أخيرة

دبوس

استدعاء للبعد العروبي

لماذا، وأردوغان يتطلّع بأمل وبرجاء الى محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، وتميم بن حمد، لإنقاذه وإنقاذ الشعب التركي الجار والصديق والشقيق من المأزق الاقتصادي الخانق والمتمثّل في شبه انهيار لليرة التركية، وتضخّم آخذ في تحويل حتى الأولويات الى تمنيات في خانة، صعب المنال، والخارج عن نطاق المستطاع؟
لماذا، ومن منطلق انّ دائرة الانتماء اليعربي هي حقيقة سرمدية صلبة لا تعتريها أية شائبة، واننا في هذه المنطقة، ولولا تآمر الأعداء، وتخاذل بعض الأبناء، وتقاعس الأوفياء، لكنّا ومنذ عقود وقرون، أمةً واحدة لا يحدّها حدود، ولا يقطع تواصلها سدود، ولا يبطل عنفوانها مردود…
لماذا لا يطالبون أردوغان، بإعادة تدفق مياه دجلة والفرات، والتوقف عن هذه المناكفات، حتى تعود مياه الحياة لتجري في العروق الظمأى، ويقبل الناس بعد كلّ هذا المنع، وهذه الجفوة التي لا تخدم سوى مصلحة الأعداء، وتصبّ في خانة من لا يرجو خيراً لهذه الأمة، ويسعى لبذر بذور الدم والخراب والأحقاد والكراهية بين شعوب يجمعها الكثير الكثير، يقبلون على استخراج الخضار، من جوف التصحّر الذي أريدَ به تجويعنا وقتلنا وإحالتنا الى أجساد بلا حياة؟
التدفق كان في الماضي، وقبل ان تدخل يد الجور ورياح التباغض والشقاق من الغرب ومن كيان الإحلال أكثر من 500 متر مكعب في الثانية من المياه الخيّرة، ليصبح بفعل النوايا القاتلة، الآتية من الغرب وشمال الغرب، ومن مفاعيل الكيد الصهيوني 200 متر مكعب في الثانية، مما أحال أراضي زراعية وبساتين خضراء وتربة تنضح بالخير والعطاء الى صحاري ميتة تستصرخ السماء لقطرات من المياه.
لماذا لا يخاطب ابن سلمان، وابن زايد، وابن حمد، أردوغان، بالفم الملآن، وليسمع القاصي والداني، بأننا نحثّك ومن منطلق الإنسانية الوضعية، لإعادة الأمور الى نصابها، وإعادة المياه الى مجاريها…
كم من المصداقية والمحبة والتقدير والإكبار ستجني هذه القيادات الثلاثة، لو أنها جعلت القيادة التركية تعيد المياه الى الأراضي التي بدأت تتصحّر، والى الرمال التي كانت، وقبل سنين قليلة يغطيها اخضرار الحياة، وثمار الخير، ونسائم الانبعاث، فتملأ الأنفس والأرواح والعروق الجافة، والبطون الخاوية، بكلّ الخير والقناعة والرضا، نتمنى من كلّ القلب ان يحدث هذا…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى