إقفال بعض سفارات لبنان…
} عمر عبد القادر غندور*
في شباط من العام الماضي قرّرت وزارة الخارجية والمغتربين تعليق العمل في سفارة لبنان في أوكرانيا، وأرسلت موفداً الى كييف وأنهى عقد إيجار مبنى السفارة في كييف وسدّد قيمة المتوجبات من رواتب وتعويضات العاملين فيها بعد اكتشاف فضيحة مالية بمئات آلاف الدولارات، وأعطت وزارة الخارجية والمغتربين الأذونات اللازمة لملاحقة المتورّطين .
وللمعلومات، يبلغ عدد البعثات الديبلوماسية اللبنانية في العالم 89 موزعة بين 74 سفارة و15 قنصلية وظيفتها نسج علاقات سياسية وتجارية بين لبنان ودول العالم، وإبقاء لبنان ضمن الخارطة الدولية، بالإضافة الى تأمين الخدمات اللازمة لحاجة الانتشار لثمانية ملايين لبناني.
هذا في الخارج، أما في لبنان فالحالة مبكية وتدعو الى اليأس لولا بقية من رجاء وأمل بقدرة الله تعالى الى إحداث ما لم يكن في الحسبان.
وعلى أرض الواقع، تراجع البنك المركزي في لبنان عن تأمين العملة الصعبة في معرض خطة إعادة الهيكلية الى جانب الانهيار المالي، حيث وضعت على الطاولة خطة لاختصار المصاريف والنفقات بالعملة الصعبة، ومن حق وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب أن يضع خطة تقشفية لخفض 50% من موازنة وزارة الخارجية الخاصة بالبعثات الديبلوماسية الباهظة التكاليف من إيجارات المقرات ومنازل السفراء والقناصل والنفقات التشغيلية ورواتب الديبلوماسيين المحليين في بلد هو في عداد الدول المفلسة، وربما في أولهم، ومع ذلك تحتاج خطة وزير الخارجية الى تفاهم سياسي بين المتناحرين قبل عرضها على مجلس الوزراء، علما انّ ما تملكه ميزانية وزارة الخارجية حالياً لا يكاد يكفي للنفقات التشغيلية مثل فواتير الكهرباء والقرطاسية!
ومن الإجراءات التي اضطرت وزارة الخارجية الى اعتمادها تماشياً مع مبدأ تقليل النفقات في العملة الصعبة، طلبت من الهيئات في الخارج الاختصار في الاحتفالات الخاصة بعيد الاستقلال وغيرها من المناسبات المستحدَثة وطلبت من السفراء الاستعانة باللبنانيين الميسورين لتغطية هذه النفقات…
ولا نزايد على إجراءات وزير الخارجية والمغتربين، في ضوء العجز الحاصل، وحتى لو كلف بعض سفاراتنا بأعمال السفارات المقفلة في بلدان القارة الواحدة…
وليس عيباً إقفال بعض السفارات، بل العيب أن نعمل بالمثل الشعبي القائل «منتديّن لنتزيّن»…!
* رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي