أخيرة

دبوس

إدلب، عود على بدء

يبدو انّ ساعة الحقيقة الصارمة قد أزفت بالنسبة لهيئة تحرير الشام ـ النصرة الإرهابية سابقاً ـ وقائدها، أبو محمد الجولاني، الذي خرج علينا البارحة وهو يتوعّد حلب، قائلاً لمؤازريه، بأنه يراها كما يراهم أمامه تحت وطأته، لهذه الدرجة وصلت به أحلام يقظته، لعلنا وصلنا الى نهاية «إسلام» أميركا الإرهابي في سورية، وإلى نهاية المطاف بالنسبة لهؤلاء المرتزقة الضالين…
ولعلّ من نافلة القول ان نلفت الانتباه الى توخي الحذر في التعامل مع جموع هؤلاء المحتشدين في إدلب، بعد دحرهم من أماكن مختلفة من سورية، فالموقف يستدعي الكثير من الحكمة والتروّي في التعاطي معهم، أرى ان يُصار الى خلق حالة من تناقض المصلحة بين الجسم الكلّي لهذه الجماعات، وأغلبهم من المقاتلين المضللين، وبين قياداتهم التي تحشو جيوبها بالمال والمصالح الشخصية، وذلك من خلال ما أدعوه بتكتيك الخميني العظيم، حينما احتضن الجلّ الأعظم من عناصر الجيش، ذوي الرتب المنخفضة، ودفع بعيداً بالقيادات التي تربطها المصلحة العضوية بنظام الشاه، فخلق حالة من التمفصل بين شرائح الجيش وقياداته، مما أدّى في نهاية المطاف الى تفكك الجيش.
يجب تقديم يد المساعدة والاحتضان لمجمل الجسد الكلّي للمقاتلين في إدلب، وفي ذات الوقت الصرامة المطلقة مع القيادات المأجورة المكتنزة بالمنافع، لأنّ الدفع بالجسم الكلّي لهذا الجيش المحتشد في إدلب نحو غياهب المجهول، سوف يودي بهم إما الى القتال الى جانب القوات النازية الأوكرانية ضد الجيش الروسي، او الانتقال الى شمال أفريقيا لقض مضاجع الشعوب المنكوبة أصلًا هناك، خلاصة القول، يجب الحرص على عدم السماح للأوليغارشية الغربية بإعادة تدويرهم واستعمالهم مرة اخرى لتقويض استقرار شعوب العالم لما يصبّ في مصلحة التوحش الغربي.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى