هيلاري كلنتون تبرّر التوقّعات

تناولت صحيفة «كوميرسانت» قرار هيلاري كلنتون نيّتها الترشّح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وانعكاساته على العلاقات الأميركية الروسية، من وجهة نظر بعض السياسيين في روسيا.

بدأت مظاهر التنافس على منصب رئيس الولايات المتحدة تتطوّر، وها هي هيلاري كلنتون التي تعتبر المرشح الأقوى من الحزب الديمقراطي، تعلن عن رغبتها في الترشح لهذا المنصب.

لم يكن قرار كلنتون مفاجئاً، فقد سبق لها أن خاضت الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2008 ولكنها خسرت المنافسة أمام باراك أوباما داخل حزبهما الديمقراطي ، لتشغل بعد فوزه في ولايته الأولى، منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة.

تقول كلنتون في شعار حملتها الانتخابية «المواطن الأميركي البسيط بحاجة إلى زعيم. أريد ان أكون هذا الزعيم». وقد رحّب الرئيس أوباما بقرار كلنتون التنافس على منصب رئيس الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى عام 2016.

لن تكون المنافسة سهلة في هذه الحملة الانتخابية، بعدما فقد الحزب الديمقراطي السيطرة على مجلسَي الكونغرس، ما يشير إلى رجحان كفة الحزب الجمهوري.

كانت ردود الفعل الروسية على قرار كلنتون في التنافس على منصب رئيس الولايات المتحدة متباينة. يقول مدير «مركز روزفلت للدراسات الأميركية» في جامعة موسكو، يوري راغوليف إن الرأي القائل بأن روسيا تفضل رئيساً جمهورياً، مبنيّ على أمرين: الأول، الجمهوريون هم أصحاب القيم المحافظة، وهذا يخلق أرضية جيدة لتقاربهم من روسيا كمركز عالمي جديد من المحافظة. الثاني، برغماتية الادارة الجمهورية، ما يسهل بناء علاقات معها على مبدأ السياسة الواقعية «realpolitik»، لكن هذه الأمور كلها سطحية.

وبحسب قوله، إن الجمهوريين يتميزون بالعدوانية والتوسع، وهذا يعني أنّ العلاقات معهم على أساس السياسة الواقعية ستكون محدودة جداً. إن جيب بوش في حالة انتخابه لمنصب الرئيس سيكون خير من يحمل هذه الميزات، على رغم عدم خبرته في مجال الشؤون الدولية، لذلك سيتعين عليه الاستناد إلى آراء عدد كبير من المستشارين، والذين عملوا سابقاً في الإدارات الجمهورية.

أما البروفسور آلِكسندر دومرين من «المدرسة العليا للاقتصاد»، فيقول: من الواضح أن هيلاري كلنتون ليست ملائمة لروسيا. ففي موسكو لم ينسوا دورها كوزيرة الخارجية الأميركية وتصريحاتها الشديدة ضد روسيا والرئيس بوتين. ولكن من جانب آخر هي سياسية محنكة ذات خبرة واسعة، لذلك فهي تتميز كثيراً عن أيّ مرشح من الحزب الجمهوري. من هذا المنطلق يمكن أن نعتبرها أهوَن الشرّين.

من جانبه، يقول نائب رئيس جمعية «روسيا ـ الولايات المتحدة» سيرغي أوزنوبيشيف: إن القول بأن فوز ممثل المرشح الجمهوري سيؤدي إلى تسوية المشاكل مع موسكو، أمر غير جدّي. يجب أن نقيّم بوعي الفرص التي لم تستغلّ خلال ثماني سنوات من حكم أوباما. لذلك يجب الاستعداد للمستقبل.

وأضاف: يجب ألّا ننسى أن باراك أوباما، هو أحد رؤساء الولايات المتحدة القلائل الذين كان لهم برنامج إيجابيّ للعلاقات مع روسيا. صحيح لم تنجح عملية إعادة تشغيل العلاقات. ولكن يجب على الجانبين دراسة أسباب هذا الفشل، وأخذ العِبر من ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى