الوطن

تضارُب المعلومات عن ملابسات مقتل شخصين في القرنة السوداء ودعوات للحكمة وعدم الانجرار خلف الشائعات وانتظار نتائج التحقيق

تضاربت المعلومات حول ملابسات مقتل شخصين من بشري في القرنة السوداء المتنازع عليها جغرافيّاً بين بشري والضنيّة، خصوصاً أنّ رئيس بلدية بقاعصفرين بلال زود، أكّد أنّ التقرير الطبي الذي وافق عليه الطبيبان العسكري والمدني الشرعي، استبعد فرضيّة عمليّة القنص التي جرى الترويج لها، فيما تردّدت معلومات عن حصول شجار بين شبّان في القرنة السوداء جرى خلاله إطلاق نار من أسلحة حربيّة.
في الأثناء، انتقلت قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار، في إطار متابعة التحقيقات التي يجريها القضاء في جريمة قتل الشابين هيثم ومالك طوق، إلى مستشفى بشرّي الحكومي حيث جثة القتيل الأول هيثم، وإلى مستشفى السيّدة في زغرتا حيث نُقلت جثة القتيل الثاني مالك، بينما اتخّذت النائبة العامّة الاستئنافيّة في الشمال القاضية ماتيلدا توما، الإجراءات القضائيّة اللازمة فور شيوع خبر جريمة القتل قنصاً.
وأصدرت قيادة الجيش ـ مديريّة التوجيه بياناً حول الحادثة أوْضحت فيه أنّه “بتاريخ 1 / 7 / 2023، تعرّض أحد المواطنين لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء ما أدّى إلى مقتله، كما قُتِل لاحقاً مواطن آخر في المنطقة عينها. ونفّذ الجيش انتشاراً في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عدداً من الأشخاص وضبط أسلحة حربيّة وكميّة من الذخائر”.
أضافت “ولمّا كانت قيادة الجيش حذّرت في بيان سابق بتاريخ 2023/6/12 المواطنين من الاقتراب من منطقة التدريب العسكريّة في القرنة السوداء، تُعيد التشديد على عدم اقتراب المواطنين كافّة من هذه المنطقة تحت طائلة المسؤوليّة وحفاظاً على سلامتهم ومنعاً لوقوع حوادث مماثلة”.
وفي بيان ثانٍ دعت قيادة الجيش “جميع اللبنانيين إلى التحلّي بالمسؤوليّة وضبط النفس والحرص على السلم الأهلي، وعدم الانجرار وراء الشائعات واستباق التحقيق”، مؤكدةً أنّ “الوحدات العسكريّة تواصل الانتشار وتنفيذ التدابير الأمنيّة في المنطقة، وأنّ الجيش يقوم بالتحقيق في الموضوع تحت إشراف المراجع القضائيّة المختصة، وذلك انطلاقاً من واجبه الوطني”.
وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حادث مقتل الشابّين، عبر سلسلة اتصالات أبرزها مع قائد الجيش العماد جوزاف عون والمراجع الأمنية والقضائيّة المختصّة. وشدّد ميقاتي على أنّ “هذه الحادثة مدانة وستتمّ ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرةً لغيرهم”. كما شدّد خلال اتصال مع نائبة بشرّي ستريدا جعجع على “ضرورة تحلّي الجميع بالحكمة وعدم الانجرار إلى أيّ ردود فعل، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه”.
بدوره، اتصل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي برئيس “تيّار الكرامة” النائب فيصل كرامي ودعاه بحسب بيان، إلى “توخّي الحكمة في التعامل مع الحادثة الأليمة التي أودت بالشاب هيثم طوق”، ودعا من خلاله “أهالي بقاعصفرين والضنيّة إلى عدم الانجرار وراء الأحكام المسبقة والشائعات بانتظار جلاء الحقيقة الكاملة”.
وأعرب كرامي عن شكره لبرّي وحرصه على “الاستقرار العام وخصوصاً بين الجارين بشرّي وبقاعصفرين”، واعداً إيّاه “بتحكيم العقل والضمير في هذه المسألة وفي كلّ ما يتصل بالأمن والاستقرار الاجتماعيين”.
واتصل كرامي بقائد الجيش العماد جوزاف عون، لعرض “الحادثة الأليمة التي أودت بالشاب هيثم طوق في القرنة السوداء”. ونوّه “بالحكمة التي يتعامل بها الجيش اللبناني وقائده مع هذا الموضوع”، داعياً إيّاه إلى “الضرب بيد من حديد لكلّ من تُسوّل له نفسه اللعب بالاستقرار الأمني”، متمنيّاً عليه “الإسراع في كشف ملابسات الحادثة ووأد الفتنة في مهدها”.
كذلك اتصل كرامي بنائب بشرّي وليام طوق مستنكراً الحادثة، وناشد كرامي وطوق أهالي بقاعصفرين في الضنيّة وأهالي بشرّي “التحلّي بالحكمة والتعقّل وعدم السماح للمصطادين بالماء العكر بنشر أحكام مسبقة يكون لها نتائج وخيمة”.
ودعَوَا “الأجهزة الأمنيّة والجيش والقضاء إلى العمل لوأد الفتنة في مهدها، وإجراء التحقيقات اللازمة من أجل تبيان الحقيقة في أسرع وقت”. وأعربا عن “ثقتهما التامّة بالجيش والأجهزة الأمنيّة والقضائيّة”، وطالبا “بالعمل على عدم تحويل الحادثة وكأنّها نزاع بين المنطقتين الجارتين اللتين كانتا ولا تزالان وستبقيان تعيشان بسلام”.
وأجرى مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالاً هاتفيّاً بكرامي، تناول خلاله الحادثة التي شهدتها القرنة السوداء، ودعاه إلى “المساهمة في تهدئة الأمور وإلى الإصرار على استخدام لغة العقل وتحكيم الوجدان الوطني في هذه المسألة خصوصاً أنّ هناك طابوراً خامساً يسعى إلى تسعير الفتنة والاصطياد بالماء العكر”.
من جهته، أعرب كرامي عن شكره لـ”المفتي دريان على حكمته، وفي مطالبته بتحقيق العدالة التي نسعى إليها جميعاً”.
بدوره، تلقى النائب جهاد الصمد اتصالاً من الرئيس برّي، دعاه فيه إلى “بذل الجهود كافّة من أجل منع الفتنة وحماية السلم الأهلي بعد الحادثة الأليمة التي وقعت في محيط القرنة السوداء، وضرورة عدم الانجرار خلف الشائعات التي تهدف إلى التحريض وضرب الاستقرار”.
وشكر الصمد للرئيس برّي اتصاله، وأكّد له “حرص أهالي الضنيّة على الاستقرار والسلم الأهلي، وعلى علاقات حسن الجوار التاريخيّة التي ربطت وما تزال بين أهالي الضنيّة وأهالي بشرّي”.
من جهته، ناشد تكتّل “الاعتدال الوطني”، في بيان، جميع المعنيين “تغليب لغة الحكمة والعقل والوطنيّة في التعاطي مع هذه الحادثة الأليمة”، داعياً الجميع إلى الاحتكام إلى مؤسّسات الدولة والقضاء، مطالباً بـ “الإسراع بالتحقيقات لتأخذ العدالة مجراها من دون أيّة حماية للمرتكبين وأيّ استثمار سياسي أو طائفي للقضيّة”.
واستنكر عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح “الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق في جرود القرنة السوداء”، مطالباً بـ”إنزال حكم الإعدام بالجُناة”.
وقال “الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق في جرود القرنة السوداء اليوم (السبت)، تمثل ظاهرة إجراميّة لا ينفع معها سوى حكم مبرم بالإعدام، وهي تعيد إلى الواجهة ظاهرة القتل الذي يسترخص الأرواح لأهداف لا تمتّ إلى عادات أبناء بشرّي وبقاعصفرين بصلة، ولم يعد من الوارد تغطية المجرمين الخارجين عن القانون والفارين من وجه العدالة”.
وإذ تقدّم بـ”أحرّ التعازي” من ذوي الفقيد، ومن جميع اهالي منطقة بشرّي، ناشد أبناء بلدتيّ بشرّي وبقاعصفرين الجارتين “الاحتكامإالى العقل والحكمة، وأن يكون القضاء العادل هو المرجع الوحيد لبتّ هذه الجريمة الشنيعة”. كما طالب الأجهزة الأمنيّة والجيش “الذين لنا ملء الثقة بهم”، بـ”التحرُّك سريعاً وإلقاء القبض على الفاعلين”.
واتصل الخازن بالنائبين كرامي وطوق، وتداول معهما “الحادثة الأليمة التي حصلت في القرنة السوداء وذهب ضحيتها الشابان المغدوران هيثم ومالك طوق”. متمنيّا عليهما السعي الحثيث لتهدئة الأمور والإصرار على استخدام لغة العقل.
وأثنى على جهود الجيش اللبناني وشُعبة المخابرات فيه “لتوقيف من أقدم على هذا العمل الجبان تجنبّاً للفتنة وإحقاقاً للحقّ لكيّ تهدأ النفوس، خصوصاً أنّ هناك طابوراً خامساً يسعى للاصطياد بالماء العكر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى