أخيرة

نافذة ضوء

من سارَ في النـورِ تستعلي بهِ القِنَنُ

 

‭}‬ يوسف المسمار*

دينان في الخَلـقِ: إيمـانٌ بعقلنةٍ
ودينُ من زاغَ بالبطلان يفتتنُ
فعابـدُ الحقِّ بالتكليـفِ مُخْـتَـبَـرٌ
وناكرُ الحقِّ بالأرزاقِ مُمتحَنُ
واللهُ خيرٌ وكُـلُّ الخيـرِ مطلقه
لا يعشقُ الخيرَ إلا العاقلُ الفَطِنُ
فالـدينُ بالخيـرِ خَيـرٌ طيبهُ عَبقٌ
والـدينُ بالشــرِّ شَــرٌ ريحهُ نَتنُ
لا يَصَلُحُ الدينُ للانسانِ مُتَّـجـهاً
إنْ شابهُ الوهمُ والأهـواءُ والدَدَنُ
بل يَصْلحُ الدينُ إنْ كانتْ حقيقـتُهُ
تستنهضُ الناسَ للأسمى وتَحْتَضِنُ
قـدْ شـاءنا اللهُ خيـراً منْ ملائكـةٍ
بالروحِ والنفسِ والعـرفانِ نـُؤتـَمَنُ
الأرضُ في الـدينِ آياتٌ بهـا عِـبَـرٌ
والدينُ في الأرضِ سرَّ الغَيْبِ يَختزنُ
في الـدينِ والأرضِ للإنسانِ مكرمةٌ
إنْ فـازَ فيهـا تلاقى الغَـيْـبُ والعَلنُ
لكنَّ من ضلَّ بالأوهـامِ وانتصرتْ
فـيـه الأباطيـلُ بالخسرانِ يَـنهـدنُ
ما سـخـَّرَ اللهُ للإنسانِ في عَـبَـثٍ
هذا الوجودَ الذي حارتْ بهِ الفِطَنُ
فليفقه الناسُ بالألبابِ ما اختلفتْ
فـيـهِ الأحاديـثُ والآراءُ والسِنَـنُ
الـديـنُ للهِ مـبــداهُ وجـوهَــرُهُ
لا يَـنكـرُ الحَـقَّ إلا فاجـرٌ ضَغـِنُ
أسمى العباداتِ حمـدُ اللهِ صادقـةً
بالشكـرِ للهِ حتى يَعْـظُـمَ الثَمَـنُ
فنفهم الـدينَ للتحسيـنِ مُنطَـلَـقـاً
قـد شَـوَّهَ الدينَ تأويلُ الألى لُعـِنوا
لا يُهْمَلُ العيش في الدنيـا بآخـرةٍ
أو يُهْمَلُ السعيُ للأخرى ويفْتـتنُ
للأرضِ حـقٌ علينا أن نـُعـمّـِرَها
من خابَ في الأرض لا عِزٌ ولا عَدَنُ
دربُ السماوات تبقى الأرضُ مبدؤها
إن سـاءتِ الأرضُ سادَ الويلُ والدُجَنُ
للناسِ في الأرض شاءَ اللهُ زينـتَهـمْ
إنْ أحسنوا الصُنعَ فيها تحسنُ الزِيَنُ
لكـنَّ بالقُبحِ فِعْـلُ السـوءِ مُـتّصفٌ
لا يَـصنعُ السوءَ مَن بالعـدلِ يَـتَـزِنُ
بل يَصْنعُ السـوءَ إنسـانٌ به انْعَدَمتْ
كـلُّ الكراماتِ واستشرتْ بهِ الفِتَنُ
فانـقـادَ بالفُسْـقِ والفَحْشاءِ مُغـتبطاً
في ظلمةِ الكونِ قدْ أودى بهِ الوَسَنُ
ما أنـزلَ اللهُ ما يُـعـمي بصائـرَنا
بل أنـزلَ اللهُ أنـواراً لمَـنْ ذُهُـنـوا
فاسْتلهِموا النـورَ يا أشراف أمتـنـا
من سارَ في النـورِ تستعلي بهِ القِنَنُ
في عتمةِ الجهـلِ والتجهيلِ خيـبتُـنا
ما كانَ بالجَهْـلِ إلا القُـبْحُ والعَفَـنُ
فإنْ بـقـيـنا بأمـرِ الغـيـبِ في جَـدَلٍ
حـقٌ عـلينا يكـونُ الـويـلُ واللعَـن
في عالـمِ الأرضِ للإنسانِ مُـتَّـسَعٌ
والسعيُ في النورِ لا في العتمِ يُـؤتمنُ
لا نَطْـردُ العتمَ والمجهـولَ نكشفُـهُ
إنْ ساد فينا الغـوى واختلـتِ السُفُـنُ
وأفسدَ الوهمُ صفـوَ العيشِ وانفجرتْ
فـيـنا الأباطيـلُ والعاهـاتُ والفِـتَـنُ
هـيهاتِ هـيهاتِ غيـر الوعي يُنقـذنا
من ظلمةِ الجهلِ حيثُ استفحلَ العَطَنُ
فالـدينُ بالعـقـلِ للأحـرار مُـنْـطَلَـقٌ
إنْ أُنكـرَ العقـل فهـو القبـرُ والكَفَـنُ
قـدْ أودعَ اللهُ فـيـنا خَـيْـرَ مُـوهـبـةٍ
عـقـلاً يشِّعُ بما في الـروحِ يُخْتَـزَنُ
وقـيْـمَـة ُ العـقـلِ تـبـقى في تألُّـقــهِ
لـولاهُ مـا كـانَ تـمـديـنٌ ولا مُـدُنُ
ولا الحضاراتُ قامـتْ في تـنافـسهـا
تَسْتَعْمِرُ الأرضَ حتى اسْتُطيبَ السَكَنُ

*شاعر قومي مقيم في البرازيل.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى