيقة التي تتأكّد يوماً بعد يومٍ من خلال تراكمات عمليّات المقاومة في فلسطين ولبنان التي أكّدت وهن العدوّ وهشاشة مؤسّساته وبنيته المتكاملة وهي حقيقةٌ تاريخيّةٌ أكّدها العديد من المسؤولين الصّهاينة وفي مقدّمتهم رئيس جهاز (الموساد) السابق تمير باردو الذي قال (إذا كان نصر الله قد أطلق معادلة بيت العنكبوت فهو انطلق من خلال ما حدث من خراب في الهيكل الثّاني وهو في الواقع أنّنا أسهمنا مساهمةً حاسمةً في تفكّك المملكة اليهوديّة).
عبارة السّيد نصر الله التي تحوّلت إلى معادلةٍ يبني عليها العدوّ قبل الصّديق استراتجيّته ويستشرف صورة ما ينتظر الكيان الصّهيوني المؤقّت في معادلةٍ استدعت العديد من مراكز الدّراسات والأبحاث وكبار باحثيها إلى تحليل عبارة السّيد نصر الله التي رسخت في الوعي الصّهيوني حتمية زواله، وفي هذا الصّدد كتبت الباحثة الأولى في معهد دراسات (الأمن القومي الإسرائيلي) أورنا مزراحي وهي ابنة (المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة) حيث خدمت 26 عاماً في (الجيش الإسرائيلي) و 12 عاماً في الأمن القومي مجلس (NSC) في مكتب رئيس الوزراء (عملت تحت 8 رؤساء مجلس الأمن القومي). في منصبها الأخير كنائبة مستشار الأمن القومي للسّياسة الخارجيّة وقادت التّخطيط الاستراتيجي للسّياسة الإقليميّة والدّولية نيابة عن (مجلس الأمن القومي لرئيس الوزراء ومجلس الوزراء الإسرائيليّ)، وكانت مسؤولةً عن إعداد الأوراق الخاصّة بالسّياسة الخارجيّة ولقاءات رئيس الوزراء مع القادة على الساحة الدولية، بالإضافة إلى يورام شفايتسر الخبير في الإرهاب الدولي ورئيس برنامج INSS حول الإرهاب والصّراع وباحث إيضاً في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) وصاحب مسيرة كبيرة مهنية في مجتمع (المخابرات الإسرائيلي) والعالم الأكاديمي.
كتب شفايستر ومرزاحي تحت عنوان تعزّز نظرية بيت العنكبوت ما الآتي:
عزّزت الأزمة الدّاخلية (الإسرائيليّة) المتنامية اعتقاد نصر الله أنّ ما يسمّيه (الكيان الصّهيوني) يقترب من نهايته، وعزّز ثقته في أنّ حزب الله سيكون قادراً على تحدّيه. قد يشجع هذا المنظمة على استفزاز (الجيش الإسرائيلي) على طول الحدود الشّماليّة أو حتى داخل (إسرائيل) وفقاً للكاتبين اللذينِ أضافا أنّ الأزمة الدّاخلية والاحتجاجات الواسعة في (إسرائيل) إلى جانب تصاعد (الإرهاب) الفلسطيني، تعزز تصوّر نصر الله أنّ الضّعف الداخلي لـ «إسرائيل» ساحقٌ، ويقنعه بقدرة حزب الله على ردع ومواجهة «إسرائيل» في حال حدوث صراعٍ عسكريٍّ. مستشهداً باستعارته السابقة لشبكة العنكبوت في ما يتعلّق بالمجتمع (الإسرائيلي) ليعلن أنّ (إسرائيل) على شفا حربٍ أهليّةٍ وأنّ الدولة تقترب من نهايتها. ويبدو أنّ نصر الله غير مهتمٍّ في هذه المرحلة بنزاعٍ عسكريٍّ شاملّ مع (إسرائيل)، على الرغم من أنّه من المحتمل أنّه سيحاول استفزازها على طول الحدود أو بالهجمات من الدّاخل بالتعاون مع الفلسطينيين، وإثارة شرارة التّصعيد والاحتكاك العسكريّ. في ظلّ تنامي الأزمة الدّاخلية التي عمّقت الانقسامات في المجتمع (الإسرائيلي)، مع تداعياتٍ اقتصاديّةٍ وسياسيّةٍ خطيرةٍ، إلى جانب تصاعد نطاق العمليّات الفدائيّة في الداخل وبروز الخلافات الدّاخلية حول كيفية حدوث ذلك. للتعامل معها…
كلّ ذلك يراه حزب الله بأنّه علامات واضحة على ضعف (إسرائيل) المتزايد كما يرى السيد نصر الله وبالتالي فإنّ «إسرائيل» على شفا الانهيار الدّاخلي ومستوطنيها محاصرون بمخاوفَ وجوديّةٍ، لأنّهم لا يثقون في الجيش أو القيادة السّياسيّة أو النظام القضائيّ، وهناك بوادر «هروب» وهجرة.
تلك هي المعادلة التي تزداد رسوخاً يوماً بعد يومٍ في عقول مسؤولي الكيان وقياداته والمستوطنين الذين باتوا يزدادون بها قناعة نتيجة المصداقية التي يمتلكها السّيد نصر الله من خلال ما قدّمه عبر سنوات طوال من المواجهة مع العدو…