السيد نصرالله الهادئ والواضح والواثق
ناصر قنديل
– على قادة الكيان أن يخافوا أكثر عندما يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهذا الهدوء وبهذا الوضوح وبهذه الثقة؛ بالعودة الى المقارنات تذكرنا بإطلالته الخاصة بالحدود البحرية، التي قام خلالها بالشرح المستفيض للقضية ورسم خلالها معادلات البحر واستخراج النفط والغاز، وبالهدوء والوضوح والثقة ذاتها، لكن كان وراء الكلام جهوزية عالية للمقاومة لم تتأخر عن الظهور بحركة الطائرات المسيّرة التي رسمت معادلة فرض الإرادة على الكيان وإلزامه بقبول المطالب اللبنانية، تفادياً لخطر حرب كانت المقاومة مستعدة لخوض غمارها، كما قال لاحقاً الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، وهو ما يمكن لمن يتابع ويقرأ كلام السيد أمس، عن الجزء الشمالي لبلدة الغجر، حيث الدولة والشعب والمقاومة في موقف واحد حول وضوح الحق اللبناني، مع إضافة هنا لصالح فرضية قرار عملي بتحرير شمالي الغجر، تتمثل بوضوح الحق من زاوية القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701 الذي ينص على إلزامية الانسحاب الإسرائيلي منها، واعتراف كيان الاحتلال بإلزامية الانسحاب والمراوغة في تنفيذه، والوضوح والثقة والهدوء في إطلالة السيد، وضوح وثقة وهدوء في قرار متخذ بالاستعداد للذهاب إلى التحرير بالقوة، ولو أدّى إلى حرب، كما في حالة البحر، مع فارق أن البر مرسم والبحر كان يحتاج ترسيماً، ويبدو أن المهلة بالأيام أمام قادة الكيان لا بالأسابيع والشهور، والكلام واضح «نحن قادرون على استعادة الغجر بتكامل الدولة والشعب والمقاومة كما في الحدود البحرية».
– في كلمة السيد هدوء ووضوح وثقة في تبديد كل الكلام الهوائي والمنثور كغبار سياسي في الفضاء اللبناني، عن نيات لدى حزب الله لتعديل نظام الطائف، واتهامه بالتصعيد رئاسياً للتفاوض بنية الوصول إلى انتزاع صيغة جديدة لمضمون التقاسم الطائفي في النظام السياسي اللبناني، يقوم على صرف فائض القوة لدى حزب الله، أي حضور سلاحه لانتزاع مكانة أوسع وأكبر لما يمثل طائفياً. وكلام السيد هنا قاطع مانع، حتى لو استمرّ الضجيج ونثر الغبار، فالخارج الذي يقف وراء هذا التلاعب بالعقول وإثارة المخاوف يسمع ويعلم ان كلام السيد يصل الى حيث يجب أن يصل، ويطمئن من يريد هذا الخارج إثارة مخاوفهم، والسيد يقول إن المقاومة لم تقم ولن تقوم بأي ربط بين دورها كمقاومة وسلاحها كمقاومة، وبين دور الحزب السياسي وما يمثل طائفياً. فالمقاومة ومعادلات قوتها لحماية لبنان، والصيغة الطائفية القائمة على المناصفة ليست موضع إعادة نظر عند الحزب ولا عند ثنائي حزب الله وحركة أمل، واستذكار اجتماعات الدوحة للقول إنه عندما بدا أن فائض القوة أنتج اجتماع الدوحة وجاء من يقول لقيادة الحزب إن الظرف مناسب لطرح ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، كان الجواب بأن الحزب لا يمكن أن يوظف فائض القوة لفرض تغيير المعادلات السياسية، ولذلك عندما دعم ترشيح العماد ميشال عون بعد ست سنوات استثمر على سلاحه الدستوريّ ككتلة نيابية باستخدام حق تعطيل النصاب بالتعاون مع الحلفاء، وليس بتوظيف قوة المقاومة لهذا الغرض. وهذا ما يجب ان يفهم حول موقف الحزب الرئاسي اليوم لمرة أخيرة.
– بالهدوء والوضوح والثقة ذاتها تحدّث السيد عن رئاسة الجمهورية، حيث الانفتاح على كل حوار بلا شروط، دون إفراط في التفاؤل بالحوار الجامع أو بسواه، لكن موقف حزب الله سهل وبسيط وواضح وهادئ وواثق، لا تحاولوا البحث عن تحليلات في مخيلتكم لموقف الحزب. فنحن أقصر الطرق لمعرفة بما نفكر، لا ضمانات نطلبها للسلاح ولا للمقاومة، لا شفهية أو مكتوبة، ولا دستورية ولا داخلية ولا خارجية. والضمانة التي نبحث عنها في الرئاسة هي شخص الرئيس، وشخص الرئيس فقط، وهذا ما قدّمته تجربة الرئيس اميل لحود وتجربة الرئيس ميشال عون وما تعلمناه من خطأ القبول برئيس المعادلة الخشبية، وهو ما اعتمدناه في تبنّي ترشيح الوزير سليمان فرنجية، ومعيارنا الذي يجب أن يفهمه الجميع القريب والبعيد، أننا نتمسك به لأننا نثق بهذا الرجل.اقتصادية والمالية التي ستؤمن المعالجات السياسية والاقتصادية، بما فيها القطاعات الاقتصادية مثل الكهرباء».