مواقف استذكرت حرب تمّوز: للالتفاف حول المقاومة والجيش لحماية لبنان
استذكر ونوّاب ووزراء وفاعليّات وأحزاب وقوى وطنيّة وقوميّة حرب تمّوز المظقّرة عام 2006 معتبرين أنّ أهمّ ما في هذه الذكرى «توحيد اللبنانيين في وجه الخطر الإسرائيلي» ودعوا إلى مزيد من الالتفاف خلف المقاومة والجيش اللبناني، لحماية لبنان من الاعتداءات الصهيونيّة.
وفي هذا السياق، أعلن سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان مُجتبى أماني عبر حسابه على «تويتر»، أنّه «في ذكرى حرب تموز 2006، قلوبنا تنبض بالفخر والاعتزاز بتلك الثلّة المُخلصة من الرجال الشجعان الذين استطاعوا تحقيق النصر العظيم على الهمجيّة الصهيونية، وفتحوا صفحات جديدة في تاريخ هذا الكيان بطعم الهزيمة والانكسار». وختم «السلام لروح من استُشهد منهم والنصر للباقين على هذا المسير».
بدوره، أكّد النائب جبران باسيل عبر حسابه على «تويتر»، حقّ لبنان بالمقاومة «لاستعادة كامل حقوقنا في الأرض والسيادة عليها»، مستغرباً «ما تقوم به الحكومة من أنّ: «لبنان أبلغ الأمم المتحدة استعداده لترسيم الحدود الجنوبيّة على امتداد الخط الأزرق»، معتبراً أنّ «هذا الكلام يُشكّل مخالفة دستوريّة فاضحة، فالتفاوض أولاً هو من صلاحيّة رئيس الجمهوريّة بالمبدأ، عملًا بالقسم. ثانياً، لا شيء اسمه ترسيم حدود بريّة، فهي مرسّمة ومحدّدة ومعترف بها دوليّاً على قاعدة اتفاقيذة بوليه – نيوكومب سنة 1923، وقرار مجلس الأمن رقم 425 الذي ينصّ على انسحاب إسرائيل إلى الحدود الدوليّة».
وقال «لا تنازل عن حبّة تراب من أرض لبنان وأيّ كلام على تفاوض على الحدود البريّة هو خرق للدستور وعمل مشبوه ويُعرّض من يقوم به للمساءلة والمحاسبة. أمّا قضيّة الخيمتين والغجر فهي أمر آخر، وتحرّك هوكشتاين في المنطقة شأن آخر».
وأكّد النائب ملحم الحجيري أنّ حرب تمّوز 2006 كانت «بداية حرب إسرائيليّة تدميريّة شاملة على لبنان»، مضيفاً أنّ «سورية الأسد مدّت المقاومة بالسلاح والصواريخ وتحمّلت مسؤوليّاتها القوميّة كاملةً في لحظة التخلّي والتآمر الدولي على شعب لبنان ومقاومته، إيران الثورة الإسلاميّة وقفت إلى جانب حقّنا في الدفاع عن أرضنا ومقاومة المحتلين ووفرت كلّ وسائل الدعم والإسناد، الرئيس اللبناني المقاوم إميل لحّود يواجه ضغوطات الغرب وقوى محليّة متواطئة على شعبها، وتلاحم وطني لبناني، وتضامن ووقوف قوى سياسية لبنانيّة مؤثّرة إلى جانب المقاومة وعلى رأس هذه القوى العماد ميشال عون الذي رفض إغراءات كثيرة مقابل التخلّي عن وقوفه إلى جانب المقاومة».
وأكّد أنّ «الانتصار تحقّق بفعل الصمود وبطولات المقاومة وهزمهم للغزاة، لا بفعل مساومات ولا الرضوخ إلى إملاءات وارتهانات وضغوطات، ولا بفعل دموع سنيوريّة أو قبلات طبعت على وجنتي المخلصة رايس».
من جهته، لفت الوزير السابق وديع الخازن إلى أنّه «مع إحياء ذكرى انتصار المقاومة اللبنانيّة على العدوان الإسرائيلي في تمّوز 2006، والذي شكّل تحوّلا نوعيّاً في الحروب العربيّة ضدّ إسرائيل، لا يسعنا إلاّ أن نحيّي قائد المقاومة وأمينها العام السيّد حسن نصرالله الذي أوصل هذه المقاومة إلى إسقاط مقولة العجز العربي عن التصدّي لإسرائيل في الحروب».
واعتبر في بيان، أنّ «هذه المناسبة، في أبعادها الوطنيّة، من أهمّ المآثر اللبنانيّة في تاريخ الحروب العربيّة ضد إسرائيل حيث وقف الجيش اللبناني إلى جانب المقاومة، والتفّ الشعب اللبناني حول النازحين من إخوانه في ذروة التعاطف والوحدة الوطنيّة». وقال «لعل أهمّ ما في هذه الذكرى عبرتها لأنّها وحّدت اللبنانيين جميعاً في وجه الخطر الإسرائيلي الجاثم دائماً، وأسقطت الهدف الخفيّ من عدوانه في تموز 2006 وشبكاته التجسسيّة.»
ورأى لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع في بيان، أنّ «استذكار المُنازلة بين المقاومة المظفّرة ومعها جيش وطني وشعب أبيّ مع العدو الصهيوني في تموز 2006، يندرج في سياق توثيق محطّات الصراع المفصليّة وأثرها في تصديع المشروع الصهيوني وخلخلة مرتكزاته من خلال إصابة الجسم العسكري الذي يُشكّل عصب الكيان الصهيوني لا بل علّة ديمومته الموقّتة حتماً».
وأعلن أنّ «نصر تمّوز المدوّي في طليعة تعبيراته الإستراتيجيّة، مسألتان جوهريتان تختصران عناوين كثيرة: الأولى، أنّ المعركة بأبعادها الوطنيّة الشاملة هي معركة الدفاع عن حريّة لبنان واستقلاله وسيادته، هذا الشعار الذي استُبيح وشُوّه وظائفيّاً وجرى استخدامه في غير موضعه الحقيقي ضمن حسابات محض مصلحيّة خدمةً للخارج».
أضاف «الثانية، هي أنّ المقاومة في تمّوز وباعتراف لجان التحقيق الصهيونيّة ومراكز الأبحاث والدراسات، وضعت الكيان الصهيوني على طريق الزوال التدريجي من خلال تفشّي القلق الوجودي المصيري في بُنى الدولة العبريّة الموقّتة جرّاء كسر شوكة الجيش الصهيوني في الميدان بالتضحيات الجسام والمفاجآت ورسم قواعد اشتباك ردعيّة قيَّدت القيادة العسكريّة الصهيونيّة بجملة ضوابط بدّدت صلفها وعنجهيتها المعهودة، ناهيك عن الهجرة المعاكسة من الكيان الضعيف غير الآمن لقطعان المستوطنين».
وأشار إلى أنّ «انتصار تمّوز وجهوزية المقاومة في لبنان وملحمة جنين وثورة الجولان بما يعني وحدة ساحات نضاليّة تحرريّة، سيشكّل أحد إرهاصات التحوّلات الكبرى في مسار الصراع نحو تحريرٍ كامل للأرض والمقدّسات والثروات».
وختم «العدو الصهيوني المهزوم في تمّوز، هزّته خيمة في مزارع شبعا ولا خيمة فوق رأسه إزاء استباحته للأرض اللبنانيّة في الجزء الشمالي من الغجر. تمّوز هو موعد الانتصارات الدائم».
واعتبر «حزب الاتحاد» في بيان، أنّ «ذكرى تموز تُطلُّ علينا والعدو الصهيوني يُجدِّد تهديداته للبنان عبر قيادتيه السياسيّة والعسكريّة، في محاولة منه لتجاوز عقدة تمّوز التي وصمت جيشه بالعار حتى إشعار آخر والتي أثبتت بالتجربة العمليّة أنّ هذا الكيان هو أوهن من بيت العنكبوت».
أضاف «تأتي هذه الذكرى اليوم ولبنان يخوض حرباً جديدة من نوع آخر تستهدف اللبنانيين في قوتهم وثرواتهم البريّة والبحريّة والتي يحاول البعض مصادرتها أو كفّ اليد عن استخراجها والاستفادة منها. إن حزب الاتحاد إذ يشيد بهذه الذكرى يقول للبنانيين إنّهم كما استطاعوا تحرير الأرض فهم قادرون على تحرير الحقوق والعبور نحو المستقبل المشرق».
وختم موجّهاً «تحية إجلال وإكبار إلى الشهداء والمقاومين، الذين أثبتوا في مثل هذا اليوم عجز القوة الصهيونيّة بكلّ غطرستها عن كسر إرادة اللبنانيين في المقاومة والصمود والوحدة دفاعاً عن لبنان».
وحيّت «رابطة الشغيلة»، برئاسة أمينها العام الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب في بيان «قائد المقاومة السيّد حسن نصرالله وجميع المقاومين الذين سطروا طوال أيام العدوان الإسرائيلي الغاشم في تمّوز 2006 ملاحم البطولة والفداء في ساحات المواجهة مع جيش الاحتلال وأحبطوا أهداف العدوان الجوّي والبحري والبرّي، ومرّغوا أنف الجيش الصهيوني بالوحل وأذلذوا هذا الجيش وأذاقوه مرارة الهزيمة والانكسار».
واعتبرت أنه «بفضل المعادلة الردعيّة التي فرضتها المقاومة في مواجهة العدو خلال حرب تموز، والمرتكزة إلى المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، تمكّن لبنان من الحفاظ على ثرواته النفطيّة والغازيّة في مياهه الإقليميّة وردع العدوانيّة والأطماع الصهيونيّة، ومنع العدو من سرقة هذه الثروات، وينعم اللبنانيون بالأمن والاستقرار».
ودعت «اللبنانيين إلى مزيد من الالتفاف خلف المقاومة، والجيش اللبناني، تماماً كما كانوا أثناء عدوان تمّوز، لحماية لبنان من الاعتداءات الصهيونيّة، والتي كان آخرها الاعتداء على الجزء اللبناني من بلدة الغجر وإقامة سياج حديدي على الأرض اللبنانيّة في انتهاك سافر للسيادة اللبنانيّة».
وسألت عن «أسباب صمت أدعياء السيادة عن هذا الاعتداء الصهيوني، في حين نراهم يسارعون إلى إطلاق التصريحات المسمومة ضدّ المقاومة والتشكيك بدورها، كلّما تحرّكت لتوجيه رسائل الردع للعدو الصهيوني».
وختمت مؤكّدةً «ضرورة التمسّك بالمقاومة وسلاحها والحرص على تحصين المعادلة الذهبيّة التي حرّرت الأرض وحقّقت انتصار تمّوز، التاريخي والإستراتيجي، على جيش الاحتلال».
واعتبرت «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» أنّ لبنان «لقد استطاع بقيادته التاريخيّة آنذاك فخامة الرئيس العماد إميل لحود، ومقاومته الوطنيّة الشعبيّة، وجيشه الوطني، بإحراز النصر المبين على غطرسة العدو اليهودي في الميدان العسكري، كما استطاع الرئيس لحّود بصموده ودعم الشعب له، أن يحبط محاولة تحسين شروط الهزيمة على أرض لبنان عبر القرار 1701، بتمرير بنود تسمح لقوات «يونيفيل» والجيش اللبناني، بمصادرة سلاح المقاومين اللبنانيين في منطقة القرار الجغرافيّة»، مشيرةً إلى أنّه «هنا تبرز الرؤية الوطنيّة الإستراتيجيّة العالية للرئيس لحّود في جلسة مجلس الوزراء المحضّرة مسبقاً، للتآمر من قبل مجموعة الكرامة والسيادة المزيّفة الحاكمة آنذاك على العماد لحّود في الجلسة الشهيرة لتمرير 1701 كما كانت نصوصه المفروضة من كونداليزا رايس تقضي بذلك آنذاك».
ورأت أنّ «الانتصار على العدوان في تمّوز 2006، يؤكّد المؤكّد أنّ المقاومة المسلّحة في وجه هذا العدو، هي السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الوطنيّة والكرامة والسيادة للشعب اللبناني، في ردع العقل الإجرامي اليهودي، ومنعه من الانتقام للتحرير عام 2000».