دبوس
ميزانيات فلكية
لماذا إذن، وبعد ان قرّر منظّرو وفلاسفة دولة الهيمنة، انّ الولايات المتحدة الأميركية لن تخوض حروباً خارج حدودها، وانّ هذه المهمة قد أحيلت الى حلفائها، كلّ في منطقته الإقليمية، مع استمرار الدعم التسليحي واللوجستي والسياسي، لماذا إذن هذه الانطلاقة الفلكية في أرقام ميزانية وزارة الدفاع الأميركية، والتي أصبحت على عتبة التريليون دولار، حتى بدون معلومات، وبالنظر الى التداعي الفكري لمنظومة صناعة القرار في دولة الهيمنة، فإنّ الأرجح انّ جزءاً كبيراً من هذه الميزانية الباذخة سوف يتوجه بالتأكيد نحو تطوير الأسلحة بجناحيها، التقليدي، والغير تقليدي، بحيث يُراد لها ان تكون أكثر كفاءة من حيث السرعة والطاقة التدميرية والدقة…
كما انّ جانب استحداث واختراع أنماط جديدة من الأسلحة سيجد له نصيب وافر من هذه الميزانية، والذكاء الصناعي، سيفرد له صرف بلا حدود لمحاولة الهيمنة في هذا المنحى، حينما فجرت الولايات المتحدة في ساعات ما قبل الفجر من يوم 16 تموز عام 1945 قنبلة ترينيتي في نيومكسيكو، كان ذلك تتويجاً لسنين طويلة من العمل السري في المخابر ومراكز الأبحاث السرية، ومعامل التطوير والابتكار…
سيذهب جزء وازن من هذه الميزانية نحو مزيد من الإبداعات الشيطانية، في محاولة لتركيع البشرية، وانتشال ذلك البنيان المهشم، من يظنّ انّ هذا الكيان القابض، الممتلئ كراهية لكلّ بني البشر، ورغبة في الاستحواذ والسيطرة، سيكتفي بالانكفاء والقبول بالهزيمة والنكوص الى الداخل، هو واهم، هي ارتدادة يقوم بها ليتجنب مزيد من الخسائر، وارتدادة لالتقاط الأنفاس، لاستيقاظ هذه الذات الشيطانية، وبإمكانيات هائلة، لابتداع أدوات الشر المطلق، وللعودة لمزيد من القتل والإقصاء والإلغاء، لا أفهم ميزانيات فلكية كهذه إلّا من هذا المنظار.
سميح التايه