مديرية شمسطار في «القومي» أحيت ذكرى استشهاد أنطون سعاده باحتفال في قاعة البلدية/
} جريج: صون الانتصارات بتوفير العدالة الاجتماعية وقانون انتخاب عصري لا يكون فيه الفرد
رقماً على قوائم الفئويات والمذهبيات والطوائف/
} الحاج حسن: دعمنا واضح للوزير سليمان فرنجية ونحن منسجمون مع انفسنا بالرؤيا السياسية وبالتحالفات السياسية والخط والتاريخ السياسي/
} السبلاني: ما زلنا نؤمن بالحوار بين اللبنانيين للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية /
} مدير مديرية شمسطار علي الطفيلي: آمنا بقضية تساوي وجودنا وحاربنا العصبيات الطائفية والمذهبية والعائلية لتحصين المجتمع/
عضو المجلس الأعلى الدكتور جورج جريج:
} ليقف المسؤولون أمام ضميرهم ويقوموا بواجبهم بالانتهاء من سيمفونية الشغور الرئاسي لإيجاد الحلول وانتظام مؤسسات الدولة /
}سورية الصامدة في مواجهة الإرهاب قدّمت الكثير للبنان ومقاومته وصمودها حمى لبنان وعزّز مركزية الدولة فيه/
}نجدّد العهد لشهيد الثامن من تموز، أننا على العهد باقون، بحمل مشاعل النهضة، وعن درب الصراع لانتصار القضية لن نحيد ما دام النبض في الشرايين/
}تعملق سعاده في العطاء والإباء في زمن لم يحتوه، فكان الاستشهاد ضريبة السير في الاتجاه المعاكس لإرادة الاستعمار والتوطين والتفتيت والتجزئة، تجرّع كأس الشهادة ولم ينحنِ/
} اخترنا بملء الإرادة وشدة العزيمة مصالح الأمة والانتماء الرحب، والهوية الوطنية الجامعة، عندنا تتقدّم جميع الولاءات/
رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل
النائب الدكتور حسين الحاج حسن:
} قرار الاتحاد الأوروبي عن النازحين السوريين اعتداء فاضح على بديهيات سيادة الدول.. وهذه العقلية الاستعمارية مرفوضة/
}في ذكرى استشهاد الشهيد الكبير أنطون سعاده نؤكد أن قادتنا حاضرون أمس واليوم وغداً بفكرهم وبأحزابهم وبمناضليهم وسنلتقي في القدس/
عضو الهيئة الاستشارية في حركة أمل
مصطفى السبلاني:
} في يوم أنطون سعاده نقول للقوميين أنتم حزب عريق تاريخه نضاليّ وقدّم الدماء والشهداء نعتز ونفتخر بنهضتكم ومواقف العز/
تغطية: عبير حمدان
أحيت مديرية شمسطار التابعة لمنفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي يوم الفداء ـ ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده في قاعة بلدية شمسطار التي غصّت بفاعليات البلدة وأبنائها.
وليس غريباً على شمسطار كل هذا الوفاء، وهي البلدة التي عرفت مفاهيم النهضة منذ البدايات وقدّمت الكثير من التضحيات.. ولم تزل، أن تحيي يوم الفداء والوفاء ـ ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده، وهي بلدة الشهيد علي مصطفى الحاج حسن وكل مَن آمن بأن الحياة وقفة عزّ فقط.
يوم أمس ارتفعت الزوابع في شمسطار على إيقاع “تحيا سورية” التحية التي رددناها منذ الصغر حتى قبل أن نعي كافة المفاهيم القومية الاجتماعية لكونها كانت حالة فطرية تنشأ في التكوين الروحي والعقلي لتلازم الوجدان المقاوم طالما الظلم قائماً.
حضر الاحتفال نائب رئيس الحزب وائل الحسنية على رأس وفد مركزي ضمّ عميد الدفاع علي عرار، عضو المجلس الأعلى د. جورج جريج، وكيل عميد الإذاعة شادي بركات، عضوي هيئة منح رتبة الأمانة فداء حمية وحسان عرار، إلى جانب منفذ عام بعلبك عباس محرز حمية والأمناء د. علي الحاج حسن، مصطفى مرتضى وعباس سماحة وبعض أعضاء هيئة المنفذيّة ومسؤولي وعدد من مسؤولي الوحدات.
كما حضر رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل الدكتور حسين الحاج حسن وعضو الهيئة الاستشارية في حركة أمل مصطفى السبلاني، مسؤول منطقة البقاع الأوسط في حزب البعث العربي الاشتراكي حسين سماحة ، مسؤول الحزب الشيوعي اللبناني علي أسعد الطفيلي، رئيس بلدية شمسطار سهيل الحاج حسن، العميد المتقاعد حسين نبها، وفاعليات وأعضاء مجالس بلدية، وفد من رابطة مخاتير غربي بعلبك برئاسة المختار عبدالله شحيتلي وجمع من القوميين والمواطنين.
استهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي.
كلمة مديرية شمسطار
بداية الكلمات ترحيباً وتعريفاً، ألقاها عضو المجلس القومي ـ مدير مديرية شمسطار علي الطفيلي، الذي قال: «اغتالوك فجر الثامن من تموز واعتقدوا أنهم قضوا على فكرك وحزبك، ونسوا أن فكرك المشرق لن تهزمه كلُّ المحاولات العبثية، وبأنك ستبقى تنير الحقيقة الساطعة التي لن نتخلى عنها، ونقولها دائماً طنين الرفوش لن تطمر تلك الحفرة وسيبقى صوتها مدوّياً لتحقيق كل غايتنا ونصرنا الأكيد».
وأضاف: “سنبقى سوريين قوميين اجتماعيين دعاة للتلاقي والمعرفة، سنبقى كما أردتنا يُشار إلينا بالبنان، لأننا آمنا بقضية تساوي وجودنا. وخلعنا كل العصبيات الطائفية والمذهبية والعائلية لنكون مجتمعاً واحداً حراً مقداماً عصياً على المؤامرات”.
وتابع: “نجدد العهد والوعد. سنصون هذه المسيرة رغم كل الصعاب، نجتمع اليوم في رحاب بلدتنا شمسطار، هذه البلدة المعطاءة الكريمة ونفتخر أننا من أوائل الذين واكبوا نشأة الحزب وقسم اليمين فكان منها المناضل والشهيد. هذه البلدة المتنوّعة سياسياً والجامع الأكيد بين كل مكوّناتها هو خيار المقاومة، والتي قدّمت الشهداء والتضحيات على مرّ الزمان من المقاومة الوطنية والإسلامية والجيش اللبناني”.
وختم: “تحية إلى كل الشهداء وشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدتنا شمسطار، وهم: الشهيد علي مصطفى الحاج حسن، الشهيد غسان علي زين، الشهيد غسان صبحي الحاج حسن، الشهيد محمد شديد، الشهيد حسن مرشد الحاج حسن.. وسنبقى في هذه البلدة يداً بيد مع كل القوى والفعاليات لنرتقي جميعاً إلى مصاف الأمان والحرية”.
كلمة حركة أمل
وألقى عضو الهيئة الاستشارية في حركة أمل مصطفى السبلاني كلمة قيادة حركة أمل، فقال: «مرة جديدة نقف على منبر الرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي، هذا الحزب الذي ما انفكّ يوماً عن مواقف العزّ التي هي وقفة حياة ووقفة انتصار. هذا الحزب الذي كان وما زال وسيبقى حليفاً استراتيجياً لنا ولكل قوى المقاومة في هذا الوطن العزيز لبنان وفي جميع بقاع الأرض».
وأضاف: “نلتقي إحياء لذكرى استشهاد الزعيم الكبير أنطون سعاده، هذا المناضل العظيم، نلتقي في أصعب الظروف التي يمرّ بها لبنان، نلتقي لنقول نحن ثابتون هنا في مواقفنا في كل قرار اتُخذ من أجل مصلحة لبنان بما آمنا به بما قدّمنا من الغالي والنفيس من أجل المبادئ والعطاء..
نتكلّم عن سعاده هذا القائد الذي استشعر باكراً الخطر الصهيوني اليهودي على أرضنا، في أربعينيات القرن الماضي، وقف ليقول “كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالإنجيل، ومنا من أسلم لله بالحكمة وما من عدو يقاتلنا في حقنا وأرضنا إلا اليهود”. هذا الاستشعار بالخطر اليهوديّ كان مع المقاومين وكان السيد عبد الحسين شرف الدين وكان مع الشهداء في أيار، كان مع كل مناضل حمل سلاحه في وجه العدو الصهيونيّ، ونحن أيها الأعزاء من الذين عشنا جزءًا من مرحلة الزعيم أنطون سعاده وعاصرنا الإمام موسى الصدر وعاصرنا الإمام الخميني والرئيس حافظ الأسد والرئيس جمال عبد الناصر. هذه الشخصيات التاريخية التي مرت في تاريخ أمتنا صنعت عزة وكرامة تناقلتها الأجيال”.
وتابع: “ما زلنا نؤمن بالحوار بين اللبنانيين للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ورغم أن هناك مخططاً للانقلاب على الطائف وكأن البعض يدعون إلى حرب أهلية، ولكن هذا لن يحصل مطلقاً. وفي ما يتصل بالقرار الأوروبي حول موضوع النازحين السوريين فهو يدخل في سياق منطق الفتنة وكل ما يتصل به من تجييش هدفه النيل من المقاومة التي هي صمام الأمان وقوة الردع الوحيدة في وجه العدو الإسرائيلي الذي لم يتخلَّ يوماً عن أطماعه في أرضنا ونفطنا ومياهنا”.
وختم: “في يوم أنطون سعاده نقول لرفقائنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي أنتم حزب عريق له تاريخ نضاليّ وقدّم الدماء والشهداء ولم يتوقف يوماً عن النضال، نعتز ونفتخر بنهضتكم ومواقف العز”.
كلمة حزب الله
وألقى رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن كلمة حزب الله، وجاء فيها: «في ذكرى الشهادة وخصوصاً شهادة الرجال الكبار في أمتنا نستحضر كل التاريخ ونعيش كل الحاضر ونقرأ كل المستقبل، نستحضر كل التاريخ بالعقائد والشهداء والجرحى والأسرى والمجاهدين والمناضلين بآلام تلك الأيام وأوجاعها وبأفراحها وانتصاراتها لتبقى في الذاكرة ليست ذكريات بل وقائع للحياة، الرجال العظام كالشهيد القائد أنطون سعاده هم منارات في تاريخ هذه الأمة، منارات مضيئة، ومنارات في الطريق ليس فقط في ماضينا بل في حاضرنا ومستقبلنا حتى تثبت في مواجهة التحديات والفتن وما أكثر وأعظم الفتن. نستحضر في مثل هذه المناسبات كل تاريخنا لنحدد على أساس ذلك مستقبلنا.»
وأضاف: “لن أخوض في كل هذا التاريخ الطويل عن القيادات لكن سأكتفي بالكلام عن العناوين الكبرى للنضال، العنوان الأول هو فلسطين والعنوان الثاني هو الوحدة بجميع مستوياتها الوطنية والإسلامية والمسيحية وأيضاً وحدة الأعراق والقوميات بجميع اشكال وانواع الوحدة، العنوان الثالث هو التنمية والتقدم والازدهار، والعنوان الرابع هو الحرية والسيادة وكل هذه العناوين نضعها جنب بعضها البعض وليس بشكل تراتبي. هناك من يسأل ما الذي حققناه من هذه العناوين، ولذا يجب أن نكون حاضرين خاصة أمام الأجيال الشابة التي يعمل العدو على محاولة إحباطها وإحاطتها باليأس بهدف إخراجها من الصراع.. ومن هنا علينا أن نعيد التذكير بأننا لا نقاتل العدو الصهيوني فقط انما وعلى مدى سنين طويلة كنا نقاتل هذا العدو والغرب الذي كان يستعمرنا وعمل على تقسيم منطقتنا، نحن نقاتل نصف العالم الذي يهجم علينا منذ الاستعمار، وأهم إنجاز حققناه حتى الآن أنهم لم يستطيعوا هزيمة فلسطين أو تهويدها بل بالعكس فإن هذا الكيان في مأزق، جيشه وبنيته الاجتماعية والسياسية في مأزق، هذا الكيان الغاصب الذي أرادوا زرعه في المنطقة يقرّ من داخله أنه في خطر”.
وأردف: “الإنجاز الثاني وحين نتكلم عن الوحدة فهو يتمثل بأن كل الفتن سقطت، قتنة الصراعات القومية في السودان وليبيا وشمال اليمن، لكن فتنة التكفير الاخطر على الأمة أسقطناها. وفي ما يتصل بمستوى التنمية والتقدم وعلى رغم الكثير من الظواهر التنموية السلبية، وهي ظاهرة عالمية لا تنحصر في منطقتنا وحسب، صحيح نحن لسنا في وضع اقتصادي جيد أو سليم، ولكن أمتنا ليست في وضع تنموي سلبي، أمتنا تزخر بالكفاءات العلمية ولو أننا في لبنان نعاني من أزمة تعليمية في الأزمة الاقتصادية الأخيرة ولكن في بلادنا وأمتنا الكثير من الكفاءات والجمهورية الإسلامية الإيرانية خير دليل لما حققته من إنجازات للأمة كلها وليس فقط لإيران، وسورية صامدة على رغم الحصار وكذلك نحن صامدون. إذا موضوع التنمية والاقتصاد فنحن ذاهبون إلى حل سترونه جميعكم قريباً، وأهم نقطة اريد قولها عن لبنان هي أننا قد هزمنا الأميركي والإسرائيلي في موضوع ترسيم الحدود البحرية وفرضنا عليهم أن يعيدوا العمل باستخراج الغاز واليد على المقبض، في معادلة فرض القوة على الأعداء بعد مماطلة في الترسيم على مدى عشر سنوات، وهم يستعجلون الآن بسبب معادلة القوة القائمة التي تمثلها ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.
وقال: “العنوان الرابع هو عنوان السيادة والحرية، نعم نحن ما تزال منطقتنا تتعرّض للحروب ولكن الجميع يعرف أن غزة لم يخرج منها العدو برضاه وكذلك الأمر في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي، وفي العراق لم يخرج الأميركي برضاه ايضاً، بل خرجوا بقوة المقاومة. وهكذا يكون معنى السيادة. صحيح هناك أجزاء يحتلها العدو في سورية ولكنهم سيخرجون، وكذلك ستُحرّر فلسطين واليوم أصبحت “جنين” هي المعادلة التي يخشاها العدو ويقف عند أعتابها، العدو بكامل عتاده بتوازن عسكري متفاوت لجهة التسليح إلا أنه لم يستطع الدخول الى “جنين”، إذاً هذا يؤكد أن معادلة السيادة والحرية تتحقق.
نحن عندما نحيى ذكرى قادتنا لا نحييها فقط من باب الوفاء فقط، وهذا مطلوب، ولا نحييها من باب الحب والعقيدة، وهذا مطلوب، بل نحييها من باب الإنجاز أي ماذا أنجز الخط الذي سار عليه القائد وأنا لن أعددهم بالاسماء فقادتنا جميعاً الذين أسسوا للمقاومة وحين نقف على المنبر في ذكراهم فنحن نؤكد على عجز العدو بكل سلاحه وتطوّر عتاده. أما سلاح المقاومة وهذا هو الإنجاز الحقيقي الذي يتراكم على قاعدة تراكم التضحيات من شهداء وجرحى وأسرى”.
وأضاف: “حول موضوع القرار الذي صدق عليه الاتحاد الأوروبي في ما يتصل بالنازحين السوريين، اولاً هذا اعتداء فاضح على كل ما يتعلق بقوانين سيادة الدول في العالم، من مدّعي الحرية والديمقراطية واحترام سيادة الدول، ونقول لهم من أنتم ومن نصّبكم اولياء وأمناء على سيادة لبنان، هذه العقلية الاستعمارية مرفوضة، وما هو هدفكم من هذا القرار، ونحن حين كنا نتكلم عن مخطط فتنوي يتحضر منذ فترة طويلة لم نكن نتكلم من سراب، وهذا المخطط يستهدف سورية ولبنان على حد سواء، ويستهدف النازحين السوريين كما المواطنين اللبنانيين، وعلينا مواجهته بتجنب الفتنة ونتعاطى معه بوعي كي لا يتحول الى سلاح في وجهنا. والدولة اللبنانية معنية بكل مؤسساتها للتواصل مع الدولة السورية من أجل تنسيق عودة النازحين الى سورية وعلى المسؤولين في لبنان عدم الخضوع لإملاءات الخارج”.
وقال: “في ما يتصل بموضوع الرئاسة نؤكد أننا منفتحون على كل النقاش، ونعتقد أنه لا سبيل لانتخاب الرئيس إلا بالتفاهم الواسع، ورغم تعدد المواقف والآراء لدى كل القوى السياسية يبقى التفاهم هو القاعدة، البعض ينتظر تطورات إقليمية ما تقوده الى القبول بشيء ما في يوم من الايام، ولكن بالنسبة لنا دعمنا واضح وترشيحنا للوزير سليمان فرنجية ينطلق من منطلق واضح، نحن منسجمون مع انفسنا بالرؤيا السياسية وبالتحالفات السياسية والخط والتاريخ السياسي. وما عدا ذلك من اسماء يتجمع عليها البعض فهو لا يؤدي إلا الى جلسة تنتهي بلا نتيجة، وكل ما طال هذا الأمر طالت المعاناة، وكل من يؤخر انتخاب الرئيس يساهم في زيادة الأزمة والتدخل الأجنبي والدليل قرار الاتحاد الاوروبي الذي نراه فجاً».
وختم: “في ذكرى استشهاد سعاده نؤكد أن قادتنا حاضرون بفكرهم وبأحزابهم وبمناضليهم ومقاتليهم بالرفاق والأخوة، أنطون سعاده الراحل الكبير وكذلك راحلون كبار منهم من غُيّب ومنهم من استشهد ومنهم من غاب، لكنهم حاضرون أمس واليوم وغداً وسنلتقي في القدس”.
كلمة «القومي»
وألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور جورج جريج كلمة مركز الحزب وفيها قال:
يطيب اللقاء معكم، فكيف إذا كان الحدث الذي يجمعنا جليل المكانة، عظيمها في النفوس والقلوب. فنحن ما زلنا ضمن مساحات وهج نور الشهادة، فسعاده رسول قضية والمؤامرة كانت كبيرة، والخسارة ما زالت كبيرة. فالعظماء تنجبهم الأمم، وتحيا معهم، وبغيابهم يخبو فيها بعض من شعاع النور والأمل. لكن سعاده راهن عليكم حين قال “أنا أموت أما حزبي فباق”.
يطيب اللقاء لأننا نجتمع في رحاب شمس الجبل – شمسطار، والشمس نور والجبل شموخ، ومعلوم عن أبناء شمسطار والمنطقة عموماً عزة النفس وفيض العطاء.
وقال: نجتمع بالقرب من بعلبك مدينة الشمس وعروس البقاع. هذه البقاع التي كانت على مدى تاريخها، وفية للتاريخ وللجغرافيا، فشكّلت المساحات الرحبة، وكانت النموذج المعبّر عن الأصالة وعمق الانتماء، وكانت قلعة الصمود في وجه كل التحديات، وبرغم كبر حجم الحرمان كان العطاء كبيراً.
وإذ تابع: أيها الحاضرون على مساحة الوفاء لدماء شهيد الثامن من تموز، تجمعنا أصالة التاريخ وحتمية الجغرافيا، تجمعنا العقلية الأخلاقية الجديدة والإيمان بإرادة الحياة، تجمعنا الكرامة، يجمعنا الفكر والانتماء، تختلف الأماكن لكننا حيث نكون معاً يكون الوفاء والولاء والعزة والكرامة، رأى أن لا حياة لأمم لا يفتديها أبناؤها بدمائهم، وأنطون سعاده علم ذلك جيداً، والأمة كانت قيد زوال، وكان الحلم عنده يتقدّم على البقاء، سار وراء الحلم فكان الحزب السوري القومي الاجتماعي أبجديته، تعملق سعاده في العطاء والإباء في زمن لم يحتوه، فكان الاستشهاد ضريبة السير في الاتجاه المعاكس لإرادة الاستعمار والتوطين والتفتيت والتجزئة، تجرع كأس الشهادة ولم ينحنِ، فـ “نحن جماعة لا تتخلى عن مبادئها لتنقذ جسداً بالياً لا قيمة له”. هكذا علمنا، والحياة لنا وقفة عز، فكان عزيزا شهيداً..
وإن في إصرار القوميين على إحياء محطة العطاء المتمثلة بالفداء، والأصالة المجسّدة بالوفاء، بعض من حقيقة أشار إليها شهيد الثامن من تموز حين أوضح أنه “أنا لا يهمني كيف أموت بل من أجل ماذا أموت”. ولأجل ذلك، لأجلنا نحن أبناء الحياة، لأجل حياة الأمة وسيادتها، كان الفداء، وها نحن هنا اليوم لتجديد الولاء وتأكيد الوفاء…
وأضاف جريج: أن يضيف المرء إلى شعوره بحاجاته شعوره بحاجات الجماعة التي ينتمي إليها، هذه ظاهرة الوجدان القوميّ. وهنا تكمن الحكاية، جسر عبور بين الفردية القاتلة والانتماء المحيي، وهنا الفارق بين المنافع الفردية والمصالح القومية، ونحن في الحزب اخترنا بملء الإرادة وشدة العزيمة مصالح الأمة والانتماء الرحب، والهوية الوطنية الجامعة، عندنا، تتقدّم جميع الولاءات…
وأكد أن النظام السياسي في لبنان اليوم في عنق الزجاجة، فنحن عالقون لا رئاسة جمهورية، وحكومة تصرّف الأعمال، بالمستوى الأدنى، والقطاع العام يعمل بتقطع، وبقطع الأنفاس، ومؤسسات الدولة أقرب إلى حالة الشلل، والقضاء معطل بانتظار القدر، والتعليم في مرحلة المراوحة، والجامعة اللبنانية عالقة بين القيام بالواجب، وانعدام القدرة على الإستمرار، والبطالة وهجرة الشباب حدّث ولا حرج…
وإن ما يتعرّض له لبنان، من ضغوط وحصار اقتصادي، وانهيار البنى التحتية وتردّي مستوى الأمن الغذائي والأمن الاجتماعي والصحي، مؤاشرات تنذر بالأسوأ، وهذا جميعه يتطلّب أن يقف أصحاب الشأن، أمام ضميرهم والقيام بالمطلوب للانتهاء من سيمفونية الشغور الرئاسي، والانتقال إلى مرحلة انتظام عمل مؤسسات الدولة، وإيجاد الحلول المناسبة للأزمة الاقتصادية وتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب، وبلسمة جراحه، وتأمين احتياجاته المعيشية والصحية والاجتماعية، فلبنان كان منارة الشرق ويليق بأبنائه حياة العز والكرامة.
أما عن موضوع العلاقات مع سورية ودول العالم العربي، فاكد جريج على وجوب تطبيق مضامين الدستور، الذي أكد بوجوب قيام أفضل العلاقات مع سورية، لما فيه خير لبنان وسورية، ونطالب الحكومة اللبنانية أن تبادر إلى فتح قنوات الاتصال مع الدولة السورية لإيجاد الحلول لمسألة النازحين، وبقية القضايا المشتركة، كما تفعيل التعاون على كافة الصعد، تطبيقاً للمعاهدات المشتركة وتحقيقاً لأفضل العلاقات. فسورية الصامدة في مواجهة الإرهاب، قدّمت الكثير للبنان وشعبه ومقاومته، وصمودها حمى لبنان، وعزّز مركزية الدولة فيه.
وأكد وجوب الانفتاح على العالم العربي، وتغليب أواصر الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة، لتوفير شبكة الأمان الاجتماعي التي يحتاجها لبنان في هذا الظرف العصيب. فلبنان المنطلق من انتصارات تحرير الأرض، وتثبيت الحق في الموارد الطبيعية من خلال معادلة – الشعب والجيش والمقاومة – هذه المقاومة المجيدة، التي تأكد من خلال تصديها لمحاولات العدو المستمرة والمتكررة بالاعتداء على السيادة اللبنانية، وأخرها البارحة في الغجر وكفرشوبا، أنها السبيل الوحيد للحفاظ على الحقوق الوطنية، وجب التمسّك بسلاحها، والالتفاف حولها، ليكون لبنان بكامل جغرافيته بيئة حاضنة لها.
واستطرد أنه كما انتصر لبنان على العدو من خلال صوابية الخيارات وبدعم من سورية وجميع الحرصاء، فإن صون الانتصارات لا يمكن تحقيقه إلا بتوفير العدالة الاجتماعية، وتأمين تكافؤ الفرص، عبر قانون انتخاب عصري، يكون فيه الفرد مواطناً في دولة، لا رقماً على قوائم الفئويات والمذهبيات والطوائف، فالتمثيل المذهبي عزّز دعاة الفيدرالية على حساب الهوية الوطنية. والاصطفافات على المصالح، ثبُت في لحظة الحقيقة، انقلابها على المقاومة وصمودها، وعلى وحدة لبنان، وهويته ودوره. وهنا لا بد من إعادة النظر في السياسات المعتمدة لإدارة الشأن العام في لبنان. فالاستئثار المذهبي ولغة الإقصاء، كما حصل مع حزبكم أيها القوميون، خيارات يجب إسقاطها إلى غير رجعة، فهي كادت تسقط البلاد، ويجب إيقافها، وإصلاح ما يمكن إصلاحه. فالإصلاح واجب الوجوب للبقاء والاستمرار والسير في مسار الارتقاء.
أما فلسطين فثابت أن لا أكثر المقاومة طريق التحرير، والوحدة الوطنية صمام الأمان، فملاحم البطولة في غزة وجنين أبلغ من كل الكلمات، ومسارات التفاوض والتطبيع على صفحات التاريخ بائدة بلا أثر.
ولفت إلى تهافت رفقاء لنا، من القاع البارحة إلى بعلبك إلى باقي ارجاء الوطن، وبرغم الظروف الاقتصادية الصعبة، والمشقات، إلى إحياء يوم الفداء والوفاء، انتصاراً لقيم الحق، وللعقيدة التي استشهد لأجلها انطون سعاده. وها هي الأحداث يوماً بعد يوم، تثبت صوابية الرؤية، فالتاريخ سجل أحداث والجغرافيا مداها، فحقيقة هويتنا القومية راسخة، وراهنية الفكر في تحديد القضايا الوطنية والتعامل معها بيّن وجليّ.
وختم عضو المجلس الأعلى الدكتور جورج جريج:
“باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان
باسم قيادة الحزب
باسمكم
نجدّد العهد لشهيد الثامن من تموز، أننا على العهد باقون، بحمل مشاعل النهضة، وعن درب الصراع لانتصار القضية لن نحيد، ما دام النبض في الشرايين”.