لماذا اختارت أميركا جنوب اليمن مسرحاً لمؤامراتها؟!

علي القحوم

ليس خفيّاً على أحد ما تقوم به أميركا في اليمن فهي، منذ سنوات عديدة، تعمل على إخضاع البلد تحت الوصاية والهيمنة فاليمن لديها موقع استراتيجي مهمّ ويعتبر ركيزة للجزيرة العربية وبوابة مفتوحة لقارات متعددة. وكذلك ما يحمله اليمن في باطنه من ثروات، فأميركا تتحرك تحت ذرائع تصنعها هي في الاصل. نتابع هذه الأيام كيف أصبحت المؤسسة العسكرية عرضة للقتل والتنكيل، وهذه تعود إلى أسباب متعددة منها أنّ ثمة نافذين في المؤسسة العسكرية مثل المجرم علي محسن الأحمر متورّطون في ما يحصل اليوم لأبناء الجيش والأمن، وهم شركاء الاستعمار في إضعاف المؤسسة العسكرية وتمكين الاستخبارات الأميركية وأياديها القذرة المتمثلة في العناصر التكفيرية و»القاعدية» المنبثقة من مدرسة الماسونية اليهودية التي تسعى إلى ضرب الأمة بعضها ببعض وتحويل بصلة العداء إلى الداخل بدلاً من توجيهه إلى العدو الحقيقي للأمة الإسلامية. في المقابل، بعدما أدركوا أنه لا يوجد لديهم موطئ قدم في الشمال، ولن يستطيعوا أن يجدوه لأنّ أبناء المحافظات الشمالية باتوا يحملون الوعي الكافي لمواجهة أساليب الاستعمار كلها وقطع دابر الفتنة وقطع أيادي المخبرين والمنفذين لمشاريع أميركا، لم يجدوا إلاّ الجنوب اليمني مسرحا لمؤامراتهم ومكنوا هذه العناصر الاستخبارتية من المحافظات الجنوبية، مع تسهيل واضح من قبل النافذين في المؤسسة العسكرية ومن الحكومة نفسها التي باتت تبيع وتشتري في هذا الوطن مقابل بقائها واستمراريتها، وإشغال أبناء الشعب اليمني عن الاستمرار في المطالبة بإسقاطها. وبعد أن تستحكم تلك العناصر الاستخباراتية المسماة «القاعدة» قبضتها في بعض المحافظات الجنوبية لا سيما الغنية بالثروات مثل حضرموت وعدن وغيرها، ويستمر المسلسل في استهداف أبناء المؤسسة العسكرية الذين باتوا ضحية لمؤامرة كبيرة تحاك على مؤسسة الجيش والأمن، لتسنح الفرصة لأميركا بان تتدخل مباشرة وتخوض حرباً وهمية مثلما فعلت في أفغانستان وتسيطر على المحافظات الجنوبية وتبني القواعد العسكرية، فسنرى للتو انكماشاً لهذه العناصر الاستخباراية مثلما حصل قبل عامين في أبين عندما بدأت أميركا تنفيذ الخطة والتحرك لبسط السيطرة.. وتصاعد ضجيج إعلامي وحديث واسع وتهويل، لكن أتى حدث آخر مخطط له وأجّله إلى وقت غير مسمى وزار السفير الأميركي جيرالد فايرستاين آنذاك أبين في تلك الظروف وأوعز بطريقتهم الخبيثة إلى تلك العناصر بالتوجه إلى سورية. انكمشت تلك العناصر وتوجهت إلى سورية وتولى نقلها المجرم علي محسن الأحمر بالتنسيق مع الدول الخليجية التي تآمرت على سورية وحصل ما حصل واليوم، بعد فشل المشروع التكفيري الأميركيك في سورية استجد أمراً خطيراً وهو إعلان العناصر الإجرامية والاستخباراية المسماة «القاعدة» انتقالها إلى اليمن. علي محسن هو من سيتولى ذلك بالتأكيد لإذ يمثل الأب الروحي لتلك العناصر الإجرامية، وبدأت الوكالات العالمية تتحدث عن ذلك فانتقل بعضهم الى اليمن وبين هذا وذاك، اتبع هذا الإعلان قرار مجلس الأمن الدولي بإدخال اليمن تحت البند السابع لتكتمل خطوات الهيمنة والاستعمار. وهنا، أمام هذه المعطيات، أعتقد أن عملية استهداف مؤسسة الجيش والأمن ستستمر حتى تترسخ لدى أبناء الشعب اليمني ضرورة تدخل أميركا لإنقاذ البلد من العناصر الإجرامية ويصبح أبناء الجنوب مرحبين بالمحتل، لكن بطريقة المخلص والمنقذ، وهذا من الخبث اليهودي.

علينا جميعا أن ندرك الخطر القادم من دول الاستكبار العالمي وان نتحرك بوعي وبصيرة في إفشال هذه المخططات الشيطانية… وان لا نترك أي فرصة للمحتل بان ينفذ ما يريد لان الشعب هو من سيذوق مرارة الاستعمار… فما حصل في العراق وأفغانستان وفلسطين وسوريا خير دليل على إجرام أميركا وكذبها واحتلالها للشعوب… فالاستعمار مرفوض تحت أي عنوان… فلا بد من تحرك شعبي جاد يتأتى من حراك ثوري كبير نستمد قوتنا وبصيرتنا ووعينا من كتاب الله القرآن الكريم وبهذا سيفشل المشروع وينتصر الشعب اليمني وتتحول اليمن إلى مقبرة الغزاة كما كانت سابقاً…

alialsied gmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى