عيد شهداء الصحافة والعثماني الجديد ـ حرب الأنفاق ـ الجميّل ممنوع من الترشيح
ناصر قنديل
ـ يحلّ عيد الشهداء اليوم، وهو اليوم الذي يجسّد بطولات المقاومة اللبنانية والسورية والفلسطينية للاحتلال العثماني، وفي الطليعة أصحاب القلم والفكر ورجال الصحافة الذين أثبتوا بدمائهم حقيقة المقاومة كإرادة لحرية شعب واستقلال وطن ومصير أمة، كما أكدوا حقيقة الوحدة التي تجمع مصير بلدان المشرق، فأعدم في هذا اليوم في بيروت ودمشق في توقيت واحد 21 شهيداً يتوزّعون الولادة بين بيروت ودمشق وحمص والدامور ويافا والقدس وصيدا، وتقدم القافلة الصحافيون بلا تمييز على أساس الدين أو مكان الولادة، ويحيي اللبنانيون اليوم العيد كعيد لشهداء الصحافة اللبنانية.
ـ العيد في سورية لا يزال عيد الشهداء وعيد شهداء الصحافة في آن واحد، بصفته عيداً وطنياً رسمياً، بينما في لبنان هو فقط يوم للصحافة وشهدائها، عساه يعود كذلك كما كان إنصافاً للدماء التي عبّدت طريق المقاومة والاستقلال، كي لا تبقى أعياد المقاومة كما الخامس والعشرين من أيار عرضة للاستنساب، فمرة هي عيد وطني ومرة عيد أهلها فقط، والأمر ليس ببعيد عن ذهنية المراضاة والمجاملة على حساب القيم الوطنية، فكي لا يغضب العثماني الجديد نجعل العيد لفئة من اللبنانيين تحييه بكلّ افتخار، لكن بعد أن كان اللبنانيون جميعاً يرونه عيدهم، ولا نعرف إرضاء من كان المقصود يوم ألغيت صفة العيد الوطني عن الخامس والعشرين من أيار.
ـ «البناء» تتقدم من الصحافة والإعلام في لبنان وسورية بتحية العيد، وتتقدم من الشعبين اللبناني والسوري بالمناسبة بأحرّ التحيات وأنبل مشاعر الإكبار للشهداء الذين سقطوا على يد الجدّ العثماني، في زمن يسعى العثماني الجديد لاستعادة عهد الاستعمار بثوب جديد، وتبدي شعوبنا المقاومة نفسها ويستحق شهداء مقاومة اليوم ذات تحية شهداء مقاومة الأمس، وفي المقدمة شهداء الإعلام.
ـ الحرب العالمية الأولى كانت حرب الخنادق، والحرب العالمية الثانية كانت حرب المدن، وحروب فيتنام وكمبوديا وسواها من حروب التحرّر الوطني، كانت حروب العصابات والغوار، والحروب الثورية من نيكارغوا والسلفادور وغيرها كانت حروب الشوارع، وكلها تحوّلت إلى مدارس حربية لها قوانينها ومعادلاتها العسكرية وتكتيكاتها وأسلحتها وتدريباتها وخططها، وفي موعد ليس ببعيد ستولد مدرسة جديدة في الحرب اسمها حرب الأنفاق، من رحم الحرب الدائرة في سورية، وسيكتب الجيش السوري ورجال المقاومة قواعد هذه الحرب الجديدة وفنونها وأسلحتها وتكتيكاتها وعلومها.
ـ الرئيس السابق أمين الجميّل كان سيعلن في مؤتمر صحافي ترشحه للرئاسة، فتدخل الرئيس سعد الحريري وتحوّل المؤتمر إلى إعلان بدء التشاور حول إمكان الترشيح، وهذا يعني أنّ قرار تبني ترشيح سمير جعجع من تيار المستقبل ليس نتيجة للإحراج الناتج من الترشيح، بل من وظيفة يرسمها تيار المستقبل لهذا الترشيح وهي وظيفة لا يريد لها هو ومن وراءه أن تنتهي، فلم يحن أوان إنهائها بعد على رغم ادعاءات تيار المستقبل في حواراته مع التيار الوطني الحر بالإحراج من ترشيح جعجع، ولو كان هذا صحيحاً لكان ترشيح الجميّل فرصة مواتية للحريري لبدء الانسحاب من الالتزام بجعجع مرشحاً وحيداً.