الـقـدس
} سارة السهيل
نَادَى زمانُكِ فاغفِرِي لزمانِي
يا قدسُ أنتِ النُّورُ في الأكوَانِ
القبَّةُ الخضراءُ تنشُرُ نورَهَا
وعبيرُهَا يسْرِي بكُلِّ مكانِ
يا صخْرَةٌ هَامَ الفؤَادُ بقُدْسِهَا
وبحبِّهَا تجْرِي دِمَا شريَانِي
شوْقِي إليْكِ ترودُهُ إجلالةٌ
محروسةٌ بالذِّكْرِ فِي القُرْآنِ
قَالُوا الكِتَاب فقلتُ: هذَا مدْخَلِي
والشِّعرُ قَالُوا قُلْتُ فِي وجْدَانِي
لكنْ لمَاذَا القَوْلُ يا صُمَّ الدُّعَا
ولمَا إسارُ الشِّعْرِ فِي الميزَانِ
أنَا بنتُ هَذَا الشَّعْب تعصِفُ غضبَتِي
وتبِيدُ نَارِي ثائِر البُرْكَانِ
صَعَدَ النِّدَاءُ إلَى السَّمَاءِ ولا أَرَى
شمْساً تُضِيءُ ولا هَوَى لِطِعَانِ
واستنْفَرَ القلب الكَسِير أُولِي النُّهَى
وا ضيْعَتَا للحزمِ والإمْكَانِ
مَا مِنْ مُجِيبٍ فِي صَحَارى ضيْعَتِي
(يَا لوْعَتِي) يا خالِقَ الأحْزَانِ
يَا ثَوْرَةَ النَّفْسِ الأبيَّةِ حلِّقِي
يَا غضْبَةَ القلْبِ الجَسُورِ تَفَانِي
ضَاعَ الكِتَابُ وقَدْ تَمَادَى بَاطِلٌ
وشُهُورُهُ تمْضِي بغَيْرِ تَوَانِي
عَامٌ خَلا عَامٌ تهوَّدَ قُدْسُنَا
والموْجُ يجْرِفُ ثابتَ الشُّطْآنِ
بِتْنَا حَيَارَى فِي ديَاجي هادرٍ
وسفينُنَا خالٍ مِنَ الرُّبَّانِ
يا أيُّهَا الشعبُ المضيِّعُ قدْرَهُ
مَاذَا صنعْتَ لشارِدِ القُطْعَانِ؟
مَاذَا ترجّي منْ تماثيلٍ بِلا
مجْدٍ ولا شرفٍ ولا عِرْفَانِ؟
فِي جُذْوَةِ القلبِ العَصِيِّ إرادةٌ
للقُدْسِ تهْفُو والضميرُ يُعَانِي
تُزْجَى إليْكَ الرُّوحُ وهِىَ مَشُوقَةٌ
تَسْقِي ثَرَاكَ بِعِزَّةِ الإيمَانِ
والقوْمُ بينَ مُطَبِّعٍ ومُضَيِّعٍ
لا فكرَ يهديهِمْ ولا عيْنَانِ
يا قبْضَةَ اللهِ المُضِيئَةَ حطِّمِي
كيْدَ الطُّغَاةِ وجَدِّدِي عُنْوَانِي
أَنَا بنْتُ يعرُبَ لا أساوِمَ نِحْلَتِي
العشقُ للعَلْيَاءِ سِرُّ كِيَانِي
دَارِي ونَارِي لا يُطَاقُ لهيبُهَا
الفِعْلُ قَوْلِي والحُسَامُ لِسَانِي