الجعفري لـ«التلفزيون السوري»: لقاء موسكو حقق اختراقاً غير مسبوق
أكد الدكتور بشار الجعفري رئيس وفد حكومة الجمهورية العربية السورية Yلى اللقاء التشاوري السوري – السوري الثاني في موسكو أن «اللقاء حقق اختراقاً غير مسبوق لم يحصل في اللقاء الأول، نتيجة التوصل إلى اعتماد ورقة مشتركة للمرة الأولى بين وفد الحكومة ووفود المعارضات».
وأضاف الجعفري: «استطعنا الوصول إلى قواسم أو مخرجات مشتركة بشأن البند الأول حول تقييم الوضع الراهن في سورية من النقاط الخمس التي قدمها راعي اللقاء فيتالي نعومكين ولم نستطع المرور على كامل بنود جدول الأعمال بسبب ضيق الوقت مع النظر إلى وجود 36 مشاركاً من الطرف الآخر».
وأوضح الجعفري أنه «عندما جرى الاقتراب من التوافق وشعر البعض أن المسألة جدية وفي طريقنا إلى اعتماد ورقة توافقية بالإجماع، ظهرت الأجندات الخفية لدى البعض وبدأت التصريحات المضادة والمؤتمرات الصحافية لكن هذه المحاولات فشلت لأنها جاءت بعد اعتماد الورقة النهائية».
وقال: «كان لدينا حرص كبير على إنجاح لقاء موسكو، لأننا ندرك حجم معاناة شعبنا وتطلع الناس في الشارع إلى إحراز شيء وبخاصة أن التحديات الجيوبولوتيكية المحيطة بنا تكبر ككرة الثلج».
ونوه الجعفري بالجهد الكبير الذي بذله الجانب الروسي في إعداد جدول الأعمال التوافقي.
ورأى الجعفري أن «الإنجاز المهم الذي حققه لقاء موسكو حين جلس السوريون وحدهم في حوار وجرى تبادل الآراء والأفكار والتشاور في ما بينهم من دون تدخل أحد»، مشيراً إلى أن المستجدات التي يجب أن تأخذ في الاعتبار خروج الائتلاف الذي قدموه في جنيف 2 على أنه ممثل للشعب السوري مقابل وجود معارضات بعضها وطني وصفها وزير الخارجية الروسي بأنها تشكل 60 في المئة من المعارضات السورية بعضها قدم أفكاراً خلاقة وتسويات معقولة.
ولفت الجعفري إلى أن «الطرف الروسي كان يسعى إلى تقريب وجهات النظر وأن توجيه الدعوة لبعض المعارضين غير المؤمنين بالحل السياسي كان مفيداً لأنه عرى البعض أمام الآخرين ما اضطرهم للانسحاب من الاجتماع، موضحاً أن التنسيق يجرى بين الحكومتين السورية والروسية كأصدقاء، وتبادل الأفكار بينهما مستمر، بينما الأميركي والفرنسي والسعودي لا يمتلكون هذه الميزة».
وبيّن الجعفري أن «الخطوة المقبلة بعد موسكو 2 سيتم التوافق عليها عبر الأقنية الدبلوماسية»، مشيراً إلى وجود «خطوة أخرى لكنها مجهولة الموعد والشكل ويفترض أن تكون في موسكو أيضاً»، وقال: «كلما وصلنا إلى قواسم مشتركة حول بند نستكمل النقاط التوافقية الأخرى إلى أن ننتهي ونصل إلى خريطة طريق مفصلة».
وفي ما يتعلق بترجمة النقاط التوافقية على الأرض أوضح الجعفري أن «الروس أصدروا النقاط التي جرى التوافق حولها كوثيقة رسمية من وثائق وزارة الخارجية الروسية لتصبح علانية ومتاحة للجميع وليفهم الأميركي والفرنسي والتركي والسعودي والقطري أن السوريين تفاهموا على عددٍ من النقاط وكل من سيسعى لفتح أقنية موازية تشويشية على هذا الكلام ينبغي أن يتصدى له الجميع».
واختتم مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة حديثه بالقول: «إن العمل السياسي يؤدي إلى حلول لكن يجب أن تكون حلولاً مدروسة توافقية تجذب أكبر شريحة من المواطنين تثق بك كحكومة ودولة تعمل بالاتجاه الصحيح ولمصلحة المواطن وللمصلحة العامة».