حزب الله: الضربات الجوية على اليمن تشبه القصف «الإسرائيلي» في غزة
رأى حزب الله أنّ السعودية ورّطت نفسها في اليمن مؤكداً أنها ستتكبّد خسائر فادحة جداً، وسينعكس ذلك على مكانتها، ووضعها الداخلي ودورها في المنطقة، مشبّهاً الضربات الجوية على اليمن بحملات القصف «الإسرائيلي» في غزة، وشدّد على أنّ ارتباط تيار المستقبل بالقيادة السعودية وسعيه إلى إرضائها واستماتته في الدفاع عنها، لن يجعلنا نسكت على عدوان بهذا الحجم ضدّ شعب عربي مسلم شقيق، معتبراً أنّ «نظام التخلف والجهل والقتل وتصدير الإرهاب والمتطرفين الذي يحكم في الجزيرة العربية، لا يمكن أن يكون موضع مقارنة ظالمة مع الجمهورية الإسلامية في إيران التي شهد لها العالم بالتقدّم والتطوّر كدولة وكنظام سياسي».
قاسم
وفي السياق اعتبر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنّ السعودية ارتكبت خطأ استراتيجياً عبر التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، مضيفاً: «لقد ورّطت السعودية نفسها في اليمن وستتكبّد خسائر فادحة جداً، وسينعكس ذلك بشكل متزايد على مكانتها، وعلى وضعها الداخلي ودورها في المنطقة».
وشبّه قاسم، في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس»، الضربات الجوية التي تقودها السعودية على اليمن بحملات القصف «الإسرائيلي» في غزة. وقال: «ما حدث في اليمن هو جريمة لا يمكن تجاهلها… ترتكب جريمة إبادة في اليمن، ونحن لا يمكننا السكوت عن ذلك، وعلينا أن نعلن ذلك ونصرّح بموقفنا السياسي لتعرف السعودية أنّ هناك أصواتاً لا تقبل ما تقوم به، لعلّها تفكر وترتدع وتفتح مجالاً لحوارات بنّاءة، ونحن نصرخ بسبب ما نراه من خطر كبير لا يختص باليمن، بل سينعكس أيضاً على كلّ المنطقة».
وأكد أنّ الولايات المتحدة شريكة للسعودية في العدوان على اليمن، «ولكنها شريك يعرف ماذا يريد، بينما السعودية تورّطت وستحصد خسائر كبيرة جداً بدأت تظهر، وستكون أكبر وأكبر على موقع السعودية ووضعها الداخلي ودورها في المنطقة»، مضيفاً: «لذلك سيكون من الحكمة بالنسبة لها ألا تتدخل في شؤون اليمن بطريقة سلبية، وإنما بطريقة إيجابية، من خلال الدعوة للحوار».
وحث الشيخ قاسم السعودية على «العودة إلى رشدها» ووقف الحملة الجويّة، التي «تساعد فقط الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن».
ونفى قاسم الإتهامات القائلة بأن حزب الله قد أرسل مقاتلين أو مستشارين إلى اليمن.
وفي الشأن السوري، قال قاسم إنّ مشاركة حزب الله في الحرب في سورية كانت لحماية لبنان من الإرهابيين المتطرفين، مؤكداً «أنّ هذه المشاركة وفّرت على الحزب أن يقاتل في شوارع بيروت والضاحية والجنوب، وفي كلّ مكان من لبنان، لأنّ المشروع التكفيري مشروع خطر، وله تطلعات بملء أي فراغ يجده، ليس في لبنان فحسب، بل في كلّ المنطقة العربية والإسلامية».
ورأى «أنّ المعركة في القلمون حتمية، ولكن إذا كان الطرف الآخر يتصوّر أنه سيحقق نتائج إيجابية فهو واهم. وعلى كلّ حال ستثبت الأيام أنّ ما سيحصل في القلمون سيضيف إنجازاً إضافياً لمصلحة سورية والمقاومة».
قاووق
وأكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق خلال حفل وضع حجر الأساس للمبنى الجديد للحوزة الفاطمية في بلدة جويا، أنّ «العدوان السعودي – الأميركي يستهدف إرادة وقيم ودور ومكانة الشعب اليمني، وهو ليس حرباً عربية فارسية، لأنّ شعب اليمن هم عرب وليسوا أقلّ عروبة من السعودية، وليس حرباً سنية – شيعية، لأنّ غارات الطائرات السعودية لم تفرّق في قتلها ومجازرها بين القبائل والمذاهب والمناطق اليمنية، وبالتالي ما يحصل في اليمن هو عدوان سعودي أميركي على شعب عربي مسلم».
العلاقات الإعلامية
إلى ذلك، ردّت العلاقات الإعلامية في حزب الله ببيان عالي اللهجة على مواقف قيادات تيار المستقبل ضدّ إيران والحزب. وجاء في بيان للعلاقات: «اعتاد مسؤولو وقياديو تيار المستقبل، على مدى السنوات الماضية، على شنّ هجمات عنيفة على الجمهورية الإسلامية في إيران، مطلقين الكثير من الاتهامات الباطلة والافتراءات التي لا أساس لها، خدمة لمشاريع خارجية وأجندات عربية وأجنبية. وقد آثرنا، في حزب الله، ونحن نستمع إلى تلك الاتهامات والافتراءات، عدم الردّ والتعليق عليها، حرصاً على مصلحة البلد، وحفاظاً على الوحدة بين اللبنانيين».
وأضاف:» إلا أنه ومع اتخاذ حزب الله موقفاً واضحاً وصريحاً إلى جانب الشعب اليمني المظلوم والمستهدف، والذي يتعرّض للعدوان السعودي، ثارت ثائرة تيار المستقبل ومسؤوليه وإعلامه، وأخذوا في انتقاد هذا الموقف المبدئي والصريح، معبّرين عن انزعاجهم منه، ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان هذا التيار مستاء من رفض حزب الله لهذا العدوان أم من الانتقادات التي يوجهها للدول المتورّطة فيه وعلى رأسها السعودية، كما أنّ لهجة خطاب تيار المستقبل توحي بأنّ هذا التيار يؤيد عمليات الإبادة والجرائم الجماعية التي ترتكبها طائرات العدوان بحق المدنيين الآمنين، والتي يذهب ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ بلا تمييز».
وإذ أكد البيان «أنّ ارتباط تيار المستقبل بالقيادة السعودية وسعيه إلى إرضائها واستماتته في الدفاع عنها، لن يجعلنا نسكت على عدوان بهذا الحجم ضدّ شعب عربي مسلم شقيق يتعرّض لهذا النوع من الإجرام»، رأى «أنّ اللغة التي يستعملها مسؤولو تيار المستقبل وإعلامه في الدفاع عن السعودية، تكاد تجعل من هذه المملكة القائمة على التسلّط والتجبّر متفضلة على شعوب العالم بما تقدّمه من عطاءات، في حين أنّ نظام آل سعود يعمل على استئجار الذمم والضمائر، وعلى استيراد الجيوش والجنود، وعلى زرع الفتن والشقاق من أجل تفتيت الدول وقتل الأبرياء».
وختم البيان: «إنّ نظام التخلف والجهل والقتل وتصدير الإرهاب والمتطرفين والأفكار الشاذة والمتشدّدة، الذي يحكم في الجزيرة العربية لا يمكن أن يكون موضع مقارنة ظالمة مع الجمهورية الإسلامية في إيران التي شهد لها العالم بالتقدّم والتطوّر كدولة وكنظام سياسي، والتي تراكم إنجازاتها الكبرى على المستوى العلمي والتقني، فيما يواجه قائدها ومرشدها العالم الظالم كله، معلناً وقوفه إلى جانب الشعوب المستضعفة والحركات التحرّرية في العالم».