بعد انقطاع دام 11 عاماً… الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية يبحث مع المسؤولين السوريين سبل تعزيز العمل العربي المشترك
دمشق ـ إنعام خرّوبي
في زيارته الأولى لسورية، جال الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمدي أحمد الني، برفقة رئيس الاتحاد العربي للأسر المنتجة محمد عبد الباسط قدح ونائب رئيس الاتحاد العربي للاستثمار والتسويق العقاري بشار سمحة، على عدد من المسؤولين السوريين وعرض معهم سبل التعاون وتوطيد العمل العربي المشترك، لا سيما بعد استعادة سورية مقعدها في جامعة الدول العربية في القمة العربية الأخيرة التي عقدت الشهر الماضي في مدينة جدة السعودية.
وأكد وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، أمام السفير الني، «أهمية العمل الذي يقوم به مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وضرورة الارتقاء بالجهود المبذولة لتعزيز التكاتف بين الدول العربية لمواجهة التحديات القائمة».
واستعرض المقداد والسفير الني عمل المجلس والاتحادات العربية النوعية المتخصصة المرتبطة به، وضرورة تنسيق الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك لما فيه مصلحة الدول العربية.
وشدّد على «أهمية العمل الذي يقوم به المجلس وضرورة الارتقاء بالجهود المبذولة لتعزيز التكاتف بين الدول العربية لمواجهة التحديات القائمة»، مشيراً إلى أنّ «الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سورية تعدّ مخالفة صارخة للقانون الدولي وخلفت مع الحرب الإرهابية آثاراً كارثية على معيشة المواطنين السوريين».ذ
بدوره، لفت السفير الني إلى «أنّ مجلس الوحدة الاقتصادية العربية حرص على أن يكون من أولى المؤسسات العربية التي تزور سورية بعد قمة جدة»، مؤكداً «أنّ وجود سورية الفعّال في جامعة الدول العربية ومنظماتها وأجهزتها المتخصصة يساهم في تعزيز العمل العربي المشترك»، وشدّد على «تعزيز التعاون مع الجهات ذات العلاقة في سورية».
كما زار السفير الني وزير الصناعة السوري الدكتور عبد القادر جوخدار، وأكد «أنّ اللقاء يأتي في إطار تعزيز دور مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في تنمية اقتصادات الدول الأعضاء في المجلس، بالإضافة إلى تنسيق السياسات التجارية والصناعية والزراعية، لا سيما أنّ الأوضاع الاقتصادية التي يمرّ بها العالم ودولنا العربية بشكل خاص تتطلب التركيز على قضايا التنمية المستدامة والفرص العادلة لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها الدول العربية الأعضاء في المجلس».
من جهته، قدّم الوزير جوخدار إحاطة شاملة عن واقع الصناعة السورية والرؤية المستقبلية للنشاط الصناعي في سورية، وأشار إلى «أنّ التوجه في المرحلة الحالية هو التركيز على قطاع الصناعات الزراعية الغذائية للحفاظ على الأمن الغذائي في سورية إضافةً إلى إقامة صناعات استراتيجية».
بدوره، أشار رئيس الاتحاد العربي للاستثمار والتسويق العقاري الدكتور أحمد سودين إلى «أنّ دفع العجلة الإستثمارية في سورية يحتاج إلى خطوات عملية وجهد وتنسيق عميق في ظلّ وجود قوانين تحفز على الإستثمار وتواجد للمدن الصناعية في عدة محافظات على الأرض السورية».
وجرت خلال اللقاء مناقشة التحضيرات لإقامة المؤتمر الاستثماري الذي يعتزم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية عقده خلال الفترة المقبلة في سورية، وتمّ الاتفاق على عقد لقاءات مكثفة بين المعنيين في وزارة الصناعة ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية لوضع خارطة للمشاريع الصناعية ذات الأولوية لفترة إعادة الإعمار لتقديمها خلال المؤتمر.
والتقى الني والوفد المرافق، وزير الزراعة الزراعة السوري محمد حسان قطنا وبحث معه تنسيق السياسية الزراعية بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك.
كما شارك في افتتاح المؤتمر العربي للسكك الحديد الذي ينعقد للمرة الأولى في دمشق بعد انقطاع دام 11 عاماً.
وكان رئيس الاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية محمد عبد الباسط القدح استقبل ممثلين عن عدد من الاتحادات النوعية العربية العاملة تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وذلك في مقر الاتحاد بدمشق.
في بداية اللقاء، توجه القدح «ببالغ الشكر للجمهورية العربية السورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد، لاستضافتها الاتحادات العربية المتخصصة ودعمها المطلق في كافة المجالات»، كما شكر وزارة الخارجية والمغتربين وبقية الوزارات «على جهودها المبذولة والتسهيلات التي تقدّمها بشكل دائم».
ورحب القدح بممثلي الاتحادات العربية، وأعرب عن شكره لتلبيتها دعوته، مؤكداً «أنّ هذا اللقاء فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والتجارب الناجحة ومناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه الاتحادات العربية ولتحقيق التعاون المشترك بينها».
وأكد القدح على أهمية بذل الجهود الممكنة لإنجاح أعمال الدورة الـ 58 للاتحادات العربية النوعية المتخصصة التي ستعقد في سورية من خلال تقديم المقترحات والآراء وعقد اجتماعات لاحقة، بالإضافة إلى ضرورة تحضير ورقة عمل ومناقشتها مع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمدي أحمد الني في زيارته القريبة إلى سورية.
وخلال الاجتماع قدّم ممثلو الاتحادات العربية مجموعة من الاقتراحات والأفكار البناءة لتطوير آليات العمل، بما يحقق المصلحة المشتركة.
وكان الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمدي أحمد الني وصل إلى دمشق صباح أمس، حيث كان في استقباله معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رانيا أحمد ورئيس الاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية محمد القدح، ومعروف بابللي نائب رئيس الاتحاد وحسن بادنجكي رئيس المكتب الإقليمي للاتحاد.
ومن المقرّر أن يلتقي الني اليوم الأربعاء كلاً من وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل لؤي المنجد، على أن يترأس مساءً اجتماع الاتحادات العربية النوعية المتخصّصة في مقر الاتحاد العربي للأسر المنتجة.
وتهدف زيارة الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية للبحث في تعزيز دور مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في تنمية اقتصاديات الدول الأعضاء في المجلس، وتفعيل دور الأجهزة التي تعمل في نطاق المجلس، كذلك بحث آليات تنسيق السياسات التجارية والصناعية والزراعية والعمل والضمان الاجتماعي، وقضايا التنمية المستدامة والأمن الغذائي للدول العربية الأعضاء في المجلس من خلال اتفاقية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية.