أولى

هل بدأت أميركا فعلاً بفرض عبادة الشيطان وهل استراتيجية الحرب الجبرية آتية لا محالة؟

‭}‬ د. علي عباس حمية
في عهد الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي كانت أميركا تنعته بالإلحاد والاستبداد والديكتاتورية والكبت المالي والاقتصادي، وكانت أيّ أميركا تعتبر أنها تمثل الحرية والديمقراطية وتسهيل المعاملات والتحويلات المالية، ولكن…
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي جراء محاربته في أوروبا الشرقية وأفغانستان وتحريض الديانات السماوية على المدّ السوفياتي الإلحادي وبروز أميركا كمخلص من خلال عبارة «In God We Trust أيّ نثق بالله» أينما ذهبتَ تراها حتى على عملة الدولار.
كلّ ذلك كان مخططاً له منذ البداية وقد تمّ ذكره في الكتب الصهيوماسونية وعلى رأسه الحلف الانغلوسكسوني وخاصة الولايات المتحدة الأميركية وكان التستر وراء الدين والحريات المزيفة لمحاربة الشيوعية والديانات السماوية معاً، نعم إنه أمر غريب، فالسؤال يكون إما مع هذا أو مع ذاك، ولكن أن تكون محارباً عسكرياً للجبهة السوفياتية ومحارباً مستبداً ضدّ الديانات السماوية من خلال عباءة التستر بها، انها سياسة أميركا الصهيوماسونية في توازن وإدارة المتناقضات، مع العلم انّ الكيان «الإسرائيلي» أصبح بمكان الكثير منهم لا يطيقون الجبرية الأميركية في الإباحة الجنسية اللاأخلاقية.
تقوم أميركا بفرض الأوهام الشيطانية على دور العبادة وهي أولاً تنافي أخلاقاً الديانات السماوية جمعاء.
فإذا كانت أميركا لا تطبق الشرائع المسيحية ولا اليهودية وطبعاً لا تطبق الشريعة الإسلامية، كما لا تطبق شرائع حمورابي ولا زردشت ولا كونفوشيوس ولا غيرها من الأفكار الدينية والإنسانية، فهي تطبّق أفكار وتعاليم من إذاً؟ نعم انها عبادة الشيطان ورائدها الرئيس الأميركي جو بايدن.
في المقابل، من حاول فضح أميركا بأنها الشيطان بعينه، ولم يسمع له أحد وشنّت عليه الحروب والإعلام وحتى تقليب الاخوة وخلق نوع من الانقسام داخل أصحاب الدين الواحد وبث العداوة، نعم أول من فضح أمر أميركا وعبادة الشيطان كان بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران على لسان الإمام الخميني، وقامت الدنيا على إيران وتمّ افتعال الأزمات والحروب ضدها حتى من الجيران والاخوة.
ومن ثم انهار الاتحاد السوفياتي، عندها بدأ يذوب الثلج ليظهر المرج، ومرّ العالم بفترة الحكم الأميركي الأوحد، وعمت الفوضى واقتتال الاخوة وغير الاخوة والفوضى الخلاقة والثورات باسم الحريات المزيفة والإنسانية العنصرية كما حصل مع جورج فلويد، وعمّت الجوائح والأمراض، كما تمّ فرض العقوبات على الكثير من الدول وتمّ تقطيع الأوصال بين البلدان الصديقة والشقيقة وضرب الاقتصاد العالمي، ومع ذلك كله كانت أميركا تحاول أن تضع نفسها الى جانب المظلومين وأصحاب الكوارث، لكنها فعلياً تلعب دور الشيطان بل الشيطان بعينه وهي تعيد حكم النمرود وإبليس.
أعلنت أميركا الانسحاب الوهمي من أفغانستان مع أنها مركز القيادة والسيطرة لها في قلب آسيا وقاطعة لأرحام طريق الحرير، فهل يمكن لعاقل تصديق الانسحاب من دولة تحتلها وقد استتبّ الأمن لها ولجبروتها أم أنّ هناك أمراً آخر؟
انها إدارة وتوازن المتناقضات التي لا تزال أميركا المسيطر الأول عليها عالمياً، وإذا أردت هزمها فيجب ضرب توازنها في إدارة المتناقضات لكي تصبح صراعاً في ما بينها كما تفعل هي ببث صراع المتناقضات بين الدول.
كيف يمكن لأميركا صاحبة مخطط الديانة والاتفاق والمسار والأمة والحقبة الابراهيمية لحكم الشعوب تحت مسمّى الديانات السماوية بنفس الوقت التي تحارب فيه القيم والأخلاق الدينية وتقوم بإباحة كلّ المحرمات وفرضها بشكل استبدادي على الشعوب.
اننا على أعتاب الحروب الجبرية العسكرية والعقائدية، أما العسكرية سأتركها لمقال آخر، وأما الحرب الجبرية العقائدية فهي تتمثل بإيران وبعض الدول الإسلامية والعالمية وبالأخص روسيا. يا الله، هل انقلبت الصورة وتبدلت الأماكن وأصبحت روسيا صاحبة الفكر الشيوعي سابقاً تعانق المسيحية مع الفكر الايدولوجي الإيراني والتركي والسعودي… (ايّ الإسلامي بشكل عام والمسيحي بشكل خاص ومن ثم بعض اليهود المتديّنين حقاً) وذلك لمجابهة أميركا والحلف الانغلوسكسوني الذي كان ينادي سابقاً باسم الحريات الدينية والإنسانية لينكشف أمام الملأ ويكون مشرعاً لفض بكارة المؤامرات وانكشافها وإعلان مذهب الشيطان من خلال إباحة كلّ المحرمات الأخلاقية والدينية والفكرية وفرضها بحرب جبرية واستبدادية على الكون من خلال الإعلام التضليلي والمال والاقتصاد ومن ثم ليتمّ إعلان حريات حرق الكتب المقدسة وبالأخص القرآن الكريم لإرضاء إبليس باسم الحرية الشيطانية،
يتوجب على كلّ دول العالم والمدافعين عن الإنسانية وأصحاب العقول الفلسفية والدينية انْ كانت سماوية او عقائدية إنسانية التحضّر للحرب الجبرية بين حلف الإنسان العاقل المتعقل وحلف إبليس الشيطاني… لقد احتلت أميركا العالم بالأوهام وسيطرت باستثمار العقول والإعلام الشاذ لضرب القيَم والأخلاق الإنسانية والدينية وصادرت كلّ ألوان الطيف بعلم وراية الشذوذ، كلّ ذلك من أجل عيون الشيطان.
يجب ان تتوحد القيَم الدينية والإنسانية وبالأخص المسيحية والاسلامية لمجابهة الحرب الأميركية الجبرية الوهمية وعبادة الشيطان.
وهنا السؤال تكراراً… هل أصبحت الحرية فعل اعتداء على الآخرين وحرق كتبهم المقدسة وانفلات شيطاني نحو الشذوذ بكلّ معانيه الغير أخلاقية وانحدار العالم نحو غرس الانحطاط باللاوعي ليكون حقيقة بعد حين؟
يتوجب على كلّ إنسان لديه قيم المجابهة لإحقاق الحق ونصرة العقل على الغرائز الشيطانية لا لأفكار الشيطان الأكبر.
كلّ دولة تقبل بحرق القرآن فيها، يجب وضع علمها مكان رجم إبليس في الحج ليُرجم كما الشياطين، وتعرف ويشهّر بها بأنها علِمت بالظلم وشجعت عليه باسم الحرية الشيطانية ورضِيت بالشذوذ عنواناً لها، فلتتمّ مقاطعة كلّ دولة تتجرأ على القرآن او ايّ كتاب مقدس، نعم لمجابهة أفكار الشيطان الأكبر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى