أخيرة

دبوس

تعويضات…

الغرب القاتل ينشط بدأب ويجمع 60 دولة لاستخلاص المال بأرقام فلكية لتعويض أوكرانيا وإعادة إعمار ما أحدثته الحرب، من ضمن الأموال التي ستصبّ في مصلحة هذا المشروع، أموال روسيا المسروقة من قبل الغرب، والتي كانت مودعةً في مؤسسات أوروبا وأميركا المالية، وأموال استثمارات أخرى بمئات البلايين من الدولارات، قرّر الغرب المارق الاستيلاء عليها، واستيداعها في صندوق اعادة إعمار أوكرانيا…
لم نسمع بأيّ شيء كهذا لتعويض العراق على الدمار الذي أحدثه الغزو الأميركي الأنغلوساكسوني له، ولم يتصل إلى معرفتنا أيّ خبر عن أيّ تعويض للمليون ونصف مليون عراقي استشهدوا كنتيجة لهذا العدوان! لم نسمع أيّ تعويض عن غزو أفغانستان، وقتل مليون أفغاني، ولا أيّ تعويض عن 6 ملايين فييتنامي قتلتهم ماكينة القتل الأميركية، ولا عن مليون ونصف مليون جزائري فتكت بهم الفاشية الفرنسية، ولا عن مئات آلاف السوريين، والدمار الذي أصاب سورية، ولم نسمع عن أيّ تعويض لقرن من العذاب والتشتت والقتل وسرقة الأرض للفلسطينيين، ولا قرش واحد لمئات آلاف اليمنيين، قتلوا في الحرب العدوانية الأميركية عليهم…!
حقيقة لا تقبل الجدل، يجب ان ندركها ولا تغيب عن بالنا ونحن بإزاء تحوّلات كبرى في هذا العالم، تعويضات الحرب والحصار ومرحلة الاستعمار ترتبط ارتباطاً عضوياً بالقوة، لو انّ مظلوميتك وحقك في التعويض أوضح من الشمس في رابعة النهار، ولكنك لا تمتلك القوة التي تجبر العدو على الامتثال للعدالة، ودفع ما عليه من التعويضات لما اقترفت يداه، فلن تحصل على سنت واحد، ولو كان حقك فيه التباس، ويستدعي الكثير من الجهد لإثباته، ولكنك تمتلك القوة للاستحصال على ما تظنّ أنه حقك، فستحصل عليه بمجرد التلويح باستخدام القوة، هذا هو العالم الذي نعيش فيه…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى