أولى

أسباب التصعيد «الإسرائيلي» في سورية

– تبدو الحركة العسكرية “الإسرائيلية” في الاعتداءات المتلاحقة على سورية غير مسبوقة، سواء تلاحقها زمنياً، أو لجهة الأهداف البشرية التي تطالها وترتب مخاطر تصعيد، ويبدو قادة الكيان وقد اتخذوا قراراً بالتصعيد، فما هي الأسباب والعناصر المحيطة بهذا التصعيد؟
– الواضح انّ معادلة الردّ الذي كانت تعتمده قوى المقاومة على الغارات “الإسرائيلية” باستهداف القواعد الأميركية قد أنتج من جهة قلقاً أميركياً فتح باب النقاش الداخلي كما عبّر عنه الكونغرس حول جدوى البقاء في سورية، ومن جهة مقابلة أغرى “الإسرائيليين” بالضغط على الأميركيين عبر استعمال تصعيد الغارات لاستجلاب المزيد من الهجمات على القواعد الأميركية للضغط على الأميركيين، سواء في الأزمة القائمة بين واشنطن وتل أبيب لمقايضة ورقة التهدئة بثمن سياسي، وإجبار الأميركيين على التورّط في أيّ مواجهة تنشأ عن التصعيد وتقطع عليهم طريق الانسحاب.
– تشهد سورية حركة متسارعة من الجوار الإقليمي ليست في صالح الكيان، لأنّ الانفتاح العربي الذي يتسارع وصولاً إلى دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية في الرياض، وما حوله من تواصل مستمر في حلقات الانفتاح العربي على سورية، يزعج قادة الكيان ويمهّد لمرحلة تصبح الوجهة العربية فيها نحو دمشق بعد أن كانت نحو تل أبيب.
– في ظلّ عدم الانصياع التركي والسعودي للطلبات الأميركية تجميد التوجه نحو دمشق، ووضوح اتجاه أنقرة والرياض نحو موقف مختلف عن واشنطن في حرب أوكرانيا والعلاقة بروسيا والصين، يحاول قادة الكيان تقديم أوراق اعتمادهم كقوّة وحيدة يمكن الاعتماد عليها، أملاً بأن يسهم ذلك في تخفيض سقف الخلاف حول الشؤون الإسرائيلية الداخلية.
– تحديان يواجهان التصعيد “الإسرائيلي”، الأول هو ما تحمله الإعلانات الإيرانية عن سقوط شهداء من الحرس الثوري والتعهّد بالردّ، وإعلان استشهاد الدبلوماسيين الإيرانيين الذين فقدوا في بيروت عام 1982، واعتبارهم شهداء القدس، والثاني إدراك واشنطن أنّ خطر التورّط بانفجار كبير في المنطقة يأتي من وجود حكومة بلا ضوابط وسقوف في الكيان، مقابل وضع أصبح فيه الاستحواذ على قرار الكيان حاجة أميركية مع خسارة الكثير من الحلفاء، والاستحواذ هنا يعني إزاحة حكومة نتنياهو لصالح قيادة منسجمة مع الحسابات الأميركية.
– هل نقف على عتبة جولة مواجهة تنتهي بردع تقوم به قوى محور المقاومة بوجه الكيان من جهة، ومن جهة مقابلة، لا تعتبر واشنطن أنها طرف خاسر فيها، فتعيد ترتيب الوضع “الإسرائيلي” الداخلي بفعلها؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى