نافذة ضوء
العُـمرُ يَسمو بالهدايةِ والفدى
} يوسف المسمار*
الى روح الذي قال: «إن الحياة وقفة عزٍّ فقط… ولا يهمّني كيف أموت بل من أجل ماذا أموت»، ومارس الحياة بالعـزّ، وختم حياته بوقفة عـزّ، واستشهد في سبيل قضية عظمى هي قضية عـزِّ الأمة، أهدي هذه الخواطر في ذكرى يوم الفـداء عـلَّ فيها ما ينعش النفوس الحرّة العـزيزة التي لا ترضى الحياة إلا اذا كانت حياة حـريةٍ وعـز.
العُـمـرُ يَشـرفُ بالصراعِ وبالفِـدى
لـمـنْ اسـتعـزَّ وبالأعـزاءِ اقـتـدى
أمـا الـذي اخـتـارَ التخـاذلَ حكـمةً
هيـهـات يَجـعـلُـهُ التخـاذلُ ســيِّـدا
فالـعــزُّ في هـذا الـوجـودِ تَـمَـرُّسٌ
بـبطـولـةٍ أن مُسِّـخت سـادَ الـرَدى
تبقى البطولةُ في الوجودِ هي الرجا
ويصيرُ ما فعـلَ الردى بعضَ السُدى
إلاّ البطـولـةُ التي يـدومُ ســـنـاؤُهــا
لهـدايــةِ الأجـيـالِ يَسطـعُ للمـدى
هِـي أمُّ كـلِّ فــضـيـلـةٍ أن نجـعــلَ
الـدنيا رذاذاً مـن مكـارم أو نَــدى
لـو يعـلـم الإنســـانُ أنَّ مصـيـرَهُ
رهـنٌ بقـدسيةِ الفضيلةِ ما اعـتـدى
ولَكَـان عَــزَّزَ بالفـضيلـةِ عُـمـرَهُ
وبحُسنِ ما احتـوتِ الحياةُ تعـبّـدا
إن الفـضيلـةَ في الحيـاةِ بطـولة ٌ
إلاَّ بهـا الإنســــانُ لـنْ يَـتَجَــدَّدا
شَـرفُ الحيـاةِ فـضيلـةٌ عُـلـويـةٌ
بالعـزِّ رسَّـخَهــا الصِـراعُ وأبَّـدا
ويظـلُّ ناموسُ الصراعِ هو الذي
يخـتـطُ نهـجَ المبدعينَ مُـؤَكَّـدا
فسبـيـلُ أبنـاءِ الحيـاةِ بطـولـة ٌ
بالعـزِّ تَختصرُ الحياة وبالفـدى
قـد سجّـلَ التاريخُ حكمتَه التي
إشعاعُها أبدَ المدى لن يَخـمـدا:
لـولا البطـولة لا نهـوضَ لأمةٍ
نُكِـبَـت وبُعـثـرَ مجـدُها وتَـبَـدَّدا
فإلى البطـولـةِ يا أكـارمَ شعـبنا
ما خابَ من تاجَ البطولةِ قـُـلِّـدا
شرفُ الحياة بأن نعي أن العُـلى
ما كـان إلاّ بالمَـكـــارمِ خـالــدا
عِـزُّ الحياةِ مَواقـفٌ مُثـلى تُشَرِّفُ
من تَمَرَّسَ بالبطـولـةِ جاهــدا
و»النحنُ» في هذا الوجودِ هيَ الدليلُ
لكُـلِّ من رامَ التَمَيُّزَ بالكرامةِ وابتـدى
انجـيـلُ تجـديـدِ الأجـدّ مَـحَـبَّـة ٌ
بالـنـورِ تلفـحُ ما تستّـرَ أو بـدا
قـرآنُ بنيــانِ الأصحِّ تـراحـمٌ
بمكارم الأخلاق يَـبني السُؤددا
إيـمـانُ أبـنـاءِ الحيـاةِ تـنافـسٌ
بالعـقـل يـرفـعُ مشعلاً مُتوقـدا
آمـــال طـلاّب الـرُقيِّ تَـطَـلُّـعٌ
لحـقائـقٍ إلاً بهـا لن نـرشُـدا
أمجادُ من عَشِقَ الحياةَ تألـقاً
تسمو ونورُ سموّها لن يَخـمـدا
هذا هو المطلوب ممن عاهـدوا
أن يملأوا الدنيا زوابعَ من هُــدى
فحيـاتُهـم عِشـقُ الصراعِ لعـزةٍ
لن يـيأسوا لو كلهم وردوا الردى
قد عاهـدوا وتعاهدوا أن يرفعـوا
الانسانَ مهما امتـدَ وارتـفعَ المدى
سرُّ التألق في الحياة هو العـطاءُ
وكـلُّ من كَـرِه العـطــاءَ تَـبَـدّدا
يبقى الفـداءُ هو الخلاصُ لأمةٍ
أعطتْ وبادلها الطُغـاةُ تَعَـربُـدا
تمـوزُ أطلق َ بالـفـداءِ زوابعـاً
خفقتْ وحركت الجمودَ فـزغـردا
ما دامَ تموزُ الفِـداءِ هو الدليلُ
فسورية تبقى المنارَ الأخـلـدا
أبداً شريعـتُها البطـولةُ والإبـا
وعـطاءُ ما ابتكـرَ الإبـاءُ وجـدّدا
ستدومُ ما دامَ الزمانُ عـزيـزةً
وبمجدها يـبقى الـزمانُ مُرَدّدا
هيَ سورية النورُ الذي لن ينطـفي
ومن المحالِ النورُ يُصبحُ مُرمِـدا
تموز أشعـلَ في الوجـودِ منـارةً
سَـتـظـلُّ للإجيـالِ نـوراً سَرمـدا
ويظـلُّ ناموسُ الحياةِ هوَ الصراعُ
مُجَـــدِّداً ومُـطَـــوّراً ومُـؤَبِّـــدا
فـلـقـد وُلـدنا للحياةِ ولن نكـونَ
لغـيرِ ما يُحـييْ الحياةَ مدى المدى
هـذا هُـوَ الـدينُ السليـمُ لكـلِّ مَنْ
فَـهِـمَ الحـيـاةَ كَـرامـة ً وتَسَـيُّـدا
فالـدينُ يعـني أن نعـيشَ بعـزةٍ
أن لم يكن بالعـزّ ذُلاً قـد غَــدا
والحقُ يعني أن نقاوم كلّ من
بثّ الرذائـلَ والضلالَ وأفسدا
والعدلُ يَعنى أن نُهاجمَ من طغى
نَجتثُ من سلبَ الحقوقَ وعربـدا
ونعـيـدُ للإنســانِ عـزّتَـه الـتي
إلاَّ بردعِ من اعـتـدى لن تمجُـدا
لا عُـمرَ يَشـرفُ بالخـنوعِ وذُلِّـه
العمرُ يشرفُ بالبطـولةِ خـالـدا
إن الصراعَ هو السبيلُ الى العـُلى
وبغيرِ ما يقضي الفـداءُ هـوَ السُـدى
لا شيءَ في هذا الوجودِ مُقـدّسٌ
إلاّ إذا العِــزُّ اسـتحـالَ مُـخَـلّـدا
بالعـزِّ تُختصرُ الحياةُ ومجـدُها
وبغيرِ عـزٍ فالحياةُ هي الردى
لا يُدركُ الشرفَ الرفيعَ سوى الألى
عـاشوا الهـدايةَ والبُطـولةَ والفِـدى
*شاعر قومي مقيم في البرازيل.